ما هو موقف عمان من حرب غزة؟

موقع مصرنا الإخباري:

في الأشهر الثلاثة الماضية، أعربت سلطنة عمان، كدولة وحكومة موحدة، عن دعمها لشعب فلسطين المضطهد وقوى المقاومة، المعروفة مجتمعة باسم محور المقاومة.

في الوقت الحاضر، يمكن الاعتراف بكل من حكومة وشعب عمان كمدافعين عن القضية الفلسطينية ومحور المقاومة خلال الأوقات الصعبة.

خلال هذه الأشهر الثلاثة الأخيرة، اتحد شعب وحكومة عمان بطريقة مميزة، مبتعدة عن الأعراف التقليدية. لقد عبروا بشكل علني ونشط عن دعمهم للفلسطينيين، وتكييفه بما يتناسب مع السياق العماني. وكرد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية القاسية على غزة، ألغت عمان الموافقة السابقة على عبور الطائرات الإسرائيلية نحو شرق آسيا وبالعكس، وهو الإذن الذي تم منحه قبل بضعة أشهر فقط. طوال هذه الأشهر الثلاثة، خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العمانية خطب الجمعة وصلواتها لإظهار التضامن مع فلسطين.

وفي إظهار لدعمها لفلسطين، ألغت عمان الاحتفالات الوطنية الكبرى، وامتنعت عن احتفالات رأس السنة، وألغت العديد من المهرجانات والحفلات الموسيقية في مسقط. وسارعت عمان إلى تقديم مساعدات مالية لفلسطين أثناء وقف إطلاق النار. على العكس من ذلك، مع تخفيف القيود في الجامعات والمدارس، لوحظت المشاعر المعادية لأمريكا والدعوات لقصف تل أبيب في الساحة الرئيسية لجامعة السلطان قابوس. نظمت المدارس برامج دون مواجهة معارضة حكومية.

وأظهر أحد البرامج المدرسية، الذي أثار مخاوف الخبراء ووسائل الإعلام الإسرائيلية، طلابًا يسيرون بملابس تشبه كتائب عز الدين القسام، مسلحين بأسلحة خشبية. مثل هذه الإجراءات غير تقليدية بشكل ملحوظ في عمان. سمحت الحكومة العمانية لوسائل الإعلام بتصوير الأعمال الإسرائيلية دون رقابة وسمحت بانتقاد إسرائيل دون قيود. عبر الخبراء والأكاديميون والإعلاميون عن آرائهم بحرية، حيث أيدت بعض الشخصيات السياسية البارزة والمحللين السياسيين علنًا تصرفات ومثل محور المقاومة.

علاوة على ذلك، منحت السلطات الإذن للتجمعات غير المقيدة في الساحات المركزية والمواقع الرئيسية في جميع مدن عمان. وفي مناسبات متعددة، ردد المواطنون العمانيون بحماس شعارات انتقادية وقاسية أمام سفارتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ومن خلال تسخير هذا الجو المنفتح الجديد، واصل الشعب العماني التعبير عن تضامنه ودعمه للقضية الفلسطينية بعدة طرق. وانطلقت حملات واسعة لمقاطعة شركات الإنتاج والخدمات الداعمة لإسرائيل، لدرجة أن هذه الشركات اضطرت إلى تهدئة المواطنين، بل وإغلاق فروعها في بعض الأحيان.

برز مفتي عمان الشيخ أحمد الخليلي كزعيم ديني بارز في العالم الإسلامي نظرا للمساحة التي أنشأتها الحكومة العمانية. ولأنه يشعر بأنه غير مقيد، فقد دعم فلسطين بحماس، مما زاد الآمال في أنه قد يصدر فتوى تؤيد الجهاد ضد إسرائيل. وأدان السلطان هيثم، من خلال بيان، جرائم الحرب الإسرائيلية، ووصفت وزارة الخارجية العمانية الحكام الإسرائيليين بأنهم مجرمي حرب يجب محاكمتهم في محاكم دولية. بالإضافة إلى ذلك، أكد الحضور الملحوظ لوكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون السياسية في المؤتمر الدولي حول فلسطين في طهران على خطوة دبلوماسية مهمة.

ورغم تعبيرها عن موقفها من محور المقاومة بحذر، إلا أن عمان، بالنظر إلى سياساتها وتصرفاتها، يمكن اعتبارها صديقة لهذا التحالف. وبينما تقوم حركة المقاومة اليمنية أنصار الله بعمليات ضد إسرائيل دعما للقضية الفلسطينية، فإن عمان لا تمتنع عن حصرها في عاصمتها الدبلوماسية مسقط فحسب، بل تدعم مساعيها بنشاط. وترفض عمان استخدام قواعدها التي تسيطر عليها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أعمال ضد اليمن وتغلق مجالها الجوي أمام أي طائرة عسكرية. وأدانت وزارة الخارجية العمانية الهجمات على اليمن في بيان، مشيرة بأصابع الاتهام صراحة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وسط التحديات التي يواجهها أنصار محور المقاومة في البلدان الأخرى المحيطة بالخليج الفارسي، يتعاون العمانيون، بقيادة المفتي العام، بنشاط مع محور المقاومة، ويحافظون على موقف قوي، في حين تمتنع الحكومة العمانية عن التدخل في أنشطتهم.

بعد عملية طوفان الأقصى، أظهرت عُمان تحولاً ملحوظاً في تعاملها مع القضية الفلسطينية. وسلطت مؤسسة أمريكية، في مقال لها، الضوء على أن عمان ابتعدت عن موقفها المعتدل الذي طال أمده. واليوم، تبرز عُمان كداعم مثالي لفلسطين بين دول الخليج العربي، حيث تقدم دعمًا ثابتًا دون معايير مزدوجة. في المقابل، فبينما تستضيف قطر قادة حماس وتبدو داعمة للمقاومة الفلسطينية، فإنها تسمح باستخدام الأسلحة الأميركية على أراضيها لشن هجوم على أنصار الله، الداعم الحقيقي لفلسطين.

وفي حين تساعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إسرائيل بطرق مختلفة وتقييد الدعم الشعبي لفلسطين وإدانة إسرائيل، تدعم عمان بنشاط المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة من خلال القنوات الدبلوماسية والخطاب العام والإعلام والإجراءات العملية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى