«الاختيار وهجمة مرتدة والقاهرة كابول».. دراما تقاطعات الإرهاب والتجسس

موقع مصرنا الإخباري:

أكثر من مسلسل هذا العام تعامل مع الإرهاب والتطرف، الاختيار يرصد مواقف وأعمال وأحداث وقعت بعد 30 يونيو وحتى الآن، ويقدم التوثيق مع الدراما بشكل متناغم إلى حد كبير، ونجح الاختيار، تأليف هانى سرحان، وإخراج بيتر ميمى، فى الجمع بين الجانب التوثيقى والدرامى، وهجمة مرتدة يتناول خطوطا أخرى أكثر تعقيدا وتقاطعا، فيما يتعلق بتحركات أجهزة مخابرات أو دول تعاملت بشكل متعمد فى أحداث عفوية، لكن المسلسل أيضا يمزج بين أحداث حقيقية ويرمز لأشخاص وجدوا فى الواقع، وكانت لهم أدوار مختلفة لصالح أجهزة خارجية.

هجمة مرتدة، سيناريو باهر دويدار وإخراج أحمد علاء الديب، يتناول قضية مهمة تتعلق ببعض الأطراف، الذين خلطوا بين العمل البحثى والاستخبارى والمعلوماتى، وهو ملف معقد وملىء بالتفاصيل، التى تغيب وتختفى أغلبها ضمن كونها من الملفات التى تحظى بعمليات تغطية ضمن أنشطة عادية، لكن المسلسل يربط بين هذه الأغطية وبين الإرهاب بوصفه أمرا مخططا يدخل ضمن عمليات تم التجهيز لها، استنادا إلى تطورات طبيعية، لكن هجمة مرتدة يختلف عن الاختيار فى أنه يتعامل مع قضية متداخلة ومتشابكة، ويميل إلى الرمز، على العكس من الاختيار، الذى يمزج بين الوثائقى والدرامى.

أما العمل الثالث الذى يتعامل مع قضية الإرهاب من زاوية مختلفة فهو القاهرة كابول، لعبدالرحيم كمال، وإخراج حسام على، فهو دراما تعتمد على مزج وقائع حقيقية وأشخاص، لكن مع تغيير الأزمنة والوقائع، وهو عمل يتعامل مع موضوع دقيق، لكن من زاوية فكرية أكثر، ولهذا كثيرا ما يغرق فى طرح مناقشات ووجهات نظر وآراء أكثر مما يدخل فى صلب الموضوع.

لكن المشترك فى هجمة مرتدة أو القاهرة كابول أنهما ينتهيان زمنيا مع 2011، وكيف حاولت الأجهزة الدولية توظيف أحداث ثورة وغضب توجهها، بل ودور المخابرات الأمريكية فى توظيف تنظيم القاعدة وإنتاج داعش وصناعة خليفته رمزى، وكلها مشاهد تتماس مع أحداث ووقائع بعضها افتراضيا والبعض منها ظهر من خلال ممارسات وتقاطعات.

لكن وضع إطار زمنى لهجمة مرتدة أو القاهرة كابول، جاء فى محاولة للالتزام بالوقت، لكن شهدت اختلالا فى توزيع الوقائع، وبدا أن هناك إطالة فى التمهيد والتجهيز، مع اختصار فى النتائج أو الأحداث النهائية.

وفى كل الأحوال، تحاول المسلسلات الثلاثة تجميع وقائع وأحداث فيما يشبه «بازل» لتكوين صورة كاملة لأحداث جرت خلال عقدين فقط، لكنها تشعبت وأدت لنتائج مختلفة فى اتجاهات متعددة، فضلا عن وجود قصد فى ترتيب الأحداث، أو إفراط فى عناصر على حساب أخرى.

الاختيار واضح، فيما يتعلق بتقديم الأعمال والتحركات للإخوان وداعش والقاعدة، وكيف تعمل كلها باتجاه واحد، أما هجمة مرتدة فيسعى لتقديم سياقات صعود الإخوان وتجهيزهم مع غيرهم لتسلم السلطة فى المنطقة، تمهيدا للتفكيك بعد إشعال حروب أهلية وطائفية، والقاهرة كابول يحاول تقديم الخيط الثالث الرابط بين كل هذا.

بالطبع اختلفت عمليات التناول لكل عمل، باختلاف الكتاب والمخرجين، وأيضا المعالجة ومدى وضوحها، وهنا تختلف التقييمات أو طريقة التلقى، خاصة ونحن نتعامل مع وقائع لا تزال ساخنة ومتشابكة بشكل معقد.

وهنا يبدو الاختيار أكثر الأعمال وضوحا، لأنه يقدم وقائع بشكل مباشر أقرب للتوثيق، مع الاستفادة من قدرات ممثلين كبار، ويختلف عن هجمة مرتدة أو القاهرة كابول، لكن بالطبع، فإن الموضوع نفسه والخطوط المختلفة تحمل أعمالا متعددة، ومن زوايا نظر مختلفة لأحداث ووقائع جرت، وشاهدناها وعاصرناها، لكن لم تحظ حتى الآن بتعامل توثيقى أو درامى، يرصد ما جرى ولو على سبيل التوثيق.
وما زال ملف الإرهاب والتطرف وتداخلات أجهزة ودول قابلة لأعمال درامية أكثر قدرة وتعميقا.
بقلم
أكرم القصاص

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى