علق السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، خلال خطابه بمناسبة الذكرى السنوية لعاشوراء ، على التصعيد الأخير للعنف المميت من قبل “العدو الإسرائيلي” في فلسطين ، قائلاً: “التصعيد الذي واجهته حركة الجهاد الإسلامي ، التي قدمت فيها قادتها ورجالها الأبطال ، تذكرنا بواجبنا المستمر تجاه الشعب الفلسطيني “.
وأشاد قائد الثورة اليمنية برد الفعل الفلسطيني على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر ، وحث سكان غزة على عدم إتاحة أي فرصة لنظام الاحتلال لمواجهة فصيل واحد من المقاومة في القطاع الساحلي.
وأوضح أن الكيان الإسرائيلي حاول استهداف حركة الجهاد في غزة دون باقي الفصائل بطريقة مخادعة ، محذرا من أن الكيان سيستخدم هذا التكتيك باستهداف كل فصيل على حدة من أجل التفريق بين المقاومة الموحدة المعادية لإسرائيل.
وقال عبدالملك ، مخاطبًا أبناء غزة المقاومين في فلسطين ، إن “الواجب الأخلاقي والإنساني للإخوة في فلسطين هو الحفاظ على وحدة موقفهم في مواجهة أي تصعيد صهيوني ، والمحافظة على درجة عالية من الوعي واليقظة ، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد”. المستوى المطلوب من التعاون والتعامل مع الأسباب بعوامل القوة “.
وشدد على أن مسؤولية الأمة اليمنية إلى جانب العالم الإسلامي هي الوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعمه. وأشار إلى أن على العالم الإسلامي أن يتخذ الموقف والمسار الصحيح من القضية الفلسطينية في مقاومتها لكيان العدو الإسرائيلي والسعي لطردها من فلسطين مع دعم الشعب الفلسطيني في هذا الحق الشرعي لاستعادة ما يخصه.
وحذر من من وصفهم بالعلماء الأشرار الذين يسعون إلى تبرير التطبيع مع “إسرائيل” وخضوعهم المعلن والواضح للولايات المتحدة بينما يحاولون تبرير التطبيع مع كيان الفصل العنصري المغتصب تحت شعارات دينية. وأشار إلى أن العنوان الإبراهيمي المستخدم لصفقات التطبيع بين النظام الإسرائيلي المحتل وكل ما يتعلق بذلك جاء في سياق تحريف الآيات القرآنية لخدمة أعداء العالم الإسلامي.
وأوضح عبد الملك أن أعداء العالم الإسلامي يتبعون منهجية إزالة الحقيقة في عقيدتهم ونهجهم وسلوكهم ، مع إحلال الباطل مكانها ، معتبرين أنهم “عندما ينجحون في الاستقلال الحقيقي الذي يتخلص منه”. التبعية في العالم الإسلامي عندها سيكونون قادرين على السيطرة عليه “.
واضاف ان “الولايات المتحدة والاسرائيليين يريدون حيد العالم الاسلامي عن الحقيقة في كل مناحي الحياة” ، مشيرا الى ان التوجه الامريكي الاسرائيلي توجه شيطاني يستهدف المجتمع الانساني وفي مقدمته المجتمع الاسلامي.
وتابع “أمريكا والصهاينة يتآمرون على العالم الإسلامي وينشرون الفتنة ، وكل هذه الأوصاف تعادل استهداف العالم الإسلامي في دينه وحياته” ، لافتاً إلى أن “قبول سيطرة الأعداء يعني خسارة كل شيء ، وخسارة الدنيا والآخرة “.
وأشار إلى أن أعداء الإسلام يسعون لتمرير التطبيع [مع إسرائيل] ، موضحًا أن جزءً كبيرًا من مؤامرات الأعداء تهدف إلى اختراق الأمة من الداخل ، حيث أن الحرمة الأخلاقية والدينية تشكل حصنًا كبيرًا.
وحذر عبد الملك من أنه “عندما قبل بعض أبناء العالم الإسلامي إهمال المسجد الأقصى (ثالث أقدس مواقع الإسلام في فلسطين المحتلة) ، قبلوا إهمال الكعبة والمدينة (أول وثاني أقدس مواقع الإسلام على التوالي)” ، مشيرًا إلى أن التعدي على الكعبة هو خطوة تطبيع ، وكل هذه الخطوات هي انتهاك للمحرمات في الإسلام وإهانة للعالم الإسلامي.
وأشار إلى ذلك مشيرا إلى أنه مع خطوات التطبيع تبرز خطوات عدائية تجاه الداخل الإسلامي وحرية العالم الإسلامي ، موضحا أنه “كلما رأينا الولاء لأمريكا وإسرائيل يتزايد ، تزداد كراهية كل هؤلاء”. الذين يواجهونهم بين أبناء العالم الإسلامي يزداد “.
وأشار عبد الملك إلى أن العداء السعودي [ضد اليمن] وإحدى الرسائل التي يتم إيصالها للمحاربين في فلسطين اليوم أصبح واضحا قائلا “في السعودية يمكنك إعلان ولائك لإسرائيل في وسائل الإعلام ، ولكن إذا أعلنت الموقف الداعم لفصائل المقاومة في فلسطين انتم معرضون للسجن “.
ومن الأمثلة التي سلط عليها الضوء فتح “المجال الجوي لمكة والمدينة للصهاينة في وقت كان المجال الجوي اليمني مغلقًا أمام الشعب اليمني ، وهي حالة تظهر طبيعة التحالفات اليوم”.
وشدد عبدالملك على مبدأ الأخوة تجاه التحديات والأخطار التي تواجه العالم الإسلامي كتيار إسلامي يمثله يوجه الاهتمام الحقيقي للعالم الإسلامي بقوله “إننا نؤكد اعتزازنا بإخواننا بالأحرار في العالم الإسلامي وأننا جزء من محور الجهاد والمقاومة”.
وأضاف: “لن ندخر جهدا في مواجهة المؤامرات الأمريكية” ، مؤكدا تضامننا مع شعوب عالمنا الإسلامي في التحديات التي يواجهها في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ونصح الزعيم الثوري الشعبي التحالف الذي تقوده السعودية باغتنام فرصة الهدنة للخروج من المأزق الذي يجد نفسه فيه في اليمن وإنهاء العدوان والحصار وإنهاء مؤامراتهم ضد البلاد.
وتطرق إلى معركة كربلاء قائلا إن الإمام الحسين يمثل امتدادا للإسلام الأصيل ورسول الله وضحى بكل شيء لرفع العالم الإسلامي وإنقاذه من أعدائه ، موضحا أن ثورة الإمام الحسين جاءت لمواجهة انقلاب على الإسلام.
وأضاف: “حكم يزيد [الطاغية في ذلك الوقت] كان تهديدًا للعالم الإسلامي ، لأنه انتهك حرمة المدينة المنورة ومكة وأحرق الكعبة ، ولم يقدّر حرمة أي من مقدسات المسلمين”.
وأوضح عبد الملك أن الولايات المتحدة و “إسرائيل” امتداد لنهج يزيد [القاسي] ، ومن يقف إلى جانبهم ويعمل معهم من العالم الإسلامي يقف إلى جانب جنود يزيد الذين هاجموا الإمام الحسين. وأشار إلى أننا أمة مستهدفة حيث كانت مستهدفة في عهد الإمام الحسين بنفس مستوى التآمر على العالم الإسلامي.
وأوضح أن “أعداءنا يسعون إلى إذلالنا وقهرنا واستعبادنا والسيطرة علينا ، ويسعون إلى انحراف العالم الإسلامي حتى في ولاءاته ليكون مطيعًا وخاضعًا لأعدائه ، مشيرًا إلى أن الأمريكيين والإسرائيليين لديهم عقدة أن المسلمين العالم مستقل ولا يقبل التبعية “.
وشدد عبد الملك على أن مصدر الخطر الإيزيدي المعاصر هو أمريكا و “إسرائيل” وعملائهما ، مؤكدًا أن الواقع يتطلب منا الوقوف في موقف الإمام الحسين في رفض الاستسلام والظلم.
وأشار إلى أن نفس التوجهات التي تحرك بها يزيد وحلفاؤه تحرك أعداء الأمة اليوم في عصرنا ، مؤكدا أن انتمائنا الإسلامي يحتم علينا الوقوف في موقف الإمام الحسين في سياق مواجهة الأعداء.
وتطرق عبدالملك كذلك إلى محاولات أعداء العالم الإسلامي إفساد المفاهيم الدينية لتضليل العالم الإسلامي حتى لا يقف في طريق سيطرتهم عليه ، قائلاً: “الأعداء يعملون من خلال منصات الشر وعلماء الضلال”. لإضفاء الشرعية على جميع أشكال الانحراف باسم الدين ، وهذه عملية إفساد للدين نفسه “.
فيما دعا الشعب اليمني “العزيز” إلى أن يكون في حالة الاستعداد واليقظة الكاملة لمواجهة الأعداء في ظل احتمال وقوع أي محاولات غادرة لخرق الهدنة المؤقتة.