لأجل عملية طوفان الأقصى في فلسطين كلنا فلسطينيون!

موقع مصرنا الإخباري:

في ملحمة الإلياذة، تحكي الأسطورة عن الحصار اليوناني لطروادة الذي استمر 10 سنوات في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ومع ذلك لم يستسلم الطرواديون. تظاهر اليونانيون بالانسحاب، تاركين وراءهم حصان طروادة كهدية لشجاعة خصمهم. وقع الطرواديون بالفخ وأدخلوا هذا الحصان الخشبي الضخم إلى داخل مدينتهم. أثناء الليل، ظهر المحاربون اليونانيون المختبئون داخل الحصان وقاموا بمذبحة جماعية لأحصنة طروادة.

وبعد مرور 25 قرناً على ذلك الحدث التاريخي، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه. وتحاصر “إسرائيل” غزة منذ عام 2005، لكن الفلسطينيين ظلوا صامدين. وبكل مرة تترك إسرائيل وراءها حصان طروادة الخاص بها، مستغلة حدثاً ما لتبرير هجماتها الوحشية والعشوائية، دون أي اعتبار للأماكن أو الأيام المقدسة، سواء كانت إسلامية أو مسيحية.

كل هذا يتم من أجل إبادة شعب عانى كثيرًا في أكبر سجن مفتوح بالعالم، وهو سجن مساحته 360 كيلومترًا مربعًا، أي ما يقرب من ربع مساحة لندن، ويأوي ما يقرب من مليونين ونصف مليون شخص بإحدى قاعات العالم. أعلى كثافة سكانية في العالم. ويوجد لهذا السجن سبعة أبواب، ستة منها تسيطر عليها “إسرائيل”، وواحد فقط بالجانب المصري، لكن الاتحاد الأوروبي يشرف عليه.

تتفوق “إسرائيل” في عمليات القتل والتدمير، التي تحمل كل منها أسماء مميزة: عملية الرصاص المصبوب عام 2008، وعمود السحاب عام 2012، والجرف الصامد عام 2014، وحارس الأسوار عام 2021، والفجر الصادق عام 2022، والآن السيوف الحديدية.

وتخترق هذه “السيوف الحديدية” أجساد المدنيين الأبرياء الغافلين يوميا، حيث تنهمر عليهم أطنان المتفجرات مثل الإعصار. وتطلق طائرات الشبح الأمريكية بدون طيار صواريخ تحتوي على مواد كيميائية محرمة دوليا، بما في ذلك القنابل العنقودية وقذائف الفسفور الأبيض. في هذه الأثناء، تسارع حاملات الطائرات الأميركية إلى دعم “إسرائيل”، حيث تصدر الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بيان دعم مشترك.

وهذه هي نفس البلدان التي تذرف دموع التماسيح على الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك، فإنهم يتجاهلون آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية، بعضهم مضرب عن الطعام منذ فترة طويلة، وآخرون لقوا حتفهم بسبب الحرمان الشديد من الطعام. ويغضون الطرف عن الانتهاكات بالمسجد الأقصى، ويروعون المصلين بأقدس أيامهم، ويتجاهلون قتل المدنيين والصحفيين أمام الكاميرات. ويتجاهلون مآسي صبرا وشاتيلا، ودير ياسين، ومحمد الدرة، وأبو خضير، وشيرين أبو عاقلة.

وحاولت أميركا تحسين صورة “إسرائيل” المشوهة بالسنوات الأخيرة، وبلغت ذروتها بما يسمى باتفاقات إبراهيم والمفاوضات مع السعودية للتطبيع. لكن يبدو أن هذه “السيوف الحديدية” حطمت كل تلك الآمال.

أثناء كتابة هذه السطور أطلقت المقاومة سراح مواطنة إسرائيلية وطفليها. إلا أن “إسرائيل” تواصل إمطار رؤوس سكان غزة بالمتفجرات. وقد تجاوز عدد الشهداء الألفين، وأعلن قادتهم أمام الكاميرا أنهم يمنعون غزة من الغذاء والكهرباء والماء والوقود، مهددين بقصف أي قافلة مساعدات تقترب من رفح.

ومن الواضح كيف تحمل «إسرائيل» سمات الإرهاب مثل «داعش». طروادة واجهت مصير الإبادة الجماعية.. لا تدع غزة تواجه نفس المصير.

أنقذوا غزة!

عملية طوفان الأقصى
فلسطين
إسرائيل
غزة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى