لا يسخر قوم من قوم.. التربية هي الأساس

موقع مصرنا الإخباري:

داخل كل واحد منا جزء من الحيوان، لذا نبحث دائمًا عن فريسة، وعادة ما تكون الفريسة إنسانًا أضعف منَّا، فى خلقته أو رزقه أو وضعه الاجتماعى أو نصيبه من العقل، حينها ننقض عليه بأنيابنا ومخالبنا وألسنتنا، ونجعل منه مادة للسخرية وللتقليل، ظانين أننا فى وضع أفضل منه وفى مكانة أعلى من مكانته.. ولكن من يدرى؟

يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الحجرات “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، غريبٌ أمر هذه الآية، نقرأها كثيرًا ولكن كأننا لم نقرأها قط، كأننا لم نصلى بها ونستقيم فى صف خلف إمام، كأنها لم تقرر على منهج دراسي، ولم يقلها أبٌ لطفله وهو يعلمه الأدب.

أقول ذلك لأننى أكاد أجزم أننا لم نتعلم من هذه الآية شيئًا، فما أكثر ما نراه من سخرية بالآخرين، حيث نخلط الجد بالهزل، ونقول ما نشاء غير عابئين بأثر كلماتنا على الناس، ولا مهتمين بإحراجهم، نتعامل كأن الله خلقنا كما نشاء نحن لا كما أراد هو سبحانه.

ربما السؤال المزعج فعلا: ما الذى نبحث عنه بسخريتنا؟ هل نريد أن نثبت أننا فى وضع أفضل من الآخرين؟ وما أدرانا بذلك ربما نحن فى وضع كارثى ولكننا لم نتنبه لذلك، وربما هناك من يسخر منا أيضا فى اللحظة نفسها ولكننا لا نعرف ذلك.

والرغبة فى السخرية من الناس يرجع جزء منه، من وجهة نظرى، إلى التربية فى المنزل، فالطفل الذى ينشأ فى بيئة تحترم ذاتها وتحترم الآخرين، سوف يخرج إلى المجتمع وهو قادر على أن يمنع نفسه من التقليل من خلق الله، سيتعلم كيف يمنع الحيوان الذى فى داخله، أما ذلك الذى ينشأ فى بيئة لا يقدر أفرادها بعضهم البعض، حيث الأب لا يمنح الأم ما تستحق من تقدير، والقوى لا يعطف على الضعيف، سوف ينشأ مشوه النفس لا يجد نفسه إلا حين يؤذى الآخرين ويقلل من شأنهم.. لذا نرجو من الله السلامة.
بقلم
أحمد إبراهيم الشريف

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى