ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أنّ “الفجوة بين الأجيال بما يتعلّق بإسرائيل وفلسطين آخذة في الاتساع” في الولايات المتحدة، موضحةً أنّ الناخبين الشباب “يتباعدون بصورة حادة عن كبار السن في الحزب الديمقراطي، الأمر الذي يخلق تحدياً له”. ووفقاً لها، فإنّ الانقسام بين الأجيال يشكّل “مشكلةً بالنسبة للحزب الديمقراطي”، الذي يعتمد على الناخبين الشباب، ككتلة رئيسية في ائتلافه. ويشعر الاستراتيجيون في الحزب والمسؤولون المنتخبون بالقلق من أنّ الدعم الديمقراطي لـ”إسرائيل”، بقيادة الرئيس الحالي، جو بايدن، “سيكلّف الحزب في صناديق الاقتراع”. وأضافت الصحيفة أنّ الانقسامات الأميركية تزداد على نطاق أوسع، مع استمرار الحرب في غزة، ما يهدّد بإبعاد الحزب الديمقراطي عن ناخبيه الأصغر سناً، الذين يُعدُّ تأييدهم للفلسطينيين “أكبر بكثير من الدعم الذي تبديه الفئات العمرية الأخرى”. وفي حين “يقول معظم الأميركيين إنّهم أكثر تعاطفاً مع الإسرائيليين”، بحسب “بوليتيكو”، فإنّ عدد الناخبية الأكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين ارتفع من 13% إلى 24%، مقارنةً باستطلاع أجرته جامعة “كوينيبياك”، الشهر الماضي. ويعود هذا التحوّل إلى حدّ كبير من المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، والذين قالوا بأغلبية ساحقة إنّهم لا يوافقون على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونسبتهم 66%، بحسب ما أوردت الصحيفة. ويقول 52% من المستطلَعين إنّهم يتعاطفون مع الفلسطينيين في أكثر من الإسرائيليين، بينما يرى 50% منهم إنّ الولايات المتحدة الأميركية تؤيد الاحتلال الإسرائيلي بصورة مبالغ فيها. في المقابل، من المرجح أن يتّخذ الناخبون الأكبر سناً، وخاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، مواقف معاكسة، بحيث يكونون أكثر دعماً لـ”إسرائيل”، كما هي الحال مع الناخبين الجمهوريين، وفق ما أضافت الصحيفة. وبعد أن كان الناخبون الشباب “منقسمين بالتساوي، حول من يتعاطفون معهم”، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اتجهوا نحو تأييد الفلسطينيين، بزيادة من نسبة 26% إلى 52%، وفي عودة إلى “اتجاه طويل الأمد، أدى إلى انقسام الحزب الديمقراطي”. وفي شهر واحد، انخفض عدد الناخبين الشباب الذين كانوا أكثر تعاطفاً مع الإسرائيليين من الفلسطينيين، من 41% إلى 29%، بحسب الصحيفة. اقرأ أيضاً: “نيويورك تايمز”: وحدة الحزب الديمقراطي خلف بايدن تتآكل بسبب دعمه “إسرائيل” في السياق، كشف موقع “أكسيوس” الأميركي أنّ الفريق الانتخابي لبايدن لعام 2024 “منزعج من العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال الموقع إنّ الانقسامات تحدث بصورة رئيسية بين الديمقراطيين الأكبر سناً المؤيدين لـ”إسرائيل”، والتقدميين الأصغر سناً، الذين هم أكثر تعاطفاً مع محنة الفلسطينيين. وقال مسؤول في اللجنة الوطنية الديمقراطية: “لا أعرف كيف يمكن اعتبار دعم القتل على نطاق واسع للمدنيين الفلسطينيين أمراً أخلاقياً”. كما يشعر بعض الموظفين في اللجنة الوطنية الديمقراطية باليأس بشأن حجم الرد الإسرائيلي وعدد الشهداء. وقال أحد الموظفين إنّهم يُفكّرون في الاستقالة ولا سيما بعد الدعم الحازم من قبل بايدن لـ”إسرائيل”.