وزير الخارجية الإيراني يلتقي مسؤزل السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي بطهران

موقع مصرنا الإخباري:

بعد وصوله ليل أمس الجمعة إلى العاصمة الإيرانية طهران، في أول زيارة له منذ فبراير/شباط 2020، التقى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، صباح اليوم السبت، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لبحث مستجدات الاتفاق النووي المترنح المبرم عام 2015، واستئناف مفاوضات فيينا الرامية إلى إحيائه بعد أكثر من ثلاثة أشهر من توقفها.

ومن المقرّر أن يشارك بوريل وأمير عبد اللهيان، بعد لقائهما، في مؤتمر صحافي مشترك، كما من المقرّر أيضاً أن يجري مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مباحثات مع مسؤولين إيرانيين آخرين.

والخميس، انفرد “العربي الجديد” بالكشف عن زيارة مرتقبة لبوريل إلى طهران نقلاً عن مصادر إيرانية مطلعة، قالت إنه سيجري مباحثات مع الإيرانيين، اليوم السبت، لبحث تطورات الاتفاق النووي واستئناف مفاوضات فيينا المتوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فضلاً عن موضوع الطاقة.

كما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الجمعة، إن زيارة بوريل تأتي في إطار “المشاورات الجارية بين إيران والاتحاد الأوروبي”، مضيفاً أن “مباحثات بوريل في طهران ستركز على العلاقات الثنائية ومواضيع إقليمية ودولية، وكذلك آخر أوضاع المفاوضات الرامية إلى رفع العقوبات” الأميركية.

مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي نفسه قال، الجمعة قبل تحركه صوب طهران، في تغريدة عبر “تويتر”، إنه سيزورها كمنسق للاتفاق النووي، مضيفاً أن “الدبلوماسية هي الطريق الوحيد للعودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، ومسار معاكس للتوترات الراهنة”.

فرصة دبلوماسية
واستبقت الخارجية الفرنسية وصول بوريل إلى طهران بإصدار بيان دعت فيه إيران إلى “اغتنام هذه الفرصة الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق نهائي”، مؤكدة “إننا مستعدون لأن نصل إلى نتيجة حول هذا الاتفاق”.

والخميس، قبل يوم من زيارة طهران، أجرى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ونائبه منسق مفاوضات فيينا، إنريكي مورا، مباحثات مع المبعوث الأميركي للشأن الإيراني روبرت مالي في بروكسل، ما أثار توقعات بشأن إمكانية أن يكون مالي قد حمّله رسالة أميركية لنقلها إلى الجانب الإيراني بشأن القضايا العالقة أمام التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.

وفي السياق، لم تستبعد المصادر الإيرانية التي رفضت الكشف عن هويتها، في حديثها مع “العربي الجديد” الخميس، أن يحمل بوريل معه رسالة أميركية رداً على “المبادرات المهمة التي نقلت إلى أميركا عبر الوسطاء” خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن “الكرة في الملعب الأميركي، وإذا ما تعاملت الإدارة الأميركية بمنطق وأبدت جدية كافية لإحياء كامل للاتفاق النووي، فالاتفاق في فيينا سيحصل في أقرب وقت ممكن”.

وعلى الضفة الأميركية، أعاد مالي، الجمعة، نشر تغريدة لنائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، تتضمن صورة للقاء ثلاثي مشترك مع مالي.

وشكر مالي في تغريدته بوريل ومورا على تعاونهما “الوثيق” مع الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً “نحن نظل ملتزمين بطريق الدبلوماسية الهادفة بالتشاور مع شركائنا الأوروبيين”.

وتأتي زيارة بوريل إلى إيران بغية إحياء الاتفاق النووي، بعدما ساد تشاؤم كبير أخيراً حول مصير مفاوضات فيينا لتفعيل هذا الاتفاق، المتعثرة على خلفية التوترات الأخيرة بشأن الملف النووي الإيراني، بين إيران من جهة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة والترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، من جهة أخرى.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تبنّى بأغلبية في فيينا، قبل أسبوعين، قراراً ينتقد إيران رسمياً على عدم تعاونها مع الوكالة بشأن التحقيقات الجارية حول ثلاثة مواقع غير معلنة، مشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها.

وجاء القرار الغربي بعدما أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أخيراً، تقريرين منفصلين بشأن القضايا الخلافية بين الوكالة وإيران، واحتياطياتها من اليورانيوم المخصب. وفي التقرير الأول، ذكرت الوكالة أن إيران لم ترد بمصداقية على أسئلة الوكالة المطروحة عليها منذ مدة طويلة، بشأن مصادر آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

وفي التقرير الثاني، أوردت الوكالة أن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران قد تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي، المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، بأكثر من 18 مرة.

واستبقت إيران إصدار القرار بالإعلان عن وقف عمل كاميرات، وخفض تفتيشات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشآتها النووية. ثم أعلنت لاحقاً أنها بدأت بتركيب أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم، مع التهديد باتخاذ المزيد من الإجراءات، واصفة القرار بأنه “سياسي”، ومتهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تبني على “مزاعم صهيونية” في تقاريرها بشأن البرنامج النووي الإيراني.

المصدر: العربي الجديد

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى