صحيفة “واشنطن بوست” : صمت المدافع في غزة بشرى مشوبة بالخوف

موقع مصرنا الإخباري

قالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن الأنباء التي تفيد بأن دوي المدافع قد تصمت في قطاع غزة المكتظ بالسكان، ولو لمدة 4 أيام، قوبلت أمس الأربعاء بارتياح وإرهاق مشوب بخوف من أن الأسوأ لم يأت بعد. وأضافت الصحيفة في تقرير من القدس أن حصيلة ضحايا الحرب الدائرة الآن وخيمة بالفعل، فقد قُتل فيها أكثر من 11100 شخص، وجُرح 28 ألفا في القطاع المحاصر الذي نزح منه 1.7 مليون شخص من أصل 2.3 مليون هم تعداد سكانه. ووفقا للأمم المتحدة، فقد تعرض ما يقرب من نصف المنازل في غزة إلى الدمار، أو أصابتها أضرار. ونقلت الصحيفة عن مواطن فلسطيني يدعى رائد لافي (48 عاما) كان يعيش مع ابنتيه في منطقة ساحلية بمدينة غزة قبل أن يفر من القصف الإسرائيلي قبل 6 أسابيع، ويسكن الآن في شقة ضيقة على بعد 20 ميلا من ذلك المكان، قوله إنه تلقى أخيرا صورة لمنزله هذا الأسبوع، وقد دُمر. ومع أنه أعرب عن سعادته بالهدنة، فإنه قال، إن “هناك تفاصيل في هذا الاتفاق غير مقنعة”. وتعليقا على ذلك، تعتقد صحيفة واشنطن بوست أن 4 أيام غير كافية للنبش في أنقاض منزله، هذا إذا كان بمقدوره الوصول إليه أصلا. ثم إن الوقت ليس كافيا -أيضا- لإقناع ابنتيه بأنهما الآن في مأمن. لقد تلفت أعصاب رائد وعائلته، ويعزو ذلك إلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي تحدث على مدار الساعة، والإحساس بأن لا مكان آمنا في المنطقة، وأن كل شيء مستهدف: المنازل والكنائس والمستشفيات وحتى الحجر والشجر والبشر. وحكى كيف أنه يعاني الأمرّين لتوفير الطعام لعائلته بسبب نفاد المواد الأساسية من المتاجر، ولجأ إلى طهي الطعام بالحطب. وقال “لن يحزن أحد من الأطفال والكبار إذا توقف نزيف الدم. لكن هذا الفرح مشوب بالقلق”. وقال شهود، إن شمال غزة تعرض لقصف أسفر عن مقتل العشرات. وأبلغ أحد سكان مخيم جباليا -طالبا عدم الكشف عن هُويته بسبب مخاوف أمنية- صحيفة واشنطن بوست أنه نُقل الجرحى إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، وهو أحد آخر مرافق الرعاية الصحية التي يمكن الوصول إليها في شمال غزة. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن صورا تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت عمالا يحفرون مقبرة جماعية لجثث انتُشلت من شمال القطاع. ونسبت إحدى وسائل الإعلام الفلسطينية إلى موظف بوزارة الشؤون الدينية في غزة اسمه محمد النجار القول، إن حوالي 110 جثث لرجال ونساء دُفنت معا في المقبرة. العملية العسكرية الإسرائيلية حولت مستشفى الشفاء إلى مكان يعشعش فيه البؤس والخوف، وبقي بداخله حفنة من الأطباء لتقديم الرعاية لمئات عدة من المرضى في انتظار إجلائهم من قبل الأمم المتحدة وذكرت واشنطن بوست في تقريرها أن الأكياس الموضوعة بداخلها الجثث تحمل أرقاما وليس أسماء، وأنها وصلت من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الذي يحتله الآن جنود إسرائيليون بحثا عن دليل يثبت أن حركة حماس كانت تستخدمه مركز قيادة. وأوضحت أن العملية العسكرية الإسرائيلية حولت المستشفى إلى مكان يعشعش فيه البؤس والخوف، وبقي بداخله حفنة من الأطباء لتقديم الرعاية لمئات عدة من المرضى في انتظار إجلائهم من قبل الأمم المتحدة. وتمضي الصحيفة إلى القول، إنه على الرغم من أن هذا التوقف قوبل بالترحيب، غير أنه ليس كافيا، وهو ما رددته منظمات إغاثة كبرى أمس الأربعاء. ونقلت عن بيان صادر من الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، جان إيغلاند، أن “الشتاء على الأبواب، وستكون كارثة إذا اشتعل الصراع مجددا”. المصدر : واشنطن بوست

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى