رغم أن البعض يعاني من “السوشيال ميديا”، لا سيما مع ظهور الجرائم الالكترونية التي يقوم بها “أصحاب اللياقات البيضاء”، من “نصب وابتزاز وتشهير”، وغيرها من الجرائم الأخرى، إلا أن الوجه الأخر للسوشيال ميديا أكثر نفعًا.
ما أقوله لك هنا ليس دربا من الخيال، ولكنها حقيقة، تظهر وتتجلى في الأرياف وتحديدا في القرى والنجوع، حيث يُجيد الأهالي استخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، ويتم تعظيم هذه الاستفادة لصالح الأهالي.
“جروبات القرى” على السوشيال ميديا، الأكثر إيجابية، حيث أنها فرصة لتلاقي الأفكار وتوحيد المفاهيم، ومعرفة أخبار القرى، سواء السارة المتمثلة في الأفراح والترقيات، أو الحزينة مثل أخبار الوفيات وإعلان مواعيد الدفن والعزاء.
في القرى والأرياف، وسط “الحقول الخضراء”، يعيد الأهالي استخدام المنصة الزرقاء “الفيس بوك” بشكل إيجابي، فكلما ألم بشخص من أهالي القرية مكروهًا بادر الأهالي عبر هذه المنصات في التوحد لعمل الخير، ومساندة هذا الشخص.
ربما معرفة أهالي القرية بعضهم البعض، ساهم بشكل كبير في عدم الخروج عن المألوف عبر صفحات السوشيال ميديا، فالجميع يعرف الجميع، فلا خروج عن النص، وإنما تتسم المشاركات بالموضوعية والاحترام والود، حتى مع اختلاف وجهات النظر.
في قريتنا “شطورة” بشمال محافظة سوهاج، كان للأهالي تجربة ناجحة في هذا الصدد، من خلال إنشاء جروب باسم القرية على السوشيال ميديا “جروب شطورة”، قائم عليه مجموعة رائعة من الشباب، نجحوا خلال سنوات قليلة في لم الشمل، وتقديم تيسيرات عديدة للأهالي، حتى بات هذا الجروب خلال وقت قصير منبرا لفعل الخير، ومنارة معرفية ضخمة، لا سيما أنه أداة إعلامية لقرية بها أكثر من 500 أستاذ جامعي وعشرات الصحفيين وأطباء وصيادلة ومهندسون وعلماء دين ومدرسون، فضلا عن كونه أداة اجتماعية رائعة للم شمل الشباب، وتوحيد أفكارهم، وبث القيم الحميدة، ونبذ العنف والتعصب، ودعم مؤسسات الدولة، وتقديم أفكار راقية تليق بـ”الجمهورية الجديدة”، وتضمن للمواطنين “حياة كريمة”.
المصدر: اليوم السابع