مصر فى قلب غزة

موقع مصرنا الإخباري:

من كان من المصريين والعرب يتصور أنه فى يوم من الأيام وفى ظل الأزمة والتعقيدات والتطورات الصعبة على صعيد القضية الفلسطينية والحرب اللاإنسانية التى قادتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى وخاصة فى القطاع.. يشهد ويرى بعينيه عشرات المعدات المصرية ومئات من المهندسين والعمال والفنيين المصريين وهم يعبرون معبر رفح إلى داخل غزة لمساعدة أشقائنا فى فلسطين فى العودة مرة أخرى إلى حياتهم الطبيعية.

من كان يتصور أن مصر تقرر بناء 10 آلاف وحدة سكنية لاستيعاب أهالى غزة ومساعدتهم فى حل أزمة سكانية خانقة فى القطاع الذى يعتبر من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان. من كان يتصور أن المدينة السكانية الجديدة التى سوف تبنى فى خلال شهور سوف تحمل اسم مصر.

مشهد مئات الشاحنات التى كانت تحمل المساعدات الغذائية لشعبنا الفلسطينى ومشهد المعدات والآلات والعمال والمهندسين أخرس كافة الألسنة الحاقدة والشامتة ولم يترك لها مجالا للحديث عن مصر ودورها. فمصر السيسى استعادت قوتها ودورتها وعادت اقوى مما كانت لتقف فى قلب أمتها وفى قلب غزة وفى قلبها تسكن فلسطين الذين توهموا أن نجحوا فى ابعاد مصر عن قضيتها الرئيسية بأشغالها بحروب الإرهاب واشعال حدودها فى الشرق والغرب والجنوب. لم يعرفوا من هو القائد ومن هو المارد المصرى.. الشعب وبطله أبو الشجعان.. الذى حقق فى سنوات قليلة ما يشبه المعجزة الحقيقية بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء فجاءوا إليه يسعوا للتصالح والتقارب.

مصر فى قلب غزة.. مشهد سيتوقف التاريخ أمامه كثيرا وسيتوقف عند دلالة تاريخه، فقرارات الدول وقادتها لا تأتى من باب الصدفة… لا تزال يونيو تشكل لحظة الألم والهزيمة فى الثقافة والذاكرة العربية. وفى مثل هذا اليوم كانت الفاجعة والصدمة وعادت مصر إلى غرب قناة السويس… لكن يونيو لا ينسى ثأره… فمن غرب القناة فى 67 إلى قلب غزة وفلسطين بمعداتها وعمالها ومهندسيها فى يونيو 2021…. إنه تاريخ جديد تصنعه مصر وقائدها للمنطقة ومازال الكثيرون لا يستوعبون المشهد الجديد والصورة الجديدة ولكنها واضحة وجلية الآن.

مصر فى قلب غزة بالعمل والفعل والمال والمساعدة والدعم.. وليس بالشعارات والضجيج الأجوف واختلاق بطولات زائفة على حساب الدور المصرى الذى سارع لوقف إطلاق النار ثم البدء فى لم الشمل الفلسطينى.. ثم ارسال عشرات المعدات.. ومئات العمال والمهندسين.. فى مغزى عميق جدا بان مصر تبنى وتعمر للأشقاء الفلسطينيين فى الوطن الأصلى وليس البديل. ولا تتآمر وتتاجر بهم مثل الآخرين.

مدينة مصر فى غزة لها دلالات كثيرة… لعل من هاجموا مصر يصلهم المعنى والمغزى من بناء مدينة مصر فى غزة.. أظن أن الرسالة والدلالة اكتملت.. من الإنفاق الستة وتعمير سيناء بحوالى ٨٠٠ مليار جنيه.. ووجود الجيش المصرى بأسلحته ومعداته كاملة فوق أرض الفيروز.. يعنى أن مصر هنا بسيادتها وقادتها وما عدا ذلك قشور وتخاريف واوهام مهما كان من ورائها.

معدات مصر ومهندسوها وعمالها فى الطريق إلى فلسطين هى رسالة للجميع.. أن مصر أبدا لا ترسل للخارج سوى الخير والبناء والتعمير فما بالنا إذا كان هذا الخارج فلسطين الحبيبة.

عاشت مصر.. وحفظ الله جيشها وشعبها وقائدها وزعيمها المنقذ…

بقلم
عادل السنهوري

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى