جانحة إيفر جرين.. وعظمة القيادة المصرية

موقع مصرنا الإخباري:
تابعنا وراقب العالم حولنا تعطل حركة الملاحة بـ قناة السويس الأيام الماضية نتيجة لسوء الأحوال الجوية المصحوب بعاصفة ترابية، أو لمشكلات فنية في قيادة السفينة – هذا ما سيكشفه التحقيق في الأزمة – فقد مسئولو سفينة “إيفر جرين” البنمية التي يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترًا التحكم فيها وجنوحها عند الكيلو 151 خلال عبورها ضمن قافلة الجنوب للمجرى الجديد لقناة السويس، الذي يعتبر من أكثر الممرات المائية نشاطًا في العالم في رحلتها من الصين إلى ميناء روتردام في هولندا، فسدت السفينة التى تزن 200 ألف طن، طريق السفن الأخرى التي علقت في طوابير في كلا الاتجاهين.

على الفور تحركت الجهات المصرية المعنية والمؤسسات للتعامل مع المشكلة كل فيما يخصه، فأعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتًا، لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة.

وأصدر بياناً رسمياً أوضح فيه، أن حركة الملاحة بالقناة شهدت ، عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة وفقًا للتوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لا بد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة.

وبدأت جهود تعويم السفينة، بقيام الجرافات بإزالة الرمال والطين بالقرب من جسم الناقلة إيفر جرين، ثم بدأت أعمال الشد والدفع بواسطة 8 قاطرات عملاقة في مقدمتهم القاطرة بركة ١ بقوة شد 160 طن، عملت على إعادة تعويم ناقلة الحاويات العملاقة.

ونظراً لأن الأمر لا يخص الشأن المصري فقط بل العالم أجمع لما له من تأثير على حركة التجارة العالمية، بدأت القنوات الإعلامية المصرية في نقل الأحداث الحقيقية أولا بأول لإطلاع الرأى العام علي تفاصيل الواقعة ومجريات الأمور.

ووضعت الدولة في اعتبارها أن تراجع أسعار النفط يسمح بتنافس بين مجرى القناة الجديد والممرات الأخرى المنافسة، ولابد من تفادي تكرار هذا الخطأ مرة أخرى لما له من مردود سيئ يؤثر على عائد الإيرادات للقناة، كما أن الخسائر تزداد في حالة استغراق الأزمة لمدة زمنية أطول.

وبعد ستة أيام أصدرت شركة “إيفرجرين” المالكة للسفينة بياناً صحفياً، تؤكد فيه أنه تمت إعادة تعويمها بنجاح داخل قناة السويس يوم 29 مارس وشكرت هيئة قناة السويس وجميع الأطراف المعنية على مساعدتهم ودعمهم في هذا الوضع الصعب والمؤسف، وغادرت السفينة موقعها بمساعدة القاطرات لتستأنف القناة عملها الطبيعي.

وقد شاهدنا تأكيد رئيس هيئة قناة السويس أن السفينة الجانحة في القناة تم تحريكها بواسطة أيدي مصرية 100%، مشيرًا إلى أن القانونيين سيتحركون لمعرفة المسئولين عن دفع الخسائر التي سببتها السفينة.

ومن حسن إدارة القيادة السياسية للموقف، توجيه الرئيس السيسي رسالة إلى العالم خلال المؤتمر الصحفي العالمي الذي أعدته هيئة قناة السويس بأن وجوده اليوم فى قناة السويس.. رسالة بأن كل شئ عاد كما كان وإن شاء الله أفضل، وأن قناة السويس قوية وباقية وقادرة على تلبية نقل التجارة العالمي.

وبرأيي المتواضع أن حادثة جنوح ناقلة الحاويات العملاقة «إيفر جرين» وإغلاق قناة السويس لأكثر من 6 أيام ألقى الضوء على أهمية القناة ودورها في الاقتصاد العالمي وحركة التجارة والملاحة العالمية حيث يمر نحو 12% من التجارة العالمية عبر قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وتوفر أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا، ويمر يها يومياَ أكثر من50 سفينة.

ونجحت الإدارة المصرية والجهات المعنية في مواجهة المشكلة وتفاعلت سريعاً مع الحدث وأختارت بدائل سليمة لمواجهة الأزمة، واستطاعت أن تستفيد من التسويق العالمى لأهمية قناة السويس، وكشفت عن تميز العامل المصري وكفاءته وإصراره على النجاح، وحسن إدارته وتنفيذه للأمور.

بقلم
أمين بدر

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى