نظام التعليم في غزة يتمزق إلى أشلاء نتيجة للهجوم الإسرائيلي الذي لا ينتهي على البنية التحتية

موقع مصرنا الإخباري:

زعمت منظمة حقوق الإنسان، ومقرها جنيف، أن “إسرائيل” قامت بشكل منهجي بتدمير كل جامعة في قطاع غزة شيئًا فشيئًا خلال هجوم لا هوادة فيه استمر 100 يوم.

إن “إسرائيل” تبذل كل ما في وسعها لتدمير البنية التحتية التعليمية في غزة، فهدم المدارس والجامعات يمينا ويسارا، ويزهق أرواح عدد لا يحصى من الأطفال والمعلمين وأساتذة الجامعات وغيرهم من أعضاء هيئة التدريس.

يسلط تقرير صادر عن أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا الضوء على القمع الشديد للأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة، مما يترك بصمة لا تمحى على النظام التعليمي ويلقي بظلاله الطويلة التي سيتردد صداها عبر الأجيال القادمة.

إن النظام التعليمي المتعثر، والذي يعاني بالفعل من الجليد الرقيق بسبب الحصار المستمر منذ عقد من الزمان والعمل العسكري المتقطع من قبل “إسرائيل”، سوف يصل إلى الحضيض بسبب التدمير الواسع النطاق للبنية التحتية التعليمية، بما في ذلك المكتبات والمختبرات والفصول الدراسية، وكذلك مثل الخسارة المأساوية في الأرواح بين أعضاء هيئة التدريس والفنيين والموظفين والطلاب خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الفظائع المتجددة.

وخلال الهجمات المستمرة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، استشهد ما يصل إلى 4327 طفلاً في المدارس وأصيب 7819 آخرين، بينما فقد 231 إداريًا ومعلمًا حياتهم أيضًا وأصيب 756، وفقًا لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية. ويبلغ عدد المدارس التي تضررت كليا أو جزئيا في قطاع غزة خلال هذه الفترة 281 مدرسة تديرها الدولة و65 مدرسة تديرها الأونروا.
تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان

في غضون ذلك، قتلت القوات الإسرائيلية 94 أستاذاً جامعياً، ومئات المعلمين، وآلاف الطلاب كجزء من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، بحسب تقرير نشرته صحيفة الميادين الأسبوع الماضي.

حذّر الأورومتوسطي من أن التدمير المتعمد والواسع النطاق الذي تقوم به إسرائيل للممتلكات الثقافية والتاريخية الفلسطينية، بما في ذلك الجامعات والمدارس والمكتبات والأرشيف، يعكس سياستها الواضحة المتمثلة في جعل قطاع غزة غير صالح للسكن.

وبحسب المرصد الأورومتوسطي، فإن هذه الهجمات تستهدف أهدافًا مدنية وتتسبب في تدهور الخدمات والضروريات الأساسية. وهذا قد يدفع سكان القطاع إلى الانتقال إلى أماكن أخرى. وأوضحت بوضوح أنه عندما تستهدف القوات المسلحة أهدافًا مدنية، وخاصة تلك التي لا تقل أهمية عن الآثار التاريخية أو الثقافية التي تحميها قوانين خاصة، فإن ذلك لا يعد مجرد انتهاك بسيط للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب وفقًا لنظام روما الأساسي. المحكمة الجنائية الدولية، ولكنها تقع أيضًا ضمن فئة جريمة الإبادة الجماعية.

وزعمت منظمة حقوق الإنسان، ومقرها جنيف، أن “إسرائيل” قامت بشكل منهجي بتدمير كل جامعة في قطاع غزة شيئًا فشيئًا خلال هجوم لا هوادة فيه استمر 100 يوم. انطلقت المرحلة الأولى بضجة كبيرة، واستهدفت الجامعات الإسلامية والأزهرية. وواجهت الجامعات الأخرى نفس الهجمات. بعضها، مثل جامعة الإسراء في جنوب غزة، تم محوها بالكامل بعد أن تم تحويلها في البداية إلى ثكنات عسكرية. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني، مقطع فيديو يظهر انفجار قناة الإسراء. وقع الانفجار بعد 70 يومًا من تحويل الجيش الإسرائيلي الجامعة إلى ثكنات، ثم إلى مركز احتجاز مؤقت.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة أدت إلى مقتل العديد من طلاب الجامعات. وأكدت المنظمة الحقوقية أن تدمير الجامعات وقتل الأكاديميين والطلبة سيعيق استئناف الأنشطة الجامعية والأكاديمية بمجرد انتهاء الإبادة الجماعية. وأشاروا إلى أن استئناف الدراسات في بيئة مدمرة قد يستغرق وقتًا طويلاً.
فالنظام ينهار في ظل الحصار الذي طال أمده

ويكشف تقرير أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا أن عواقب هذا الصراع على نظام التعليم العالي في غزة لا يمكن قياسها. إن الدمار الواسع النطاق الذي لحق بالمرافق التعليمية، بما في ذلك المكتبات والمختبرات والفصول الدراسية، إلى جانب الوفيات الفظيعة بين المدرسين والفنيين والموظفين والطلاب، سيؤدي إلى تفاقم النظام التعليمي المحاصر بالفعل، والذي تم إعاقته بشدة بسبب حرب دامت 16 عامًا. حصار طويل. لقد تعطلت الأساس النفسي والفكري والثقافي الأساسي المطلوب لمجتمع أكاديمي مزدهر بشدة، وسوف يتطلب إصلاحه قدراً كبيراً من الوقت، وربما يمتد لعدة أجيال.

لقد أدى الحصار الذي طال أمده على قطاع غزة إلى إعاقة التقدم الفكري بشكل كبيرمن الأكاديميين الفلسطينيين. وقد حدت من قدرتهم على التحرك داخل وخارج غزة والضفة الغربية بسبب الاحتلال الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، فقد أعاق إنشاء البنية التحتية اللازمة للأغراض التعليمية والتعلمية والبحثية. لقد أدى الحصار إلى عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية بشكل كامل، مما أدى إلى القضاء على أي فرص للمعلمين والطلاب للمشاركة في البحث والتدريس التعاوني. بالإضافة إلى ذلك، فرضت قيودًا على حركة الطلاب الدوليين وأعضاء هيئة التدريس، مما منعهم من الوصول إلى الجامعات الفلسطينية في غزة. ونتيجة لذلك، أصبحت هذه المؤسسات غير قادرة على تنفيذ أهدافها التعليمية بشكل فعال. في الأساس، لقد حول الحصار غزة إلى حصار يقيد الأنشطة الفكرية والتعليمية، ويقمع أي نوع من التفاعل الفكري والثقافي.

يفيد التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات (GCPEA)، وهو منظمة غير حكومية غير ربحية تأسست في عام 2010 من قبل المنظمات المعنية بالتعليم في حالات الطوارئ والمتأثرة بالصراع، أنه خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عام 2014، تم إنشاء جامعتين على الأقل، وتعرضت سبع مدارس تابعة للأمم المتحدة، ونحو 141 مدرسة تديرها محليا، لتدمير كبير.

وأكدت المنظمة غير الحكومية أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت الجامعة الإسلامية في غزة، مما أدى إلى تدمير مبنى كبير في المبنى دون التسبب في وقوع إصابات. ويوجد في غزة سبع جامعات، من بينها الجامعة الإسلامية التي تأسست عام 1978، وتعتبر أكبر مؤسسة أكاديمية في القطاع، حيث يدرس فيها أكثر من 20 ألف طالب، 63% منهم من النساء. تقدم الجامعة دورات في الطب والهندسة والتمريض والعلوم والفنون والقانون والدراسات الإسلامية.

كما أضافت المنظمة أنه بتاريخ 29 يوليو 2014، هاجمت قوات الاحتلال فرع جامعة القدس المفتوحة شمال غزة بقذائف الهاون والصواريخ، مما أدى إلى استشهاد 22 طالبا. وزعمت “تل أبيب” أن الهجوم كان يستهدف منشأة تابعة للأقمار الصناعية. ويبدو أن الهجوم كان موجها إلى منشآت غير عسكرية. كما أن الجامعة، التي أنشئت بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ولحقت أضرار جسيمة. وكشفت المنظمة غير الحكومية، نقلاً عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أن أربع جامعات إضافية و141 مدرسة محلية تعرضت لأضرار. ومع ذلك، كانت المجموعة تسعى للحصول على بيانات إضافية فيما يتعلق بحجم الأضرار التي لحقت بالجامعات. وتدير سبع مدارس تابعة للجامعات ويُزعم أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تعرضت لهجوم خلال الهجوم الذي استمر لمدة شهر على غزة في عام 2014.
أعذار واهية آنذاك والآن

وبحسب المنظمة، فقد ذكر نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة أن جامعتهم تعرضت لاستهداف مباشر وغير مباشر في ثلاث مناسبات منفصلة خلال فترة زمنية وجيزة في عام 2014. وبحسب قوله، فقد أدى القصف إلى نقل 60 عضوًا أكاديميًا و عائلاتهم، بالإضافة إلى 2500 طالب وأفراد أسرهم. ونتيجة لذلك، تم إلغاء الفصول الصيفية في الجامعة بسبب توقف ما يصل إلى 10000 طالب عن دراستهم.

وأكدت المنظمة غير الحكومية أنه في عام 2014، أطلقت الطائرات الإسرائيلية العديد من الصواريخ التي أصابت مبنى الإدارة المركزية المكون من خمسة طوابق التابع لعبد العزيز اللحيدان في الجامعة الإسلامية، مما أدى إلى تدمير كبير للمبنى. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه كان يستهدف على وجه التحديد منشأة أبحاث الأسلحة الموجودة داخل المؤسسة.

وفي عام 2008، واجهت الجامعة أيضًا هجومًا بناءً على نفس المنطق، مما أدى إلى إلحاق أضرار بقيمة 15 مليون دولار بالمؤسسة. ولم يكن هناك أي مؤشر على اكتشاف أسلحة في الحطام، ونفى الأعضاء الأكاديميون باستمرار أي تورط للجامعة في مثل هذه الأنشطة.

وجهت أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا نداء صادقا إلى المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاما قد أعاق بالفعل التطور الفكري للأكاديميين الفلسطينيين، مما حد من حريتهم في التنقل والتواصل بسبب الاحتلال الإسرائيلي لكل من غزة والضفة الغربية. وفي هذا المخلل، قالت لجنة حقوق الإنسان في الأكاديمية إن تطوير البنية التحتية الحيوية للتعليم والتعلم والبحث قد ذهب أدراج الرياح. وزعمت الأكاديمية أن الحصار المستمر أدى إلى عزل غزة عن الضفة الغربية، مما قضى على أي فرصة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب للعمل معًا في البحث والتدريس. لقد أصبحت غزة في الأساس سجناً فكرياً وتعليمياً، مما يخنق تماماً أي نوع من التبادل الفكري والثقافي.

ودعت الأكاديمية المجتمع الدولي إلى التحرك وإعطاء “إسرائيل” طعم دواءها لتجاهلها الصارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان. وقالت إن الشعب الفلسطيني يجب أن يحصل على حقه في اتخاذ القرارات وأن يكون لهم مجالهم الخاص، ويتحمل المجتمع الأكاديمي العالمي واجبًا فكريًا وأخلاقيًا للتعمق أكثر والتدخل على الفور لوضع حد للعدوان. ويجب عليهم الوقوف إلى جانب الفلسطينيين ووضع حد لهذه الموجة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وكذلك وضع حد للتطهير العرقي الذي يحدث في جميع أنحاء فلسطين.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى