موقع مصرنا الإخباري:
إن دعم حليف وثيق لا ينبغي أن يأتي على حساب غض الطرف عن احتلال طويل الأمد يتناقض مع القيم ذاتها التي تدعي الولايات المتحدة أنها تتمسك بها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
بريد إلكتروني واشنطن العاصمة – اتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل برابطة فريدة من نوعها، ومتجذرة بعمق في القيم الديمقراطية المشتركة، والأحداث التاريخية، والمصالح الاستراتيجية.
على مر السنين، قدمت الولايات المتحدة دعمًا ماليًا وعسكريًا وسياسيًا سخيًا لإسرائيل. وفي حين أن أسس هذا التحالف ليست بلا مبرر، إلا أن هناك تناقضًا صارخًا في السياسة الخارجية الأمريكية: الدعم غير النقدي لإسرائيل مع السماح باستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية.
1. التناقض الأخلاقي:
تفتخر الولايات المتحدة بمناصرة حقوق الإنسان والديمقراطية على مستوى العالم. ومع ذلك، فإن الاحتلال الذي طال أمده للأراضي الفلسطينية يمثل تناقضا صارخا. إن تحديات الحياة اليومية وانتهاكات حقوق الإنسان التي يواجهها الفلسطينيون تحت الاحتلال، بدءًا من تقييد الحركة وحتى هدم المنازل، لا تزال دون معالجة إلى حد كبير في خطابات السياسة الأمريكية.
2. الآثار الاقتصادية:
ويقدم دافعو الضرائب الأميركيون المليارات من المساعدات العسكرية لإسرائيل سنويا. وفي حين يقال إن مثل هذه المساعدات تضمن سلامة إسرائيل في منطقة معادية، هناك قلق متزايد من أن جزء من هذه المساعدات يسهل بشكل غير مباشر الاحتلال والتوسع الاستيطاني، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي والموقف الرسمي للولايات المتحدة بشأن المستوطنات.
3. التداعيات السياسية:
وقد استخدمت الولايات المتحدة باستمرار حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية إسرائيل من الانتقادات الدولية المتعلقة بالاحتلال. وهذا لا يقوض مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية فحسب، بل يبعد أيضًا الحلفاء المحتملين في العالم العربي والإسلامي.
4. مساعدة السلام أم إدامة الصراع؟:
وبينما تقدم الولايات المتحدة نفسها كوسيط نزيه في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، فإن دعمها غير المتناسب لإسرائيل يعتبره الكثيرون عائقًا أمام التوصل إلى حل عادل ودائم. ولكي يسود السلام الحقيقي، يتعين على الولايات المتحدة أن تتبنى نهجاً أكثر توازناً، يعترف بالمخاوف الأمنية الإسرائيلية وحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وكرامتهم.
في الختام، من الضروري للولايات المتحدة أن تتأمل في التناقضات في سياستها الخارجية. إن دعم حليف وثيق لا ينبغي أن يأتي على حساب غض الطرف عن احتلال طويل الأمد يتناقض مع القيم ذاتها التي تدعي الولايات المتحدة أنها تتمسك بها. ومن أجل شرق أوسط مستقر وسياسة خارجية أميركية ذات مصداقية، فإن التوجه المتوازن العادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أمر لا غنى عنه.