أم للإنسان ما تمنى.. انتبه من الأمنيات

موقع مصرنا الإخباري:
ما أجمل الأمنيات وما أعذبها، إننا نفكر ونرسم فى أذهاننا أحداثًا ومستقبلًا حسبما تشتهى أنفسنا وترجو، فيها نحلم وننتظر تحقيق الحلم، ولكن التحقيق لا يكون مؤكدًا، ووقوعه لا يحدث دائمًا، فالأمنيات نوع من الخيال، لذا نقول، ما أجمل الخيال، وفى الوقت نفسه ما أصعبه.

الكثير منَّا يريد للحياة أن تسير حسب رغبته وإرادته، حسب حاجته الشخصية، فيتمنى أن يحدث كذا وكذا، وألا يتعرض لكذا وكذا، وقد يحدث له ما تمناه، ولكن فى أحيان كثيرة لا يحدث، حيث يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة النجم “أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى، فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى”، ويذهب المفسرون فى معناها إلى أن الإنسان يتشهى أشياء كثيرة من مال وبنين ومكانة، ولكن الحياة لا تسير بالأمنيات.

ليس معنى ذلك أن نتوقف عن التمنى، أبدًا، ولكن معناها ألا نعتمد عليها فى حياتنا، فالأمنيات هى أمور نفسية، لا علاقة لها بعمل ولا جد ولا اجتهاد، هى رغبة فى داخلنا، ويمكن القول هى الهدف الذى نريده، فإن توقف الأمر عند الأمنية والرغبة، فعلينا الانتظار ومواصلة التمنى، أما إن حولنا هذه الأمنيات إلى فعل وجعلنا منها هدفا، فإننا بذلك ندخل فى مستوى آخر من انتظار التوفيق الإلهى.

نعرف أن العقلية العربية هى نتاج سنوات من تراكم الأفكار التى تعلى من قيمة “التمنى”، مع أن القرآن الكريم النص الدينى الأساسى فى هذه العقلية لا يعتد بالأمنيات تماما، يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة النساء “ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب”، ويقول الحديث الشريف “عن أبى هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى، فإنه لا يدرى ما يكتب له من أمنيته” وهذه النصوص دالة على أن الأمنيات لا تحقق الأهداف، لكنها كاشفة فقط عما فى داخل النفس.

قلنا إن التمنى ليس عيبًا، ولكن الوقوف على حافته وانتظار أن تحدث المعجزة ليس مضمونًا، لذا وجب علينا أن نتجاوز فكرة الأمنية وندخل فى إطار أكثر تماسكا يسمونه “السعى”.

بقلم
أحمد إبراهيم الشريف

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى