هل حان وقت ضرب سد النهضة ؟

موقع مصرنا الإخباري:

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: “بقول للناس كلها محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر ، واللى عاوز يجرب يجرب، وعمرنا ما هددنا حد قبل كده، وطول عمرنا حوارنا رشيد جدا، وصبور جدا، لكن محدش هيقدر ياخد نقطة ميه من مصر وألا هايبقى في حالة من عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد”.

 

وأضاف الرئيس خلال مؤتمر صحفى، بشأن نجاح جهود تعويم السفينة الجانحة: “محدش يتصور ما هو مدى قدرتنا، عمرى ما اتكلمت كده علشان ميتفهمش اننا بنهدد حد، لكن مياه مصر لا مساس بها، والمساس بها خط أحمر، وهيبقى رد فعلنا فى حالة ذلك قد يؤثر على استقرار المنطقة بالكامل”.

 

وعلق برلمانيون ومسؤولون مصريون على تصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بشأن إثيوبيا، وحول موقف القاهرة تجاه إجراءات إثيوبيا بملف سد النهضة.

وقال النائب مصطفى بكري: “الموقف الذي أعلنه الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بخصوص المفاوضات مع إثيوبيا، هو تأكيد علي حقوق مصر المائية، ورفض العنجهية الإثيوبية، وهي رسالة تحذير للطرف الإثيوبي مفادها أن الأمن المائي لمصر خط أحمرـ وأن مصر قادرة علي صيانة حقوقها المائية”، لافتا إلى أن “هذا الموقف لا يعني تخلي مصر عن موقفها تجاه الحل السياسي لأزمة سد النهضة، وأن مصر ضد أساليب المراوغة لإطالة الوقت وإتمام الملء الثاني لسد النهضة”.

 

ونوه بأن “الرئيس السيسي حذر العالم كله من أن استمرار اثيوبيا في مواقفها، سوف يتسبب في حالة عدم استقرار في المنطقة”.

كما أكد النائب محمد حلاوة عضو مجلس الشيوخ بأن إعلان الرئيس الواضح الحاسم أنه “محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر وإلا هيبقى في حالة من عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد” هو رسالة تنبيه وتوعية لكل القوى الكبرى التي لا تستطيع الاستغناء عن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ولا تستطيع تحمل أي حالة من عدم الاستقرار ناتجة عن عدم تطبيق القانون الدولى والاتفاقات والعهود الدولية الثابتة بشأن حقوق الدول المشاطئة  لنهر النيل ، مشيرا إلى أن أزمة السفينة الجانحة لعدة أيام في قناة السويس ، تأثر بها الاقتصاد العالمى وحركة التجارة وأسعار النفط ، الأمر الذى أوضح بجلاء أن استقرار تلك المنطقة الحيوية من العالم هو أمر شديد الأهمية لكل القوى الكبرى والاقتصاد العالمى.

 

 

من جانبه، صرح النائب، علاء عصام الجعودي قائلا: “الدولة عبرت عبر سلطتها أكثر من مرة، عن أن قضية سد النهضة قضية وجود، وعن تعامل الجانب الإثيوبي مع الموضوع بنوع من عدم الاكتراث للبحث عن مصالحهم السياسية الضيقة”، مضيفا أنه “رغم صبر الرئيس السيسي ورغبته الحثيثة لتقدم العلاقات مع دولة إفريقية شقيقة، إلا أن الحكومة الإثيوبية تصورت أن الدول التي استخدمتها كورقة تفاوض وضغط علي مصر لتحقيق مصالحها ستحميها”.

 

وتابع: “ما قاله الرئيس السيسي رسالة للحكومة الإثيوبية، مفادها أن الجيش المصري والدولة القوية لا تخشي كل هذه المؤامرات، وتستطيع أن تهزم كل هذه الرعونة الإثيوبية”، موضحا أن “مصر استطاعت عبر سنين قليلة أن تنوع من مصادر التسليح، واستطاعت أن ترفع من كفاءة الجيش لأن يصبح الجيش رقم 13 في العالم حسب التصنيفات العالمية، وأن مصر تمتاز بسلاح طيران وبحرية وقوات برية قوية جدا، وأنه لا يوجد دولة في العالم قادرة علي تهديد أمنها القومي المائي”.

وأضاف: “بالعقل والمنطق، لا يوجد أي داع لملء السد في 3 سنوات، وإذا لم تقم إثيوبيا بملء السد خلال 7 سنوات، والتزمت بحصة مصر في المياه، وحافظت على حقوقنا كدولة، وحقوق السودان الشقيق، فسوف تكون إثيوبيا الخاسرة، ولن تحقق أي نجاح اقتصادي أو سياسي من وراء هذا التعجل والمكابرة”.

 

من جهة أخرى، علق اللواء تامر الشهاوي، وهو عضو سابق في مجلس النواب المصري السابق وعضو لجنه الدفاع والأمن القومي، على تصريحات السيسي قائلا: “الرئيس أوجز سياسة مصر نحو أزمه سد إثيوبيا في كلماته فيها” وأردف الشهاوي: “عبارات الرئيس كانت شديده الوضوح، ولعلها المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس عن تلك الإشكالية بهذا الوضوح وبشكل مباشر”، ذاكرا أن “مصر أثبتت خلال الأعوام الأخيرة أنها تملك أوراق تفاوضية جيدة على كافه الأصعدة، وتمارس سياسات منضبطة، وتعتمد إلى حد كبير في سياستها الخارجية على سياسه النفس الطويل، وحققت مكاسب سياسية في مسارات متعددة، وكان همها تغيير نظرة الغرب لثورة المصريين في يونيو 2013، وكذا على الصعيد الإقليمي، سواء الملف التركي أو الليبي، وملفات أخرى متعددة”.

 

قال هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رسائل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية للمبعوث الأمريكي للسودان لا تحمل جديداً بشأن موقف بلاده، ولكنها تُعد تأكيداً على المواقف الإثيوبية والمضي قُدماً في ملء السد بشكل أحادي سيلحق الضرر بـ150 مليون مواطن في دولتي مصر والسودان.

 

ووصف مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، خلال لقائه ببرنامج “التاسعة” مع الإعلامي يوسف الحسيني، المذاع على فضائية المصرية الفضائية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الثلاثاء عقب زيارته قناة السويس بشأن سد النهضة بـ”الحاسمة”، مشيراً إلى أنها تضع النقاط على الحروف ورسالة تنبيه قوية شديدة اللهجة.

 

وأضاف رسلان أنه في حال حدوث الملء الأحادي للسد ستنعدم جميع الفرص والآليات لحل الأزمة، وستكرس الهيمنة الإثيوبية على النيل الأزرق، لا سيما في ظل أحلام إثيوبيا التوسعية في الإقليم على نهر النيل والبحر الأحمر أيضاً مستقبلاً.

 

وأكد دعم قوى إقليمة ودولية لأديس أبابا تشجعها على تلك المواقف، مشيرًا إلى موقف الاتحاد الأوروبي السيئ حسب قوله، بالإضافة إلى أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية غير جاد في التسوية على الإطلاق وتحركاتها شكلية فقط، والدليل على ذلك اشتراط الرباعية الدولية موافقة الدول الثلاث للوساطة في المفاوضات وهو المقترح الذي رفضته إثيوبيا.

 

وأوضح رسلان أن الرئيس سعى للتأكيد على حرص مصر على التعاون مع الأشقاء ومراعاة مصالحهم في التنمية، ولكن ذلك لا يعني أنها ستفرط في حق شعبها، مشيراً إلى أن الكلمة موجهه لإثيوبيا ولمن يقف وراءها ويدعمها بأنه سيكون هناك ثمنًا لذلك.

 

وأكد أن إثيوبيا تدفع إلى حافة الهوية والصراع، وهي المسؤولة عن ذلك لأن مصر تفاوضت وتحلت بالصبر على مدار 10 أعوام متتالية وقدمت جميع البدائل الممكنة لحل الأزمة دون جدوى.

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى