موقع مصرنا الإخباري:
“هم يبكى وهم يضحك”.. مثل وجدته في محله تماما مع مشاهدتى فيديو لسائق قطار بالأقصر يوقف القطار، ويغادر غرفة التحكم لينزل على القضبان لفك حمار – أعزكم الله – لا تندهش ولا تتعجب.. نعم لفك حمار لم يجد صاحبه مكانا مناسبا لربطه سوى قضيب السكة الحديد.
مع كل حادث قطار تقوم الدنيا ولا تقعد – هذا الأمر منطقى جدا نظرا لأن حوادث هذا المرفق الحيوى تكون كارثية، وتتسبب في سقوط الكثير من الضحايا، لكن الأمر غير المنطقى أن يتم تحميل الحكومة دائما المسئولية عن وقوع تلك الحوادث، ولدينا عدة سوابق مع حوادث وقعت وتم كيل الاتهامات للحكومة بالتقصير الإهمال، وتحميلها المسئولية الكاملة للحادث حتى دون انتظار التحقيق في أسباب الحادث، لنكتشف بعد ذلك أن المتسبب في الحادث شاب طائش، أو سائق قطار مهمل، أو قائد سيارة غير ملتزم بإشارة المزلقان.
اقرأ ايضاً: في تصعيد خطير: مصر تعلن عن فشل المفاوضات والسودان : نفكر في كافة الخيارات لحماية أمننا
لكن ومع مشاهدتك لهذا الفيديو، ستتفق معى أننا أمام كارثة محققة، أقل ما يقال عنها أنها مزيج من الجهل وانعدام الوعى والمسئولية واللامبالاة، سائق قطار يسير على قضبانه في طريقه المخصص، يفاجأ بحمار مربوط على القضبان، يقظة السائق الذى نقدم له كل التحية، ساعدته على إيقاف القطار قبل وقوع كارثة جديدة، مع اصطدام القطار بالحمار، ما سيؤدى بشكل محقق إلى خروج القطار عن القضبان، ومجددا نعيش كارثة جديدة وضحايا ومصابين جدد.
الدولة سخرت كل جهودها للارتقاء بهذا المرفق الحيوى، مزلقات إلكترونية.. تغيير القضبان.. استيراد جرارات جديدة حديثة.. عقد دورات تدريبية للسائقين.. صناعة عربات جديدة وتجهيزها لراحة ورفاهية الركاب.. مليارات الجنيهات تم تخصيصها من موازنة الدولة لإنقاذ السكة الحديد من الانهيار، في المقابل نفاجأ بمثل هذا المشهد المأساوى.
طالبنا مرارا بتخصيص حملات إعلامية لتوعية المواطنين بخطورة التعدى على قضبان السكك الحديدية، لكنى وقفت عاجزا أمام هذا السلوك.. أى حملات توعية يمكن أن تعدل سلوك هذا المواطن؟!.. يجب أن نفكر جديا في حلول غير تقليدية لمثل هذه التصرفات الخارجة عن ناموس الطبيعة.
دفن الرؤوس في الرمال، والتهمة الجاهزة بتحميل الحكومة المسئولية الكاملة، والتقاعس عن تقديم الحلول اللازمة لمواجهة مثل تلك التصرفات غير المسئولة، والسلبية في التعاطى مع مسببات الحوادث، تجعلنا على موعد متكرر مع كوارث جديدة يروح ضحيتها عشرات ومئات الأرواح البريئة.
بقلم خالد سنجر