واصبر على ما أصابك.. نداء للأقوياء

موقع مصرنا الإخباري:
هل يستطيع أى إنسان أن يقطع لنا بأن حياته قد مرت على هواه، وأنه لم يبتلى بشيء فى أيامه، وأن الدنيا أطاعته فى كل شيء؟ عن نفسى لم ألتق هذا الإنسان حتى الآن، ولكننى التقيت أناسا صابرين يواجهون كل ما يقع في حياتهم بعقل واع وقلب مؤمن.

يقول الله سبحانه وتعالى على لسان الحكيم لقمان فى السورة التى تحمل اسمه “يَا بُنَى أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”، إذن الحقيقة الأولى التى علينا مواجهتها أن الإنسان مصاب، وأن ذلك من سنة الحياة التي لا مبدل لها، ولا رد لأفعالها.

والصبر ليس سهلا، كما يتبادر إلى أذهاننا، خاصة أننا دائما ما ننصح به الآخرين به، نقول لكل من يشكو “اصبر” نقول لكل من يفقد شيئا “اصبر”، ولكن عندما نصاب نحن بشيء نجزع ونصرخ، والجزع والصراخ أمر طبيعى جدا، الصبر هو الصعب لذلك تقول الآية عنه “إن ذلك من عزم الأمور”.

وعزم الأمور، من معناها النية القوية لفعل الشيء، يعنى أن تعاند هواك وتقرر أن تفعل هذا الفعل، بالتالى هو أمر شجاع يحتاج قوة إيمانية.

والصبر لا يعنى الاستسلام للأمر الواقع، بل معناه “النفس الطويل” فى مواجهة الأشياء، يصبر الإنسان فى عمله لإيمانه بأن أهدافه وأحلامه سوف تتحقق غدا، يصبر الإنسان فى حياته الأسرية لإيمانه بأن الزمن كفيل بإصلاح أشياء وبأن أبناءه قادرون على النجاة به، يصبر الإنسان على فقد أحبائه لإيمانه بأن الله قد أرسلهم إلى مكان أفضل تسعهم فيه رحمته.

بقلم
أحمد إبراهيم الشريف

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى