موقع مصرنا الإخباري:
يسلط المقال الأخير الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست الضوء على إيقاف روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، ليس فقط لدعم الكشف الرائد الذي نشره موقع مصرنا الإخباري قبل أكثر من عام، بل أيضاً للتحقق من صحته.
يؤكد كلا المنشورين الآن الأسباب الكامنة وراء سقوط مالي، والتي تدور حول مزاعم سوء التعامل مع الوثائق السرية والانتهاكات المحتملة للأمن السيبراني.
ولعب مالي، الذي عينه الرئيس بايدن في عام 2021، دورًا رئيسيًا في محادثات القنوات الخلفية مع إيران. ومع ذلك، في أبريل 2023، تم منحه إجازة وتم تعليق تصريحه الأمني دون تفسير رسمي.
أثار التقرير الحصري لموقع مصرنا الإخباري، الذي نُشر في 10 يوليو 2023، الدهشة في البداية برؤيته التفصيلية حول الظروف الغامضة المحيطة بإيقاف مالي. على الرغم من الشكوك الأولية التي أبدتها بعض الجهات، سلط التحقيق الذي أجراه موقع مصرنا الإخباري الضوء على الأسباب الحقيقية وراء إيقاف روبرت مالي عن العمل، وسلط الضوء على قصة تجاهلتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية في البداية.
وقد عرض المقال الذي نشره موقع مصرنا الإخباري رؤى حول الظروف الغامضة المحيطة برحيل مالي، وسلط الضوء على أن علاقات مالي الوثيقة مع المستشارين الإيرانيين غير الرسميين ومناقشاته التي تجاوزت الحدود المسموح بها ساهمت على الأرجح في تهميشه. وأشار التقرير الحصري أيضًا إلى أنه على عكس بعض التحليلات، فإن رحيل مالي لا يعني تحولًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، بل هو مسألة داخلية، مما يؤكد سقوط مالي غير المقصود بسبب قربه من شركاء إيرانيين غير رسميين.
يعد التحقيق اللاحق الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست، والذي نُشر في 8 مايو 2024، بمثابة تأكيد مهم على النتائج السابقة التي توصل إليها موقع مصرنا الإخباري. وبالتعمق في الادعاءات ضد مالي، توضح صحيفة واشنطن بوست تفاصيل كيف قام مالي بنقل وثائق سرية إلى حساب بريده الإلكتروني الشخصي وتنزيلها على هاتفه الخلوي الشخصي. علاوة على ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن جهة فاعلة إلكترونية معادية ربما استغلت نقاط الضعف في أجهزة مالي للوصول إلى المعلومات الحساسة.
يسلط المقال الضوء على الإحباط السائد في الكابيتول هيل بشأن نقص المعلومات العامة حول القضية. ويطالب المشرعون في الولايات المتحدة بالوضوح بشأن تفاصيل التحقيق، بما في ذلك عدد الوثائق السرية المعنية وتداعياتها المحتملة على الأمن القومي.
بالنسبة الى واشنطن بوست، يرى منتقدو مالي في الكونجرس أنه ودود للغاية مع إيران وحلفائها. وعلى الرغم من هذه الادعاءات، لم يتم توجيه اتهامات رسمية إلى مالي بارتكاب جريمة، مما تركه في حالة من عدم اليقين.
ويؤكد هذا التقارب في التقارير خطورة الادعاءات الموجهة ضد مالي وتداعياتها على الأمن القومي. كما يسلط الضوء على تحديات الحفاظ على الأمن السيبراني في المسائل الدبلوماسية الحساسة، خاصة عند التعامل مع الجهات الفاعلة المؤثرة مثل إيران.
حقيقة أن هذه الاكتشافات تم تأكيدها الآن من قبل مصدر أمريكي مثل صحيفة واشنطن بوست تثير تساؤلات حول شفافية الحكومة الأمريكية في التعامل مع مثل هذه الحالات والحاجة إلى المساءلة في مسائل الأمن القومي.
للمضي قدمًا، من المرجح أن يكون هناك تدقيق متزايد حول كيفية تعامل إدارة بايدن مع هذه الادعاءات وما إذا كان سيتم توجيه أي تهم ضد مالي. وكما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، تواجه الإدارة الأمريكية ضغوطًا إما لتبرئة اسم مالي أو متابعة الإجراءات القانونية، لأن الوضع الذي لم يتم حله للقضية يعيق قدرتها على إدارة العلاقات الدبلوماسية بشكل فعال مع إيران والجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى في غرب آسيا.
تم تعيين مالي بعد وقت قصير من تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في عام 2021، وكانت مهمته محاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 بعد قرار الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب عام 2018 بالتخلي عن الاتفاق وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.