انتصار غزة هذه المرة في لاهاي

موقع مصرنا الإخباري:

أصدرت محكمة العدل الدولية يوم الجمعة، في قرار طال انتظاره، أمراً لإسرائيل باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتقليل الخسائر البشرية والدمار في قطاع غزة المحاصر.

وجاء الحكم بعد مداولات استمرت أسبوعين أجراها قضاة محكمة العدل الدولية بعد أن رفعت جنوب أفريقيا قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل قبل شهرين. وفي حين طلبت المحكمة اتخاذ تدابير مؤقتة داخل غزة، إلا أنها لم تصل إلى حد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وهو ما طلبته جنوب أفريقيا أيضًا.

واحتفلت جنوب أفريقيا بالحكم ووصفته بأنه “انتصار حاسم” لسيادة القانون الدولي. وفي معرض إعرابها عن امتنانها لاستجابة محكمة العدل الدولية السريعة، أعربت الحكومة عن تقديرها للإجراءات المؤقتة وأعربت عن أملها الصادق في ألا تعرقل إسرائيل أوامر المحكمة.

وتزعم قضية جنوب أفريقيا المفصلة المكونة من 84 صفحة ضد إسرائيل أن النظام انتهك عمداً اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948 منذ بدء هجماته الأخيرة ضد قطاع غزة المحاصر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وفي اتفاق مع أغلب حجج جنوب أفريقيا، أعربت محكمة العدل الدولية عن اعتقادها أن بعض جرائم الحرب المزعومة قد حدثت على الأقل. علاوة على ذلك، رفضت محكمة العدل الدولية طلب إسرائيل برفض الدعوى، مؤكدة اختصاصها في الفصل في القضية.

وبموجب حكم محكمة العدل الدولية، فإن إسرائيل مُفوضة أيضًا بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ومقاضاة الأعمال التي تحرض على الإبادة الجماعية في المنطقة، حيث فقد ما يقرب من 26000 فلسطيني حياتهم بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية القاتلة. ويتعين على النظام تقديم تقرير إلى المحكمة خلال شهر واحد.

ورحب الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية بالتدابير المؤقتة. وقال وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي في بيان بالفيديو، إن “أمر محكمة العدل الدولية هو تذكير مهم بأنه لا توجد دولة فوق القانون”، مضيفا أن الحكم “يجب أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ لإسرائيل والجهات الفاعلة التي مكنت”. والإفلات من العقاب الراسخ”.

كما أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالحكم. وقالت في بيان إن “قرار محكمة العدل [الدولية] يعد تطورا مهما يساهم في عزل إسرائيل وكشف جرائمها في غزة”.

ومع ذلك، كان رد فعل السياسيين الإسرائيليين قويا على الحكم وأوضحوا بالفعل أنهم لن يحترموا قرار المحكمة التابعة للأمم المتحدة الذي نال استحسانا عالميا.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القضية التي حظيت باهتمام دولي كبير ووصفها بأنها “شائنة” وتعهد بالمضي قدما في حربها بلا هوادة على الفلسطينيين. وقال “سنواصل القيام بكل ما هو ضروري للدفاع عن بلادنا والدفاع عن شعبنا”.

وبدا أن أحد كبار أعضاء الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، والمعروف بتعليقاته العنصرية والتحريضية ضد الفلسطينيين، يسخر من أمر المحكمة على وسائل التواصل الاجتماعي. “لاهاي شماغ”، كتب إيتامار بن غفير على موقع X بعد وقت قصير من إعلان الحكم.

أعرب نشطاء حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم عن خيبة أملهم إزاء عدم وجود تفويض لوقف فوري لإطلاق النار، على الرغم من اعترافهم بأن الحكم يمكن اعتباره انتصارًا بالغ الأهمية للفلسطينيين، الذين تحملوا 75 عامًا في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.

كما سلط بعض المراقبين الضوء على أن قرار محكمة العدل الدولية يمكن أن يكون بمثابة نقطة انطلاق لمحاسبة السياسيين الإسرائيليين المتواطئين في جرائم الحرب ضد الفلسطينيين أمام القانون.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى