أكاذيب كثيرة نشرها المغرضون ضد المشروعات القومية المصرية، فى مقدمتها الشائعات التى انطلقت حول العاصمة الإدارية الجديدة على صفحات “فيس بوك” مدعومة بصور مفبركة لإقناع الجميع بأن هذا المشروع فشل.
وعلى الرغم من كونى صحفية منذ حوالى 14 عامت إلا أن فتنة “فيس بوك” نجحت فى أن تجعلنى أشك في بعض الأمور، خاصة المرتبطة بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى أن تيقنت بقيمة وأهمية هذا المشروع الحضارى العظيم، ولمست الجدية والإصرار فى تنفيذ هذا المشروع، بانتقال وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لمقرها الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة، ما كشف لى مدى كذب وتضليل بعض صفحات السوشيال ميديا، وقدرتها على تحريف الحقائق.
ذهبت منذ عدة أيام لعمل جولة داخل المقر الجديد لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالعاصمة الجديدة، ويتردد فى ذهنى الخوف من مشقة الطريق، وما اﻻستفادة من الذهاب لهذا المكان الذى يتردد عنه أن جميع المشاريع متوقفة، بحسب ما يتم ترويجه على السوشيال ميديا، ولكن فضولى الصحفى دفعنى للذهاب لأتمكن من رؤية العاصمة اﻹدارية بعينى، لأرى الأكاذيب تنهار أمام عينى.
بالفعل توجهت للعاصمة اﻹدارية الجديدة صباح يوم اﻷحد الماضى و اكتشفت بنفسي التضليل الذى يتم ترويجه بصفحات التواصل اﻻجتماعى، وصلت مدخل العاصمة الجديدة فى تمام الساعة 9 ونصف صباحا وجدت سيارات النقل الثقيل وتريلات محملة بالحديد واﻷسمنت ومواد البناء تملأ الطريق، وجدت مئات من العمال والمهندسين يباشرون عملهم وذهنى يردد ما هذا الكم من الكذب و التضليل الذى يستهدف المصريين، وجدت أيضا معظم المبانى الحكومية بالحى الحكومى انتهت أعمال البناء والتجهيزات بنسبة تصل لـ 95 % و تواجد نسبة كبيرة من موظفى الدولة.
وجدت بالعاصمة اﻹدارية الجديدة جمهورية جديدة تليق باسم هذا الوطن وجدت مقرات للوزارت مشرفة لمصر وتليق بالعاملين بهذه الدولة، شاهدت عمال يقوموا بأداء عملهم بمنتهى اﻹخلاص ولا يلتفتون للسوشيال ميديا و فتنتها و التنظير الذى يملئ صفحات فيس بوك.
أكثر ما لفت انتباهى داخل المقر الجديد لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة هو عدم المبالغة فى تكاليف المكاتب الخاصة بالعاملين، فالكل هنا فى الجمهورية الجديدة واحد، لا يفرق بين مسئول كبير أو موظف صغير سوى عمله، حرصت على دخول معظم مكاتب الوزارة التى اتسمت بتوحيد الديكور والفرش والأثاث المكتبي، حيث إننا اعتدنا أن تكون مكاتب المسئولين مميزة عن العاملين، ولكن هنا الوضع مختلف جميع المكاتب الخاصة بنائب الوزير والعلاقات العامة والمكتب الإعلامى والمكتب الفنى للوزير ومكاتب العاملين تضم نفس الأثاث المكتبي الموحد الذى يتسم بالشياكة، والبساطة فى نفس الوقت لتنتهى بذلك فكرة صرف مبالغ باهظة لتجهيز مكاتب المسئولين.
أخيرا أدعو جميع مستخدمى السوشيال ميديا عدم الانسياق وراء ما ينشر، وأن يفتخروا بما وصلت إليه بلدهم، وإن كنا جميعا نمر بظروف اقتصادية صعبة ولكنى على يقين بان هذه الازمة ستمر و ستعود الاوضاع باذن الله الى وضعها الطبيعي.
المصدر: اليوم السابع