موقع مصرنا الإخباري:
تطوير المتاحف والمواقع الأثرية أصبح من أولى أولويات الدولة المصرية، حيث شهدنا خلال السنوات السبع الماضية طفرة فى أعمال تطوير المتاحف، وذلك فى إطار فى إطار رؤية ورسالة الدولة المصرية للنهوض بقطاعى السياحة والآثار، وتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة، والمحافظة على الإرث الحضارى المصرى الفريد للأجيال القادمة.
ومن بين المتاحف التى يتم تطويرها فى الوقت الحالى، المتحف المصرى بالتحرير، والذى من المقرر انتهاء العمل به خلال نهاية العام، حيث سيصبح فى ثوبه الجديد من خلال إعادة سيناريو العرض المتحفى، وإعادة تأهيله حسب ما يتناسب مع تاريخ أحد أكبر المتاحف العالمية لما يحتويه من قطع أثرية تتجاوز 136 ألف قطعة أثرية.
ومع تطوير وترميم المتحف تعيد علينا من جديد أحداث حقبة مهمة فى التاريخ المصرى القديم، فمثلًا تذكرنا بسبب تأسيس المتحف المصرى، حيث كان النواة وراء إنشاء المتحف المصرى هو فك الرموز الهيروغليفية المصرية القديمة بعد دراسته لحجر رشيد بواسطة عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، وبالتحديد يوم 27 سبتمبر من عام 1822م، الذي كان مكانه في بيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة، حيث أمر محمد علي باشا بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة إلى متحف الأزبكية، وأسند إدارتهما إلى يوسف ضياء أفندي، بإشراف رفاعة الطهطاوي.
وبعد وفاة محمد على عادت سرقة الآثار مرة أخرى وسار خلفاؤه على نهج الإهداء فتضاءلت مقتنيات المتحف، وفى عام 1858م، تم تعيين “مارييت” كأول مأمور لإشغال العاديات، أى ما يقابل حاليًا رئيس مصلحة الآثار، فوجد أنه لا بد من وجود إدارة ومتحف للآثار، ولذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التى عثر عليها أثناء حفائره “مثل آثار مقبرة إعح حتب”.
وفى عام 1863م أقر الخديوى إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية لكن لم ينفذ المشروع وإنما اكتفى بإعطاء مارييت مكانًا أمام دار الأنتيكخانة فى بولاق ليوسع متحفه، لكن فى عام 1878م حدث ارتفاع شديد فى فيضان النيل ما سبب إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته، وأعيد افتتاح المتحف فى عام 1881م، وفى نفس العام توفى مارييت وخلفه “ماسبيرو” كمدير للآثار وللمتحف.
وفى عام 1890م وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلى سراى الجيزة، وعندما جاء العالم “دى مورجان” كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات فى المتحف الجديد الذى عرف باسم متحف الجيزة، وفى الفترة من 1897 حتى 1899م جاء لوريه كخليفة لدى مورجان، ولكن عاد ماسبيرو مرة أخرى ليدير المصلحة والمتحف من عام 1899 حتى 1914م، وفي عام 1902م قام بنقل الآثار إلى المبنى الحالي للمتحف “في ميدان التحرير” وكان من أكثر مساعديه نشاطًا في فترة عمله الثانية العالم المصري أحمد باشا كمال الذي كان أول من تخصص في الآثار المصرية القديمة وعمل لسنوات طويلة بالمتحف.
أما أول مدير مصري للمتحف فكان “محمود حمزة” الذي تم تعيينه عام 1950م، هذا وقد كان للمتحف دليل موجز وضعه ماسبيرو يرجع إلى عام 1883م إلا أنه قام بعمل دليل كبير للمتحف الجديد ظل يطبع ويكرر من عام 1915م حتى الآن.
بقلم أحمد منصور