زعيم حزب الله : إذا انكسرت غزة سيكون لبنان هو التالي

موقع مصرنا الإخباري:

ألقى الأمين العام للمقاومة الإسلامية في لبنان خطابًا طال انتظاره في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، فيما من المتوقع أن يكون أحد أكثر الخطابات مشاهدة في الشرق والغرب في مثل هذه اللحظة الحرجة في الجغرافيا السياسية العالمية.

وكانت هناك خمسة توجهات مهمة لخطابه. الأول كان موجهاً إلى الأمة الإسلامية والعربية، والثاني إلى حركة المقاومة وفصائلها المختلفة. والثالثة تجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي، والرابع تجاه أمريكا، والخامس تجاه الحكام العرب.

وسعى الخطاب إلى توضيح القضايا على كافة المستويات، سواء تجاه الصديق أو العدو. عندما يتحدث قائد المقاومة إلى الأمة، فإنه يركز على النقاط الرئيسية ذات القيمة. ومن المفاهيم المهمة التي أثيرت هو وحدة الجبهات، والتي أوضح أنها لا تنفي استقلال كل مجموعة في منطقتها، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو لبنان. ولا يتلقى أي كيان أمراً مباشراً من جمهورية إيران الإسلامية. بل يقوم كل كيان بتقييم وضعه الخاص ويقرر حجم العملية التي يرغب في تنفيذها. وتم التأكيد على أن فتح الجبهات أمر مرن عند الضرورة، بحسب التطورات، وبما يضمن عدم إضعاف أي جهة أو هزيمتها تحت وطأة الضغوط. تم تعريف وظيفة التدخل على أنها مسألة تعزيز الحركة الأصلية. ولذلك فإن معركة عاصفة الأقصى كانت انتصاراً للفلسطينيين، بغض النظر عن دخول أي جبهة أخرى. وإذا كانت مقاومة غزة قادرة بمفردها على كسر الاحتلال الإسرائيلي، فإن ذلك أقوى مما لو كانت جبهات متعددة هي التي تسببت في هذا الكسر، لأنه يبرز مدى هشاشة كيان الاحتلال. ومسؤولية معركة الأقصى التي تقع على عاتق مقاومة غزة وحدها، تعني أن هذا هو قرارهم، وأن غزة هي التي تواجه عواقبه.

وتوجه زعيم حركة المقاومة في حزب الله نحو من يتساءل في الأمة عن سبب توسع الجبهات في لبنان والدول الأخرى التي تدخل المواجهة، إضافة إلى من يتساءل عما فعلته جبهة المقاومة عموماً بينما شعب غزة يتعرض للقمع. ذبح. فالرد على الأول هو أنه إذا انكسرت غزة فإن لبنان هو التالي لأن ذلك يعني انتصار الاحتلال الشرس، في حين أن رده على الثاني هو أن هذه العملية كانت بقرار المقاومة الغزية التي لم تستشر محور المقاومة الأوسع. . ودور المحور هو العمل كدعم من خلال وسائل الإعلام والمال والإجراءات السياسية والأمنية. وسلط الضوء على كيف أن المقاومة في لبنان خففت في هذه المواجهة الضغط عن مقاومة غزة، حيث تم استيعاب ثلاث كتائب عسكرية من قوات الاحتلال على الحدود مع لبنان، والتي كان من الممكن أن تضع استراتيجية لهزيمة المقاومة في غزة. غزة. كما خاطب أنصار المقاومة الراغبين في فتح الجبهات بأي ثمن، مؤكداً أن المصلحة الشاملة والطويلة الأمد أولى من العواطف.

وفي حديثه عن حركة المقاومة، وصف معركة الأقصى بأنها انتصار فلسطيني، مع تعزيز مشاركة اليمن والعراق، بحيث تشعر الشعوب بالفخر بإضعاف كيان الاحتلال. وشدد على أن نتائج هذه الحرب تستحق التضحيات، إذ إن هذه المواجهة قلبت المعادلات رأسا على عقب تماما، وأصبح كيان الاحتلال في وضع دفاعي يفكر في كيفية رد المقاومة اللبنانية. وشدد على أنه قبل أشهر قليلة كان مقتل جندي من جنود الاحتلال يهز الأرض، أما الآن فهم يستهدفون ما وراء مزارع شبعا المحتلة، بعد أن قتلوا العشرات من جنود الاحتلال، واستهدفوا مواقعهم ومعداتهم العسكرية. وأشار قائد المقاومة إلى أن المقاومة اللبنانية تقوم بعمل حقيقي أدى إلى مقتل 57 من جنودها.

وفي معرض حديثه عن كيان الاحتلال، تطرق قائد المقاومة أولاً إلى المستوطنين وضعف كيانهم، مؤكداً على شعورهم هم أنفسهم بأنه أضعف من بيت العنكبوت. ثم خاطب حكام كيان الاحتلال، موضحا أن خيار توسيع الجبهات مفتوح، حسب التطورات، وإذا بقي الهدف الأساسي المتمثل في إنهاء المقاومة الغزية، وهو أمل كبير جدا لا يمكن تحقيقه، قائما. . كما بعث برسالة واضحة مفادها أن المقاومة راضية عن المواجهة وعدم تصعيدها. وبما أن توسيع الجبهات هو الكابوس الأكبر لكيان الاحتلال، فمن المرجح ألا يتخذوا إجراءات تسرع ذلك.

وهو يخاطب أميركا يوضح أن هدف أميركا هو السيطرة على الوضع، مع التأكيد على أنهم يدركون قوة المقاومة. يسلط الضوء على مدى عدم قدرتهم على التراجع عن حجم هزيمة كيان الاحتلال ولا ترغب في توسيع الجبهات، لذا من المرجح أن تستقر على حلول سياسية لإنهاء هذه المرحلة من المواجهة. وأوضح أن المقاومة تدحض الموقف الأميركي رغم التهديدات، مؤكدا على وجود من هزمهم في لبنان عام 1982، والذين بقوا إلى جانب أبنائهم اليوم.

وهو عندما يخاطب الزعماء العرب يتحدث من منطلق المصالح الوطنية لدولهم وليس من مصلحة فلسطين. ويشكك في عجز القادة العرب الذين لا يستطيعون حتى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإجلاء الجرحى، وذلك في أعقاب خطابه مباشرة بشأن قرار دخول المقاومة الإسلامية في العراق مرحلة جديدة من المواجهة وإعلان اليمن علناً دخولها إلى الحرب.

وشدد زعيم المقاومة على أن معركة 7 أكتوبر أبطلت فكرة عيش المستوطن بشكل طبيعي على أرض محتلة، مما سلط الضوء بشكل أكبر على معنوياتهم المهزومة وعدم قدرتهم على التضحية بحياتهم من أجل أرض لم تكن لهم من الأساس.

حزب الله
السيد حسن نصرالله
حرب غزة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى