موقع مصرنا الإخباري:
مشهد مبهج، وصور راقية ومتحضرة لبطلنا العالمي محمد صلاح مهاجم ليفربول وهو يلتقي الأمير الإنجليزي ويليام، على هامش مشاركة نجم الريدز.
هذا المشهد التاريخي، لم يكن يأتي، لولا جهود كبيرة، بذلها “صلاح”، وتحدي شخصي، منذ رحلته الأولى من قريته نجريج في بسيون بالغربية قاصدًا القاهرة وزحامها، باحثًا عن النجاح، متغلبًا على كافة الظروف والعقبات، ليأتي اليوم الذي نراه فيه يتحاور بهدوء واتزان مع الأمير ويليام وزوجته، بعد ختام حفل جائزة إيرث شوت “Earthshot”. الذي أقيم في العاصمة الإنجليزية لندن.
لم يكن “صلاح” الاسم الوحيد الذي رفع اسم مصر في المحافل الدولية والرياضية بالخارج، حيث نجح ممدوح السبيعى الشهير بـ”بيج رامى” أن يصبح حديث الصباح والمساء في الشارع الرياضي العالمي، بعد تتويجه بلقب ببطولة مستر أولمبيا للعام الثاني على التوالي، بعد تغلبه على منافسه الأمريكي براندون كيري والإيراني هادي شوبان.
“بيج رامى” الذي لم يتخطى عامه السادس والثلاثون، لم يتخلى عن حلمه منذ ثمانيات القرن الماضي داخل قريته في كفر الشيخ، حيث خاض غمار التجارب، حتى بدأ الحلم يتحقق في 2010 بإحدى صالات الجيم، ليشارك بعدها بعامين بمستر أولمبيا للهواة محققًا المركز الأول، حيث فاز ببطولة نيويورك 2013، ويعد أول مصري يتوج بلقب مستر أولمبيا، أما فى عام 2013 تم تصنيفه ضمن أفضل 10 لاعبين بعد أن حصل على المركز الثامن ببطولة مستر أولمبيا.
وراهن بيج رامي على الفوز باللقب في هذه النسخة، من خلال مجهود كبير بذله منذ تتويجه بلقب النسخة الماضية حتى يتمكن من الفوز باللقب للعام الثاني على التوالي.
مازلت أرى أن “صناعة النجم” أمرًا ضروريًا، والبحث عن “الكنوز” والمواهب في الأرياف بالصعيد والدلتا أمرًا لا نقاش فيه، هذه الأرض الطيبة، التي نبتت فيها مواهب عديدة، رفعت رايات مصر عالية في المحافل الدولية، تستحق مزيدًا من الجهد والعناء، للبحث عن مواهب جديدة، ومنح فرص أكبر لأجيال نابغة.
نتمنى أن يسلط “الإعلام” الضوء أكثر على “الصعيد والدلتا”، وأن تجوب كاميرات برامج التوك شو “القرى والنجوع” لاستضافة الموهوبين في “الأدب والغناء والكرة، وعلماء الدين والمفكرين”، وأن تمنح الصحف مساحات أكبر عبر مواقعها وفي صفحاتها لسرد قصص الموهوبين وإجراء حوارات معهم.
أتعشم، أن ينزل مسئولي الأندية الرياضية الكبرى القرى والنجوع، يشاهدون مهارات الصغار في مراكز الشباب، والساحات الرياضية الترابية، تلك المواهب المتفردة التي تستحق من يشاهدها ويمنحها فرصة للظهور، حتى يكون لدينا عشرات مثل “صلاح”، ويسيطر المصريون على ملاعب أوروبا وأسيا.
أتمنى، أن تمنح وزارة الثقافة “قصور الثقافة” في الأرياف مساحات أكبر، لإقامة الندوات والمؤتمرات لاستضافة الشعراء والأدباء، ومنحهم فرص أكبر.
نحلم، باليوم الذي نرى فيه آلاف من الموهوبين في كافة المجالات، قد حصلوا على فرصهم الحقيقية حتى تستفيد منهم بلادنا.
بقلم محمود عبدالراضي