العودة إلى زهرة المدائن علي صوت فيروز

موقع مصرنا الإخباري:

من مزايا الكتابة في ظل الأزمات والتحولات العنيفة في مجتمعنا، أنها تقود عن الضجيج والجلجلة، كما لو كانت تحميها ريثما الروح بعيدا تمر العاصفة، حيلة من حيل استجداء السعادة في هذا الراهن الغامض، لذا تبدو الكتابة في زمن كورونا والحروب والحوادث الإرهابية، عن مطربة كبيرة مثل فيروز مشروعها الغنائي كان للحب والحياة وإسهاماتها المتنوعة في عالم الغناء لها طريقة ما، نستعير بها من بهجة زمن مضى، لندعم أنفسنا بالجمال ونمنحها طاقة هائلة تصرف كل الحزن المحتشد، علها تكون بقعة ضوء عنيدة تجعلنا نواجه أرقام الإصابات وصفعة الموت المفجع وما يحدث في فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلي، بإرادة الحياة والتجاسر على الوجع.

عندما تريد البعد عن ثقل الهواجس ووطأة الأخبار غير السارة فى العالم هنا وهناك، فعليك فقط أن تستمع إلى أغانى فيروز، بعدها لن تجد سوى السعادة، فمهما طال الزمان ستظل جارة القمر واحدة من أيقونات الغناء العربى التى نسج الخيال حولها قصصاً كثيرة، رسمت لها صورة استثنائية لنجمة لها مكانتها الخاصة فى قلوب معجبيها الذين تابعوها فى مسيرة حافلة بالنجاح، حيث إن كل الذين بحثوا عن الحب ظفروا بهذه الإرادة بعد أن عرفوا كيف يصطادون كلمات تشربت من الروح كما في أغنيات فيروز بما تحتويه من ترف الكلمة المعجون بأناقتها، فهى استلهمت حالة حى العاطفة في وجهها الإنساني البسيط.

فيروز طوال مسيرتها صنعت أسطورة خالدة باسمها، فقد استطاعت أن تشكل عواطف كل إنسان عبر أغانيها المعبرة عن حياتنا العاطفية والوطنية ، كانت محترفة تجيد التعامل مع كل عناصر الأغنية، وجريئة لا تخشى من أن تجرب أي لون جديد، فغنت العاطفى والوطنى والكلاسيكى، وذكائها الفني ورغبتها في أن تقدم كل ما هو جديد جعلها تحاكي كل ما هو جديد ومعاصر، فخرجت أغانيها متميزة ومؤثرة فى وجداننا جميعا حتى الآن ولا يتوقع لها الفناء أبداً.

على مدار أكثر من 70 عامًا أخذتنا جارة القمر إلى حالة من النرجسية مفعمة بالرومانسية، فمن يستطيع أن يقاوم أغانى مثل “كيفك إنت” و”سألوني الناس” و” بكتب اسمك”، والله معك يا هوانا” و”طيري يا طيّارة” و”نحنا والقمر جيران” و”أنا لحبيبي” و” حبّيتك بالصيف” و”سألتك حبيبي” و”زهرة المدائن”، وغيرهم الكثير والكثير من الأغاني التى تعيش بداخلنا وتحي مشاعرنا كلما شاهدناها أو استمنعا إليها، فلا يمكن أن يوجد بديل أو شبيه لها مهما تغير الزمن.

نحن اليوم في أمس الحاجة إلى سماع جارة القمر حتى ننسى ما نراه ونسمعه على الساحة الغنائية حاليًا وما نراه يحدث داخل وطننا العربى، وهنا قررت الاحتفاء بها بهذه الكلمات البسيطة التى لا لن تكفي سيدة أعطت للفن العربى الكثير وكانت ولا تزال موهبة منفردة وكلما مر الزمن ازداد حب الجماهير له.. فما أحوجنا إلى العودة إلى زهرة المدائن على صوت فيروز.

واختتم كلامى بنشر كلمات أغنية “زهرة المدائن”: لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي لأجلك يا بهية المساكن يا زهرة المدائن يا قدس يا قدس يا قدس يا مدينة الصلاة أصلي.. عيوننا إليك ترحل كل يوم ترحل كل يوم.. تدور في أروقة المعابد تعانق الكنائس القديمة و تمسح الحزن عن المساجد

يا ليلة الإسراء يا درب من مروا إلى السماء عيوننا إليك ترحل كل يوم وانني أصلي.. الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان لأجل من تشردوا لأجل أطفال بلا منازل لأجل من دافع وأستشهد في المداخل وأستشهد السلام في وطن السلام وسقط العدل على المداخل حين هوت مدينة القدس تراجع الحب وفي قلوب الدنيا أستوطنت الحرب.

الغضب الساطع آتٍ الغضب الساطع آتٍ الغضب الساطع آتٍ وأنا كلي إيمان الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ وكوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي سأدق على الأبواب وسأفتحها الأبواب وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية وستمحو يا نهر الأردن أثار القدم الهمجية.. الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ وسيهزم وجه القوة.. البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس بأيدينا للقدس سلام.

بقلم حازم صلاح الدين

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى