بيعة الإخوان على الطريقة الماسونية..القسم على السلاح والمصحف

موقع مصرنا الإخباري:

ذكرى ثورة 30 يونيو | إذا كنت ستقرأ هذا الكتاب لتأخذه كما هو فلا تقرأه، وإذا كنت ستقرؤه وقد اتخذت مسبقاً قراراً برفضه فلا تقرأه، ولكن اقرأ وفكر ثم بعد ذلك ارفض أو أقبل، ارفض الكل أو ارفض البعض، واقبل الكل أو اقبل البعض، قراءة بلا تفكير ليست قراءة ولكنها تلقين، الأحرار فقط هم الذين يفكرون حين يقرؤون، قراءة مضمخة بالتفكير تعطيك عمراً جديداً، وفي هذا الكتاب أهب لك بعض عمري.. هذه كلمات قدمها المفكر الإسلامي المنشق عن جماعة الاخوان ” ثروت الخرباوي”.

كانت الصدمة الأولى التى تلقاها الخرباوي في حديث للمرشد المستشار مأمون الهضيبى تؤكد : “نحن نتعبد لله بأعمال النظام الخاص للإخوان المسلمين قبل الثورة” متحدثا عن قتل القاضي الخازندار عام 1992 .

حدثت للخرباوى صدمة كبيرة من كلام الهضيبى : أى عبادة تلك التى قتلت مسلمين آمنين على أنفسهم؟ فى ليلة وضحاها وعلى لسان رجل القضاء الكبير يصبح قتل النقراشى رئيس وزراء مصر عبادة ، تنقلب المعايير رأسا على عقب فى منطق المستشار ليصير قتل المستشار الخازندار عبادة ، وتتحول عملية قتل سيد فايز الإخوانى الذى نشأ فى معية الجماعة ثم اختلف مع النظام الخاص إلى عبادة.

مسجون في قلعة الإخوان لخروجه عن السمع والطاعة

في الفصل السابع من الكتاب “مسجون فى قلعة الإخوان” يحكي الخرباوى عن زائر الفجر حسن عبد الحليم ، نقيب أسرته الإخوانية ، الذى جاء ليبلغه بأنه تمت إحالته إلى محكمة الإخوان التى تنعقد فى مكتب المهندس ممدوح الحسينى في الثامنة صباحا ، وقال الخرباوى : “أليس من المفترض يا دكتور حسن أن يكون هناك تمهيد .. أليس من العدل أن يتم إخبارى قبل التحقيق بوقت كاف ، ثم ما هو موضوع التحقيق؟”

هكذا أحيل الخرباوى إلى محاكمة داخلية ليمثُل أمام محكمة الإخوان التي ترأسها جودة شعبان ، وهو عامل صباغة توقف عن التعليم قبل الابتدائية ، وأما عضو اليسار فهو مجدى عبد الله الحاصل علي شهادة فنية متوسطة ، وعضو اليمين المهندس ممدوح الحسينى مسئول منطقة الإخوان فى مدينة نصر .
بشكل مفاجئ ودون تمهيد ..الفصل من الجماعة

بدأت المحكمة الهزلية ولديها شهادة الشهود على عدة تهم مسجلة ومكتوبة ، ولم يسمح للخرباوى بمناقشة الشهود ، وبعدما دافع عن نفسه ، رفعت الجلسة وتقرر فصله من الجماعة .

وفى ومضات من الذاكرة يكتب الخرباوى أنه بعد سنوات علم بمحض المصادفة أن أحد المسئولين كتب توصية مفادها أن الخرباوى لا يصلح كأخ عامل حيث لا تتوفر بشأنه شروط الانخراط في الجماعة : “لأنه بفكر”.

وفي إحدى جلسات الخرباوى مع الدكتور توفيق الشاوى سمع منه خلاصة رأيه في الأحداث: “ثق تمام الثقة أن ما حدث معك هو شكل من أشكال الضربات التى يوجهها حبيب لنوح … حبيب يشق عليه وجود خيرت الشاطر ويخشى من عبد المنعم أبو الفتوح ، لذلك يقوم بإقصاء من يظن أنهم سيكونون مع غيره.

وفي خاتمة الكتاب ، حاول الخرباوى يرسم صورة لمعظم من يعرفه من الإخوان ، محاولا أن يمدح البعض وأن يذم البعض الآخر .
ومن طالهم الذم من الخرباوى ، هو محمد بديع الذى قال للخرباوى وهو فى السجن : “سترى منى العجب عندما أخرج”. ويقول الخرباوى : “لقد رأيت العجب فعلا” ، إذ قال بديع إن الخرباوى ارتكب أخطاء فى حق الإخوان فوجب إبعاده من الجماعة . .
علاقة وثيقة بين الإخوان والوهابيين

يقول الخرباوي أنه يروى فى كتابه الجديد بعضاً من الأشياء التي يجب على المتحدثين بالإعلام أخذها فى الاعتبار، كما أنه دعوة للتفكير وليس لأى شيء آخر مؤكدا حرصه على استعراض الأفكار والمناطق الفكرية التي وقفت عليها الإخوان وعلاقتهم بالحركة الوهابية وسبب اختيار اسم “الإخوان” وما هو مصدره وفى نهاية كتابه يقدم مواثيق على العلاقة بين الإخوان والوهابيين .
يصف الخرباوي في كتابه “سرّ المعبد” طقس البيعة للجماعة: بالدخول لغرفة البيعة المظلمة، يكونون في مواجهة شخص يرتدي زياً أبيض يغطي كامل جسده ولن يعرف شخصه أحد، ويقوم الجالس في المواجهة بتلقي البيعة إنابة عن المرشد بآيات الله التي تحض على القتال في سبيله وتجعله فرض عين على كل مسلم ومسلمة.
إن خنت العهد أو أفشيت السر فإن الرصاص مصيرك

ثم يخرج مسدساً ويطلب من المبايع أن يتحسسه في الظلام، وأن يتحسس المصحف الشريف الذي يبايع عليه، ثم يقول له “أن خنت العهد أو أفشيت السر فسوف يؤدي ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك ويكون مأواك جهنم وبئس المصير”، وإذا قبل العضو بذلك كُلِّف بأداء القسم على الانضمام عضواً في الجيش الإسلامي والتعهد بالسمع والطاعة. ذات المنهاج الذي أسسه “حسن البنا” مقلداً تجربة الانضمام إلى “الماسونية”، وبذات الطقس وذات الغموض، بل ذات المراتب التي يرتقي فيها العضو درجاته في سلم التنظيم.
الإسلام هو الحل يعنى امتلاكه دون غيره

كما انتقد الخرباوي مقولة ”الإسلام هو الحل” التي استخدمها مرشحوا الجماعة في الانتخابات البرلمانية عام 2005، والتي ارتأى انها تعني أن الشخص الذي يحمل هذا الشعار يملك الاسلام ولا يملكه المرشح المضاد له وأن هذا غير لائق.
وأكد الخرباوي، أنه لم يكتب كتابه ليفضح الإخوان، رغم أنه ليس مجتمع مقدس ففيه الجيد والسيئ، وقال أنا تعلمت من الرسول “ص” ثقافة النقد، وليس هناك من يقول أن رأيه حق، بل الكل يتحدث عن دائرة الصواب والخطأ، وبالتالي ما أراه بصورة قد يراه الباحث الأمير بشكل مختلف ومن تعدد الرؤى والأفكار نخرج بفكرة هي أقرب للصواب.
ثروت الخرباوي

ولد فى ثروت الخرباوي محافظة الشرقية عام 1957، بدأ حياته السياسية عضواً بحزب الوفد، ثم نقل نشاطه السياسي بانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين. كان أحد القيادات البارزة بجماعة الاخوان المسلمين وكان رئيس لجنة المهنيين بالجماعة، وهو محام مفكر وكاتب محترف.. انضم إلى جماعة الاخوان المسلمين كمحب عام 1978 وانضم كعضو مسجل عام 1984، واختلف معها على أثر قضية تقديم مختار نوح وآخرين إلى المحاكمات العسكرية عام 1999.. فصلته الجماعة عام 2002 لخروجه عن مبدأ السمع والطاعة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى