مفاوضات الاتحاد الافريقي حول سد النهضة تصل إلى طريق مسدود

موقع مصرنا الإخباري:

انتهت جلسة مجلس الآمن الدولي، برعاية الاتحاد الافريقي مُنذ قليل ولم تجدي المفاوضات نفعًا مع الجانب الإثيوبي، وأن مصر دائمًا تسعى للحلول السلمية تجاه دول الجوار، ولم تعتدي على آيًا من الدول، ولكن مازالت إثيوبيا تتعنت تجاه السد التي أقامته لتدمر كِلا الدولتين “مصر، والسودان”، إلا أن كلمة وزير الري الاثيوبي كانت استفزازية بشكلٍ كبير، وما فادها أن السد من حقهم وغير معترفين بالخطأ الذي فعلوه ومازالوا يفعلوه من التصرفات المنفردة.

فقد انعقدت جلسة مجلس الأمن الدولي، لتفاوض الدول الثلاث “مصر، واثيوبيا، والسودان”، لكي يصلوا إلى حلٍ تجاه أزمة السد ولكن التفاوض لم يجدي نفعًا، بسبب تعنت الجانب الاثيوبي.

فقد قال وزير الخارجية الاثيوبي، خلال كلمته في مجلس الامن حول ازمة سد النهضة، تثني اثيوبيا على جهود جمهورية الكونغو، بما في ذلك تقويض المفاوضات عدة مرات، ونحن ننشئ هذا السد لتوليد الكهرباء، وخزان السد اصغر بمرتين ونصف عن سد اسوان بمصر، والسد فريد من نوعه وانه يبنى بـ 5 مليون دولار حصدناه من دماء الشعب الاثيوبي.

وأضاف، لسخرية القدر يواجه الفقير محنة يقف في النهر يواجه عطشاً، ويتمنى الاثيوبيين الخير للمصريين والسودان، وهذا السد يثبت الانبهار المشترك، وافريقيا مهد الحضارة واكثر قارة شابة في العالم ويجب الاستثمار في شبابها، واكثر من 100 الف اثيوبي يتخرج من الجامعة سنويًا، فـ حياة الاثيوبيين الذين يعانون في الصحراء للسفر لاوروبا يجب حمايتهم.

واكمل ، مشروع سد النهضة مشروع الفقراء الاثيوبيين واختارنا ان نواجه التحديات ونحن ننجح في ذلك.

وطالب وزير الري الاثيوبي، أن لا يضيع مجلس الأمن وقته وجهده لمناقشة سد النهضة، وإذ أوضح انه لا يجب مناقشة أزمة سد النهضة في مجلس الأمن.

لا نحتاج لاقناع مصر والسودان بالمنافع التي تعود عليهما من السد، وسد النهضة بالنسبة للسودان كـ سد اسوان بالنسبة لمصر، والسد لا يطرح اي تهديد لمصر والسودان، ولا يجوز كل منا أن يقف عطشًا والثاني يشرب، لو وافق المجلس على المسار الذي تطرحه مصر مع السودان سيكون هناك ازمات لكل الانهار العابرة على الحدود.
مشروع سد النهضة يسيطر على دولتي المصب

فقد كانت كلمته تعنتية بشكلٍ كبير، وكانت متناقضة بشكلٍ أكبر كيف يشكر جمهورية الكونغو على تقويض المفاوضات أكثر من مرة ومن الجانب الثاني، يطالب مجلس الامن بأن لا يضيع وقته في هذه المفاوضات ومناقشة موضوع السد.

وآياً من المصالح التي تعود على مصر والسودان من السد لكي يتم إقناعهم بها، بل كل ما سيعود على دولتي المصب العطش والجوع جراء هذا السد، ومشروع سد النهضة ليس مشروعًا للفقراء الاثيوبيين، ولكنه مشروعًا للسيطرة على دولتي المصب، ولكن بشكلٍ غير رسمي.
مصر تسعى للمفاوضات وإثيوبيا تتعنت

ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته بـ مجلس الامن، إنه إذا تضررت حقوق مصر المائية أو تعرض بقاؤها للخطر، فليس أمامها بديل إلا أن تصون حقها الأصيل في الحياة.

وأضاف أن إثيوبيا لم تراعِ الأعراف مع بدء الملء الثاني لسد النهضة، مؤكدًا أن مصر سبق وحذرت من الخطر الذي يهددها بسبب سد النهضة، وأننا نواجه تهديدًا يطال أكثر من 100 مليون مصري.

وأشار إلى أن مصر قد أتت إلى مجلس الأمن العام الماضي وشاركت في جلسته التي عقدت يوم 29 يونيو 2020 لتحذر المجتمع الدولي من هذا الخطر المحدق الذي يلوح في الأفق، ونبهت آنذاك إلى قُرب وقوع الملء الأول لهذا السد الأثيوبي، وحذرنا من مغبة السعي لفرض السيطرة والاستحواذ على نهر يعتمد عليه بقاؤنا.

وأكمل، قد ناشدنا هذا المجلس الموقر للعمل بكل جهد ودأب لتجنب تصاعد التوتر الذي سيهدد السلم في إقليم هش، ودعونا أشقائنا الذين نشاركهم ثروات النيل إلى التحلي بالمسئولية والاعتراف بترابط وتشابك مستقبل وثروات شعوبنا.
إثيوبيا تنفرد بقراراتها ولم تسمع للمجتمع الدولي

وأعرب إلى رغم كل هذا وبعد بضعة أيام من جلسة مجلس الأمن العام الماضي شرعت أثيوبيا، دون مراعاة للقوانين والأعراف، في الملء المنفرد لسد النهضة وأعلن وزير خارجيتها بعجرفة وصلف “أن النهر تحول إلى بحير، وأن النيل ملكًا لنا”.

وجاء رد فعل مصر إزاء هذا الاعتداء على النيل اتسم بضبط النفس واتباع درب السلم والسعي للتوصل لتسوية لهذه الأزمة من خلال اتفاق مُنصف يحفظ مصالح الأطراف الثلاثة، كما تبنينا بصدق مبادرة رئيس الاتحاد الأفريقي آنذاك الرئيس “سيريل رامافوزا”، رئيس جنوب إفريقيا، لإطلاق مفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وانخرطنا على مدار عام كامل في المفاوضات التي عقدها وأدارها أشقاؤنا الأفارقة من أجل صياغة حل أفريقي لهذه الأزمة الكؤود، ورغم ذلك، فقد باءت كل تلك الجهود بالفشل.

واختتم كلمته، والآن، وبعد عام من الإخفاق والمفاوضات غير المثمرة، وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها رؤساء الاتحاد الأفريقي وشركاؤنا الدوليون، نجد أنفسنا مُجددًا، في مواجهة المسلك الإثيوبي الأحادي بملء السد دون اتفاق يضمن حماية شعوب دولتي المصب ضد مخاطره. وهو ما تجلى في إعلان أثيوبيا يوم 5 يوليو 2021، أي قبل ثلاثة أيام فقط من انعقاد هذه الجلسة، البدء في ملء العامل الثاني للسد بشكل أحادي.

وزير الري الاثيوبي متوقعة وارسل رسالة من ثلاثة ايام تهديدية، للسودان ومصر، يعلن فيها بدء الملئ الثاني ، والطريقة التي عرض بها امره ليست قضية مياه بل قضية سلاح، واصبحت تختص بالامن والسلم الدولي.

وبهذا فقد نجد أن المفاوضات التي حدثت اليوم في جلسة مجلس الأمن لم تفدي جدوى، وأن إثيوبيا مازالت تتعنت، ودولتي المصب تسعى للسلم، ولكن إثيوبيا تريد أن تسيطر على القارة السمراء وتستخدم الماء كـ سلاح لها، وتركت المفاوضات للجلسة القادمة في إجتماع مجلس الأمن، ويجب على اثيوبيا احترام ميثاق الامم المتحدة لحماية سبل العيش بدولتي المصب “مصر والسودان”، ولابد ان تكون جولات المفاوضات القادمة في اطار زمني.

المصدر اوان مصر

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى