موقع مصرنا الإخباري:
أثبتت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس أنها حدث تحويلي أعاد تشكيل المشهد في فلسطين وغرب آسيا.
وقد أدى هذا الحدث المهم إلى نتائج مختلفة، وفي هذا التعليق، سأقوم بتصنيف وتوضيح بعض منها على ثلاثة مستويات: الفلسطيني/الإسرائيلي، والإقليمي، والدولي.
1. المستوى الداخلي
1.1. المنظور الإسرائيلي
1. انهيار الردع الإسرائيلي، مما اضطر النظام الصهيوني إلى إعادة بناء قدراته العسكرية وتعزيزها، واللجوء إلى إجراءات متطرفة في استغلال موارده العسكرية في حرب غزة.
2. أدت الأبعاد الواسعة لعملية 7 أكتوبر إلى تفاقم الشعور بانعدام الأمن لدى المستوطنين الإسرائيليين، مما وضعهم مرة أخرى في خضم أزمات وجودية.
3. لقد انهارت أسطورة أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الفعالة لا تقهر، إلى جانب عقود من الدعاية ومحاولات غسيل الأدمغة.
4. لقد تم فضح الرواية المركزية للجناح اليميني الحاكم في إسرائيل على مدى العقدين الماضيين، والتي تزعم أن القضية الفلسطينية قد تم تهميشها، زيفها بالكامل.
5. عززت الأزمة والحرب وحدة المجتمع الصهيوني، ولو على المستوى السطحي. ومع ذلك، فقد مهدت تحت السطح الأساس لتصاعد الصراعات والانقسامات التي ظهرت مباشرة بعد حرب غزة.
6. واجه بنيامين نتنياهو أحد أصعب الاختبارات في حياته السياسية، ومن المرجح أن حرب غزة أصبحت الفصل الرئيسي الأخير في إرث نتنياهو السياسي.
7. تكثيف الخطاب القاسي والمعادي للفلسطينيين من قبل ائتلاف اليمين المتطرف وسط متطلبات الحرب. ومع ذلك، وعلى مستوى أعمق، خلق هذا فرصًا لإضعاف الموقف السياسي وعودة ظهور الفصيل السياسي من يمين الوسط في إسرائيل.
8. أصبح منظور الصهاينة/النظام الصهيوني، وخاصة فصيله اليميني، أكثر وضوحًا وتحصينًا تجاه الصراع مع الفلسطينيين.
1.2. المنظور الفلسطيني
9. إن صمود الشعب الفلسطيني ومبادراته الاستباقية ومثل المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني عززت دورهم الاستثنائي الذي لا مثيل له في تاريخ مواجهة الاحتلال الصهيوني.
10. ارتفعت شعبية حماس بشكل كبير بين الفلسطينيين النازحين (الأراضي التي احتلتها عام 1967 في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة) وحتى بين الفلسطينيين في المنفى، مما وضعها بقوة في طليعة القيادة.
11. تعززت مكانة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين باعتبارها ثاني حركة مقاومة فعالة على الساحة الفلسطينية، وأصبح تضامنها وتعاونها مع حماس أكثر وضوحا من أي وقت مضى.
12. واجهت السلطة الفلسطينية واحدة من أصعب التجارب التي مرت بها، حيث كشفت عن عدم شعبيتها وعدم فعاليتها لدى الرأي العام، خاصة مع ظهور جيل جديد من القادة والشخصيات البارزة.
13. واجهت حركة التحرير الوطني الفلسطيني، فتح، تحدياً جديداً في قيادتها، كشف عن ضعف قيادتها الرسمية، وبروز جيل جديد وشخصيات بارزة، تعرض بعضهم للسجن والنفي.
14. تم التأكيد على دور المسيحيين الفلسطينيين إلى جانب المسلمين الفلسطينيين، وكذلك بعض الجماعات الفلسطينية اليسارية تاريخياً مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتكثيف تعاونهم وتضامنهم مع حركات المقاومة الإسلامية في مواجهة الاحتلال. .
15 – إن صمود سكان غزة، ورفضهم التنازل عن أراضيهم، ومقاومتهم للتهجير القسري، سلط الضوء على التحول بين الأجيال مقارنة بالمراحل الأولى للاحتلال والنكبة.
2. المستوى الإقليمي
16 – وتم التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية في التطورات الإقليمية وضرورة تحقيق الحد الأدنى من تطلعات الشعب الفلسطيني كشرطين أساسيين لأي عملية أو تحول جديد. كما تبين أن تجاوز هذه القضية والترويج لأفكار أحادية البعد تقوم على التطبيع أمر غير ممكن.
17. أصبح تأثير إيران وقوى المقاومة المعروفة باسم محور المقاومة أكثر وضوحا، مما يوضح أنه لا يمكن لأي عملية إقليمية أن تكون مستدامة أو مستقرة دون تعاون إيران ومحور المقاومة.
18. لقد واجه مفهوم وطبيعة ومستوى التنسيق والتعاون بين إيران ومحور المقاومة تحديات واختبارات كشفت أبعادها الحقيقية في تجربة حياتية مهمة.
19. توقفت المساعي لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية والدول العربية/الإسلامية الأخرى مع إسرائيل. وهذه القطيعة مؤقتة وتعتمد على التطورات القادمة، وفي مقدمتها النتائج النهائية لحرب غزة.
20. دور قطر كوسيط إقليمي مع طرفي الصراع في غزة في وقت واحد، شهد تعزيزاً نسبياً.
21. عززت شبكة الجزيرة الفضائية حضورها المؤثر باعتبارها وسيلة إعلامية رائدة، متجاوزة وسائل الإعلام الغربية والدولية الرئيسية في تشكيل الرأي العام وتعميقه.
22. تراجعت أهمية تركيا الإقليمية بسبب رفضها القيام بدور الوساطة (بالنظر إلى حجم تركيا وقوتها مقارنة بوسيط مثل قطر). علاوة على ذلك، ظهرت تحديات تمثل اختبارا لعلاقاتها مع طرفي الصراع في غزة. وفي الوقت نفسه، أصبحت قدرات تركيا المجتمعية ودور مجتمعها المدني في دعم فلسطين واضحة، مما يؤكد الحاجة إلى تعزيز المجتمع المدني في إطار السياسات الوطنية الإيرانية، على الصعيدين المحلي والدولي.
23. تعمقت الفجوات التاريخية بين الحكومات العربية والجمهور العربي، مما سلط الضوء على التفاوت الكبير بين الرأي العام العربي وسياسات حكوماته.
24. عاد البركان الخامد داخل المجتمعات العربية إلى الاشتعال، وتأجج الغضب إلى مستويات ستخرج عاجلاً أم آجلاً، تذكرنا بأحداث 2011 في المنطقة والانتفاضات العربية. (الأحداث جارية).
25. تحول اليمن، بالدور المميز لجماعة أنصار الله المقاومة وصنعاء، إلى لاعب رئيسي في غرب آسيا لأول مرة في تاريخ النضال الفلسطيني. تعززت نسبياً شعبية أنصار الله بين اليمنيين وفي العالم الإسلامي، مما طرح تحديات وأسئلة جدية أمام السرد الإعلامي المهيمن وصورة النظام العربي الرسمي ضد هذه الحركة، ولا سيما من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
26. إن الدور النشط الذي لعبته الحركات الشيعية في لبنان واليمن والعراق في تقديم الدعم العملي لغزة رفعها إلى طليعة قوى الأمة الإسلامية الشجاعة. وقد شكل ذلك تحدياً للسرديات الطائفية الأحادية الجانب والعمليات النفسية التي تمارسها وسائل الإعلام المهيمنة والنظام العربي الرسمي ضد إيران وحلفائها.
27. وظهرت ظروف أكثر ملاءمة للانتقال من السياسة القائمة على القوة إلى السلطة أو النفوذ الشرعي (الذي تعترف به الجهات الفاعلة المتنافسة) كضرورة حيوية لتعزيز نفوذ إيران الإقليمي.
3. المستوى الدولي
28. أصبح احتلال الحركة الصهيونية لفلسطين والقضية الوطنية الفلسطينية التي لم يتم حلها مرة أخرى مصدر قلق عالمي. وبنتائجها العملية، انتقلت حتماً إلى صدارة أجندة القوى العالمية والسياسة الدولية.
29. لقد تحطمت كل الصور والروايات الإيجابية التي تم بناؤها حول إسرائيل خلال عمليتي السلام مدريد وأوسلو الشهيرتين. إن الوجه الحقيقي لإسرائيل، القائم على الاحتلال والجرائم والتطهير العرقي وإرهاب الدولة والمؤسسات، أصبح واضحاً أمام العالم.
30 – واحتشد الرأي العام العالمي إلى حد غير مسبوق دعما للشعب الفلسطيني وحقه في التحرر من الاحتلال. يعتقد بعض علماء السياسة المعروفين، مثل جون ميرشايمر، أن 95% من الرأي العام العالمي حاليًا ضد إسرائيل وداعم للفلسطينيين.
31. لقد أصبح الواقع القاسي لسياسات الولايات المتحدة والغرب المتعددة المعايير والقمعية والوحشية، إلى جانب الطبيعة الخادعة لديمقراطيتهم وشعاراتهم المتعلقة بحقوق الإنسان، واضحًا لا لبس فيه. وقد أزال هذا الكشف العديد من الشكوك والتساؤلات بين الجماهير والنخب في إيران والمجتمع العالمي.
32. حول اهتمام وسائل الإعلام في الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى إلى عملية السلام التي طال إهمالها، وحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وإذا تطور هذا الاهتمام من مجرد الخطابة إلى العمل، فسوف يواجه عقبات مختلفة، وخاصة التحديات الهيكلية والحقيقية المتأصلة في النسيج الاجتماعي للمجتمع الإسرائيلي. وتنشأ هذه التحديات من الاحتلال والتنكر لوجود الأمة الفلسطينية من قبل نظام الحكم الصهيوني، كما شهدته تجربتا عمليتي مدريد وأوسلو للسلام.
33. أدت الظروف الناجمة عن الحرب حتماً إلى تقليص الفجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن هذه الفجوة ستزداد تدريجياً. في مثل هذا الوضع، ستدفع الولايات المتحدة والغرب نحو تعزيز ما يسمى بحركة يمين الوسط المعتدلة والعلمانية على حساب اليمينيين المتطرفين الدينيين.
34. أعادت التغيرات في الظروف الخارجية تشكيل ديناميكيات الحرب الأوكرانية. ومع تحويل الولايات المتحدة وأوروبا تركيزهما عن هذا الصراع وإعادة توجيه قدر كبير من الاهتمام السياسي والاستراتيجي نحو الأزمة الفلسطينية، فقد حدث تحول إيجابي مؤقت في موقف روسيا في هذه الحرب.
35 – إن عدم كفاءة الأمم المتحدة وفشلها في التصدي لأعمال الإبادة الجماعية والقتل الجماعي التي ترتكبها إسرائيل، إلى جانب التهديدات التي يشكلها النظام للسلام والأمن الدولي، أصبحت الآن أكثر وضوحا من أي وقت مضى. وهذا يسلط الضوء على الحاجة، كما نوقش سابقاً، إلى إعادة تقييم آلية عمل الأمم المتحدةالآليات والعمليات.