حازم صلاح الدين يكتب … نجوم الكرة على مقعد المذيع فى عصر ركوب التريند

موقع مصرنا الإخباري:
تواصل القنوات الفضائية جذب نجوم الكرة لتقديم برامج، وهى الطريقة التى ابتكرتها فى السنوات الأخيرة ربما لشد الانتباه أكثر إليها ورفع درجة جماهيريتها ونسبة مشاهديها، ومؤخراً تنافست القنوات التليفزيونية (فضائيات وأرضية) على أن تضع اللاعبين السابقين على مقعد المذيع، وهو ما يثير الأسئلة عن الأسباب، خصوصاً حينما نجد أن اللاعب بعد انخفاض نجوميته للابتعاد عن الملاعب أو فى الحصول على مكانة لائقة على خارطة التدريب، يتجه إلى الشاشة لتقديم برنامج أو الظهور كضيف دائم لتحليل المباريات.

 

صحيح أن ظاهرة تقديم النجوم للبرامج ليست جديدة لكنها لم تكن يوماً بهذه الكثافة، وبالتأكيد السبب الرئيسى فى هذه الظاهرة هو استثمار نجومية هؤلاء اللاعبين لتغيير شكل الشاشة التليفزيونية بوجوه نجوم تضفى إليها الكثير من البريق والنجومية، بالإضافة إلى زيادة عدد القنوات الخاصة والعمل على تطوير القنوات، وقد أدى ذلك إلى اهتمام المحطات بتدعيم برامجها بمجموعة نجوم يقومون هذه المرة بدور المقدم والمذيع، كما أن التنافس بين الفضائيات ازداد شراسة وأصبح الجميع يبحثون عن التميز والانفراد، فازداد الطلب على النجوم لتقديم البرامج التى تحقق مكاسب مالية، لأنها تستهوى شركات الإعلانات التى يبدو أنها أصبحت تفضل البرامج التى يقدمها مشاهير الكرة.

 

هناك سبب آخر مهم فى تواجد نجوم الكرة على مقعد المذيع وهو متعلق بالمسائل المالية، فالنجوم يتلقون مبالغ مالية كبيرة مقابل تقديمهم برنامج تليفزيونى ربما يعوضهم ذلك عن ابتعادهم عن المستطيل الأخضر أو تجربة تدريبية قد لا يثقون فى احتمالات نجاحها.

 

كما أن هذه الظاهرة تتزايد مع تراجع عدد المذيعين أصحاب الجماهيرية، وغياب الوجوه الجديدة القادرة على جذب الجمهور، لذلك فإن نجوم الكرة باتت فرصتهم أكبر فى تقديم برامج رياضية.

 

هذا لا يعنى أن يوافق النجوم على تقديم برامج عادية المضمون ومنخفضة التكلفة، فلا ينبغى أن يقدم اللاعب برنامجا تلفزيونيا لمجرد الوجود حتى، وإن كان لا يمتلك الموهبة، لأنه بذلك سيتأثر سلبياً ويصاب الجمهور بالملل من جراء مشاهدته على الشاشة الصغيرة لفترات طويلة، وهذه النظرية لا يجب تطبيقها على الجميع لأنى متيقن من أن الجمهور يتقبل العمل الجيد فى أى وقت وطالما أن الشخص سواء لاعب أو غيرها مادام يمتلك موهبة التقديم فلابد من استثمارها.

 

هنا أيضًا، لا يمكن أن ننكر بأن نجومية اللاعبين تعطى شكلا مختلفا للبرامج الرياضية، ولكن لا يجب أن يكون هذا السبب الوحيد لاختياره وإنما أيضاً لأنه يمتلك مواصفات المذيع خفيف الظل والذى يصلح لتقديم برامج والجلوس على مقعد المذيع، لكن أعتقد أن المشكلة الأكبر حاليا فى ملف استقطاب نجوم الكرة لمقعد المذيع، هو سيطرة السوشيال ميديا على الأجواء فى معظم البرامج الرياضية تحديدًا، خصوصا أن الأمر بات ليس مقتصرا على أحقية وامتلاك النجم كاريزما تقديم برنامج من عدمه، حيث أصبحت السمة السائدة خلال الفترة الأخيرة هو اللهث خلف ركوب التريند سواء من مقدم البرنامج أو الضيوف.

 

للأسف فإن السعى خلف “ركوب التريند” أصبح عادة يومية نراها فى العديد من البرامج الرياضية، بدون التلميح أو ذكر أسماء بعينها، لا سيما أنهم معروفين للجميع لوجودهم شبه الدائم فى هذه البرامج، من أجل إطلاق التصريحات النارية والآراء الشاذة بهدف إثارة الجدل وخطف الأضواء حتى ولو كان ذلك على حساب المنطق وجثث الآخرين.

 

ختامًا، نتمنى أن تختفى هذه الظاهرة من برامجنا الرياضية بشكل خاص وحياتنا بشكل العام، لأنها تقودنا إلى زرع التعصب والفتنة بين أبناء الوطن الواحد سواء جماهير الأهلى أو الزمالك أو الإسماعيلى أو الاتحاد أو المصرى وغيرهم، وهو ما يؤثر فى نهاية المطاف على زعزعة الاستقرار فى المجتمع ككل، لاسيما أن معظم المواطنين يعشقون كرة القدم ويشجعون أنديتهم بجنون.. “اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن”.

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى