بعد 13 عاماً على “انتفاضة البحرين المنسية”: البحرينيون يقاومون بكل ما أوتوا من قوة بقلم توفيق الناصري

موقع مصرنا الإخباري:

إن الوحدة الوطنية المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي ووقف علاقات التطبيع السيئة، هي علامة ما على التغيير الدراماتيكي الإيجابي الذي فرضته عملية طوفان الأقصى.

منذ انضمام اليمن إلى المواجهة ضد كيان الاحتلال المؤقت -المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا- في البحر الأحمر، تصاعدت وتيرة القلق، خاصة في البحرين، التي قرر نظامها من جانب واحد الانضمام إلى ما يسمى حارس الرخاء، التي تأسست في 18 ديسمبر 2023، فيما تتصاعد الإجراءات القمعية ضد أغلبية البحرينيين -المعارضين للتطبيع- يوما بعد يوم.

ورغم أن الإمارات لم يتم تسميتها في هذا التحالف المشين؛ إلا أن مشاركتها الخفية لصالح الاحتلال هو أمر تسربته الصحف الأمريكية والإسرائيلية تباعا منذ بداية عملية فيضان الأقصى، مثل تبادل المعلومات أو استخدام أراضي الخليج لتنفيذ هجمات ضد أهداف مزعومة لها علاقة بالاحتلال. فصائل محور المقاومة. ولذلك فإن عملية حارس الرخاء صعدت من حمى المعضلات الأمنية والعسكرية في منطقة غرب آسيا برمتها، وليس في البحرين وحدها.

ومع ذلك، فإن قضية البحرين تبدو أكثر تعقيدا من قضية الإمارات، حيث تستضيف المنامة الأسطول الخامس الأمريكي، الذي يقوم بأعمال عدائية ضد اليمنيين – خاصة – وضد شعوب محور المقاومة – بشكل عام – بالإضافة إلى حقيقة أن النظام البحريني سيفشل بالتأكيد في التعامل مع أي تداعيات قد تفرضها الحرب المستمرة -ولو كانت محدودة- بسبب الأزمات الإضافية التي انتشرت منذ فبراير 2011.

وفي حين تبرأت دول مثل إيطاليا وإسبانيا مما يسمى بتحالف حراس الرخاء، مشيرة إلى أنهم أكثر قوة واستقرارا من نظام آل خليفة، فإن الأخير تغاضى عن تهديدات أنصار الله، بسبب الضربات العدائية التي شارك فيها خلال الحرب. فالعدوان على اليمن منذ عام 2015 جعلها -هذه المرة- أكثر حذراً في إعلان تواطؤها الحالي.

بعد مرور ما يقرب من 4 أشهر على حرب الإبادة الجماعية الصهيونية الأمريكية، لم تتوقف المسيرات العالمية الغاضبة التي خرجت تضامنا مع غزة. وهذا يعكس بالفعل انسجام الحس الإنساني مع اضطهاد الفلسطينيين، وكيف فشلت الدعاية الغربية المعادية في طمس الحقائق الدامغة عمدا، مما يجعل من الصعب على مشيخات الخليج الاصطفاف علانية مع أعداء الأمة، خاصة. فيما يتعلق بتورطهم – المباشر أو شبه المباشر – في العدوان الغاشم.

إن خطاب المنامة الحذر لا يرتكز على أسس مبدئية أو أخلاقية بقدر ما هو خوف واضح من غضب شعبي عارم، خاصة وأن البحرينيين من أوائل الشعوب العربية التي حشدت قواها السياسية والشعبية لدعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948. وكلما طالت أيام الحرب على غزة، كلما أصبح الزلزال السياسي والاجتماعي في البلاد أقوى وأكثر تأثيرا، خاصة وأن هناك إجماعا سنيا شيعيا ملحوظا على شرعية المحنة الفلسطينية.

يُشار إلى أن نظام المنامة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، اعتقل مئات المواطنين -فقط- بسبب إدانتهم للحرب الشنيعة على غزة.

ورغم أن هناك انتقادات موجهة للشعب البحريني وعدد من الشعوب العربية لعدم الانتفاض على حكامها، إلا أن التفاعل في البحرين، مقارنة بقسوة القبضة الأمنية والحس البوليسي المظلم، لا يزال هو الأبرز. الملفت في الأمر أن نظام المنامة ليس مهددا من قبل أنصار الله أو محور المقاومة. وبالتالي فإن سياساتها الحالية تعكس انفصالها التام عن الشعب. علاوة على ذلك، فإن هذه الوحدة الوطنية المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي ووقف علاقات التطبيع السيئة السمعة، هي علامة على التغيير الدراماتيكي الإيجابي الذي فرضته عملية طوفان الأقصى.

ومن جانبها، نأت الرياض – حسبما يُزعم – بنفسها عن الانخراط في التحالف، حتى لو تطلب ذلك اللجوء إلى يمنيين آخرين لإدانة أنصار الله. لكن انضمام البحرين إلى التحالف المشين يعني أن الرياض مشارك فعلي في التحالف.

وفي الوقت نفسه، فإن الحرب الحالية ضد غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا والعراق واليمن تتوسع بالفعل، ومن الجدير بالذكر أن معظم الحروب التي خلقتها واشنطن أو غذتها في المنطقة لم تكن متوقعة أو لم تكن متوقعة. للوصول إلى هذا الحد من الوقت والإصابات والدمار الذي وصلوا إليه. وهذا يدفعنا إلى القول إن سياسة البحرين تعني أن البحرينيين قد ينالون – لا سمح الله – نصيبهم من العدوان دون سابق إنذار، في منطقة لا يسعى لها الغطرسة الغربية مطلقا لا الاستقرار ولا الاستقلال.

انتفاضة البحرين
سوريا
الولايات المتحدة
قطاع غزة
عملية طوفان الأقصى
فلسطين
انصار الله
المعارضة البحرينية
البحرين
اليمن
البحر الاحمر
عملية حارس الازدهار
لبنان
غزة
القضية الفلسطينية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى