بسبب مقتل إسرائيلين في أوكرانيا تصاعد حدة التوترات بين روسيا وإسرائيل

موقع مصرنا الإخباري:

تستمر التوترات الروسية الإسرائيلية بسبب الحرب الأوكرانية المتواصلة، حتى وصلت أخيرا إلى ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية عن مقتل تسعة إسرائيليين أثناء القتال بجانب القوات الأوكرانية، ما أثار نقطة خلاف جديدة بينهما، في ضوء عدم النفي الإسرائيلي الرسمي لوجود مقاتلين إسرائيليين في صفوف القوات الأوكرانية، وإن كانوا هناك بصفة شخصية، وغير رسمية.

لكن من الواضح أن هذه النقطة تحديدا تمثل إضافة نوعية لجملة الخلافات الناشبة بين موسكو وتل أبيب منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل قرابة أربعة أشهر، رغم أن وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تعلق على الكشف الروسي بشأن القتلى الإسرائيليين، الذي أوضح أن 35 إسرائيليا قاتلوا ضد روسيا في الجيش الأوكراني، قُتل منهم تسعة، وأن ثمانية إسرائيليين آخرين حاربوا ضدهم، غادروا البلاد بالفعل، واليوم يقاتل 18 إسرائيليا بجانب أوكرانيا.

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد في تقرير ترجمته “عربي21” أن “الروس أعلنوا أنه منذ بداية حرب أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، وصل 6,956 جنديا أجنبيا إلى أوكرانيا، يسمون “مرتزقة”، قتل منهم 1956 جنديا أجنبيا، وقد جاء معظمهم من أوروبا والولايات المتحدة، و64 دولة مختلفة يقاتلون من أجل أوكرانيا، مثل بولندا ورومانيا وبريطانيا وأمريكا الشمالية وكندا. وبحسب الإحصائيات الروسية فإن 200 سوري يقاتلون في صفوف الجيش الأوكراني، و61 تركيًا و355 جورجيا”.

وأضاف أن “روسيا اتهمت إسرائيل بدعم “النظام النازي الجديد في كييف” منذ اندلاع الحرب، وأن “مرتزقة” إسرائيليين يقاتلون الجيش الروسي، فيما ادعى الحاخام الأكبر لروسيا موشيه أسمان أن 200 إسرائيلي يقاتلون في الجيش الأوكراني، مع ظهور عدد من الإسرائيليين في أشرطة فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يقاتلون هناك، وربما ينفذون مهام معقدة”.

وتزامن هذا الكشف الروسي عن القتلى الإسرائيليين في الجيش الأوكراني، مع إعلان موسكو أنها بصدد صياغة مشروع قرار تقدمه لمجلس الأمن ضد إسرائيل، في أعقاب قصف طيرانها الحربي لمطار العاصمة السورية دمشق، قبل أسبوعين، والتسبب بخروجه عن الخدمة، ما أثار انتقادات روسية أكدت أنه لا يوجد أي مبرر للهجمات الإسرائيلية على المطار، كما أن الخارجية الروسية استدعت السفير الإسرائيلي لديها، وطالبته بتقديم توضيحات حول القصف، واعتبرت أن التبرير الذي ورد من الاحتلال غير مقنع، ودفعها هذا الانتقاد إلى تحرك غير مسبوق ضد إسرائيل في مجلس الأمن.

وجاء في مشروع القرار الذي صاغته روسيا، وستقدمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن الهجوم نفذ بشكل ينتهك القانون الدولي، ويقوض الاستقرار، وينتهك سيادة سوريا والدول الأخرى، وعليه، فإنه يجب محاسبة المسؤول على تنفيذ الهجوم لأنه أضر بشكل صارخ بالقدرة على مساعدة سوريا إنسانياً، وبعد استدعائه أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للسفير الإسرائيلي في موسكو أليكس بن تسفي، أن التفسيرات الإسرائيلية المقدمة لا ترضي الكرملين.

ومن الواضح أن المشهد أمام تصاعد في حدة الأزمة بين موسكو وتل أبيب حول قضايا عدة، سواء الحرب في أوكرانيا، أو الانزياح الإسرائيلي التدريجي مع المنظومة الغربية ضد روسيا، أو التوتر المتفاقم في الملف السوري، وآخره قصف مطار دمشق، مع إمكانية تدحرج هذا الخلاف بينهما إلى درجة تهديد عمل الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية، وفي هذه الحالة قد تذهب الأمور إلى منحنيات غير مسبوقة.

المصدر: عربي 21

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى