محمد أحمد طنطاوي يكتب… أمريكا واللقاح وخريطة العالم الجديدة

موقع مصرنا الإخباري:

بدأت معظم دول العالم في عمليات التطعيم الكمى للقاحات المختلفة لفيروس كورونا، ومن المنتظر أن تظهر النتائج خلال الأشهر القليلة المقبلة، لمعرفة ما أسفرت عنه تلك اللقاحات، ومعها تتشكل خريطة العالم الجديدة، بعد تجاوز آثار الجائحة، التي أرقت العالم على مدار 15 شهراً حتى الآن، وأصابت ما يزيد عن 120 مليون شخص، وأودت بحياة أكثر من 2.6 مليون آخرين، منهم 535 ألف فى أمريكا وحدها.

ومع التجربة المريرة التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية مع كوفيد 19، كانت الخطة العملاقة التي أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تستهدف تطعيم البالغين من الشعب الأمريكي بحلول شهر مايو المقبل، وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الإثنين، أن حوالى 71.1 مليون شخص من الشعب الأمريكي تلقوا على الأقل جرعة واحدة من لقاح كورونا، بينما حوالى 38.3 مليون شخص تم تطعيمهم بالكامل، حيث تدور متوسطات التطعيم اليومية بمعدل يصل إلى 2.4 مليون جرعة يومياً.

وقد ذكرت نيويورك تايمز أنه إذا تمت المحافظة على نفس معدلات التطعيم الحالية، واستمرت بنفس الوتيرة التي تسير عليها الآن سيتم تطعيم حوالي نصف إجمالي السكان جزئيًا على الأقل في منتصف شهر مايو تقريبًا، وقد نجحت الحكومة الفيديرالية الأمريكية في توفير حوالي 135.8 مليون جرعة من اللقاحات المختلفة سواء أحادية أو ثنائية الجرعة.

 

كل ما سبق يشير إلى أن العملاق الأمريكي على موعد مع المعركة الحاسمة في مواجهة الفيروس، والقضاء عليه، فإذا أسفرت نتائج التطعيم عن انخفاض الأعداد بصورة ملحوظة خلال الفترة المقبلة، ستتأكد فاعلية اللقاحات، ويصبح الفيروس المستجد أحد الأمراض الوبائية الموسمية، والتحرك لمرحلة جديدة “ما بعد الفيروس”.

 

أتصور أنه حال إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نجاحها في تطعيم شعبها بالكامل، ستتغير خريطة التعامل مع كورونا حول العالم، وستبدأ مظاهر التعافى العالمى في الظهور مرة أخرى مع استعادة هذا العملاق قوته من جديد، وصعود بورصاته وتحسن مؤشرات اقتصاده وصادراته، بصورة تدفع العالم كله نحو التعافى.

 

نجاح الخطة الأمريكية في مواجهة فيروس كورونا سيترتب عليها نجاح دول العالم في التعامل مع كوفيد 19، أو العكس صحيح، فالفشل يعنى البداية من جديد، لمدة لا تقل عن عامين أو ثلاثة من أجل توفير لقاحات أكثر فاعلية وكفاءة في التعامل مع الفيروس المستجد، إلا أن التنبؤات والتقديرات تشير إلى أن العالم سينجح هذه المرة في حسم حربه مع كوفيد 19، ولهذا نحتاج خلال الفترة المقبلة إلى المزيد من الجهد للتحرك نحو عمليات التلقيح، والتسريع من وتيرتها بصورة تضمن مسايرة المارد الأمريكي، الذى سيصبح أكثر قوة وخبرة من الفترة الماضية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى