مؤتمر العقبة… أطراف عربية تعمل على وأد المقاومة

موقع مصرنا الإخباري:
سويعات قليلة تفصلنا عن قمة العار “العقبة”، قمة أمنية بامتياز تُدار بيد مُحرك الشر الولايات المتحدة الأمريكية، التي تبحث خلالها “لإسرائيل” عن حلول لإنقاذها من مُستنقع المقاومة الذي بدأ ينتشر في الضفة بقوة، بالإضافة إلى بحثها عن أمن مزيف مقابل ارتكاب مزيداً من المجازر ولتحاك بأقلام أطراف عربية مُشاركة في القمة كمصر والأردن و”إسرائيل” والولايات المتحدة، والسلطة.

أيامٌ قليلةٌ فصلت بين قرار السلطة المشاركة في قمة التطبيع وبين دماء الشهداء التي سالت في شوارع نابلس، ولم تجف بعد المجزرة التي اقترفها الاحتلال هناك، لتُوسم السلطة مجدداً بالعار لمشاركتها في قمة لا تزال قراراتها طي الكتمان، ولكن هدفها الأساسي وأد المقاومة في الضفة مقابل امتيازات خبيثة لم يكشف عنها بعد.

مشاركة متوقعة

الصُحفي والمختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، رأى أن مشاركة السلطة في قمة العقبة كانت متوقعة، مبيناً أن هذا الشيء يأتي في ظل المحاولات الأمريكية لإرساء نوع من التهدئة في الضفة الغربية المحتلة ونيتها من السلطة أن تلعب دوراً في هذا الإطار.

واعتقد نصر الله خلال حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن قمة العقبة هي قمة خاسرة؛ لأن المشتبك مع كيان الاحتلال هي المقاومة والشعب الفلسطيني، فيما يبقى دور السلطة في هذا الجانب دوراً مشبوهاً.

مؤامرة جديدة
ووصف المختص، قمة العقبة بأنها مؤامرة جديدة تشارك فيها السلطة ضد المقاومة في الضفة المحتلة، وهذا حصل سابقاً ولن ينهي المقاومة لأنه لا يمكن إنهاء المقاومة من خلال هكذا اجتماعات، مبيناً أنه يجب على المقاومين في الضفة الغربية الانتباه، والعمل بمزيدٍ من الوعي؛ لأن هناك خطر كبير من خلال أي تعاون أمني بين السلطة وكيان الاحتلال واستخباراته.

وأشار نصر الله، إلى أن التسريبات عن المطالب التي تحتاجها السلطة في الضفة المحتلة هي ضد مصلحة الشعب الفلسطيني، مبيناً أن من انتهج سياسة التضييق والتحريض على المقاومين في الضفة وتقييد عملهم لا زال يراهن على المفاوضات، وهذا دور مشبوه ولا علاقة له بالمقاومة، وأي صفقة لا يكون للشعب الفلسطيني دوراً فيها هي صفقة خاسرة.

واعتقد نصر الله، أن الشعب الفلسطيني ليس في إطار عقد صفقات واتفاقات مع العدو الصهيوني في هذا التوقيت؛ لأن خياره هو خيار تحرير للأرض وليس خيار مطالب آنية، موضحاً أن كل التجارب السابقة أثبتت أن الكيان الصهيوني لا يلتزم بتعهداته والتزاماته مع الشعب الفلسطيني ولا حتى مع السلطة بشكل أكثر تحديداً.

يحقق مطالب “إسرائيل”

وقال :”أي نتائج سيخرج بها الاجتماع المنعقد في العقبة ستحقق مطالب “إسرائيلية” ولن تحقق مطالب فلسطينية بالنسبة للسلطة، موضحاً أن تحقيق المطالب التي تطالب بها السلطة من الاحتلال بزيادة تجنيد عناصرها في الضفة هو طعنة في خاصرة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة”.

وبما يتعلق بالمقاومة في الضفة والتي تؤلم الاحتلال بشكل كبير، رأى نصر الله، أن مسار المقاومة في الضفة سيكمل طريقه ويتصاعد شيئاً فشيئاً ولا يمكن كبحه، منوهاً أنه في بعض الأحيان يتم أذية هذا المسار من قبل التعاون بين السلطة وكيان الاحتلال.

خدمات مجانية للاحتلال

ولفت إلى أن ما تقوم به السلطة يدعو للأسف تقدم خدمات لحكومة نتنياهو التي تواجه أزمة من خلال وجود إنشقاق داخلي كبير جداً في كيان الاحتلال، وهي تدخل السلطة في اشتباك داخلي مع قوى المقاومة، وهذا الخيار القائم على التنسيق الأمني مع العدو يعمل على إراحة كيان الاحتلال ورئيس حكومته بينايمين نتنياهو قاتل الفلسطينيين.

كما رأى نصر الله أن ما حدث في معركة “سيف القدس” أثبت أن المبادرة بيد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وليس في أيدي الاحتلال، مشيراً إلى أن أي استفزاز من الاحتلال في القدس المحتلة سيؤدي لأنفجار الأوضاع، وفي حال تطور الأمور لن تبقى المواجهة محصورة في فلسطين المحتلة بل ستدخل جبهات أخرى في المواجهة من خارج فلسطين خاصة وأن هناك معادلة المساس بالقدس قد يقابله حرب إقليمية وهذه حصانة للشعب الفلسطيني.

تسريبات صحفية

وكانت كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم السبت 25/2/2023، أن الوفد الفلسطيني المشارك في القمة الأمنية في مدينة العقبة الأردنية غداً سيحمل بناءً على تعليمات من رئيس السلطة محمود عباس جملة من المطالب على رأسها فتْح الباب لتجنيد 10 آلاف جندي جديد، وتدريب 5 آلاف عنصر من السلطة والسماح بإدخال أسلحة ومعدّات لصالح أجهزتها الأمنية، وتشكيل غرفة تنسيق مشتركة فلسطينية – إسرائيلية – أميركية، مهمّتها منْع قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات كبيرة في الضفة من دون التنسيق معها.

كما سيطالِب حسين الشيخ أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، ورئيس جهاز المخابرات العامّة، ماجد فرج ، بتعاون أمني وتقني موسّع بين السلطة من جهة، والمخابرات الأميركية والإسرائيلية من جهة أخرى، لمواجهة «التحريض» الذي تمارسه أطراف في غزة أو من الخارج لدفع سكّان الضفة إلى المواجهة مع قوات الاحتلال على حد زعمهم.

وفي الجانب السياسي، سيدعو الوفد الفلسطيني إلى وقْف المصادقة على أيّ عمليات استيطان جديدة، وبحث عودة المفاوضات مع دولة الاحتلال، على رغم غياب الإرادة الأميركية لإحياء هذا المسار.

ويشارك في القمّة، إلى جانب السلطة الفلسطينية، كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والأردن، فيما علمت صحيفة الأخبار أن واشنطن أبلغت رام الله أنه سيتمّ في خلالها التوصّل إلى تفاهمات بخصوص الأوضاع في الضفة، على أساس تطبيق الخطّة التي وضعها الجنرال مايك فنزل، منسّق الشؤون الأمنية في السفارة الأميركية في “تل أبيب”.

المصدر: فلسطين اليوم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى