السفارة الصهيونية في المنامة: تراجع مخزي في التبعية السياسية

موقع مصرنا الإخباري:

ليس هناك جنوح شنيع أسوأ من جريمة التطبيع مع كيان الاحتلال المؤقت. وهذا استنتاج متفق عليه بين شعب البحرين والشعوب العربية، بغض النظر عن توجهاتها الطائفية أو السياسية، فليس هناك شذوذ أو ورم سرطاني خبيث في الجسم العربي مثل الوجود الصهيوني الخبيث.

وليس من قبيل الصدفة أن يتعمد هذا الكيان المؤقت اختيار مواعيد زيارات شخصياته السياسية إلى دول الخليج العربي، كما ليس من قبيل الصدفة أن يتم افتتاح سفارته في المنامة في هذا الوقت المحدد. خلف كل تاريخ رسالة يريد الكيان المؤقت ترسيخها!

تاريخياً، تعود العلاقات التي تربط الأسرة الحاكمة في البحرين بالكيان المؤقت إلى منتصف التسعينات، لكنها اتخذت طابعاً علنياً وحميمياً منذ عام 2007، أي بعد عقد من الزمن على اللقاء السياسي الأول الذي جمع مسؤولين بحرينيين مع إسرائيليين. تلك.

وعلى مدى العقدين الماضيين (1996 حتى الآن)، نشأت في هذه الدول جوقة مناصرة للصهيونية، متحمسة للدفاع عن الكيان المؤقت، وشيطنة أي مقاومة له داخل فلسطين أو في الفضاء العربي.

وتحظى هذه الجوقة الآن بمكانة متميزة، خاصة بعد الإعلان الرسمي عن اتفاقيات التطبيع. إلى جانب ذلك، فإنهم يتمتعون بدعم كبير من مراكز القرار السياسي في كيان الاحتلال الاستعماري. وفي موازاة ذلك، توفر أنظمة الخليج الفارسي الخدمات التي تحتاجها لممارسة الدور الخبيث المنوط بها.

ورغم ذلك تبقى أغلبها مجرد أدوات رخيصة يتلاعب بها الكيان المؤقت لتمرير مشاريعه الخطيرة على المدى القصير والمتوسط، والتي تستهدف البناء الثقافي والاجتماعي لمجتمعات الخليج العربي.

ولعلنا نتذكر الدور الرقابي والتنفيذي الذي لعبه نائب وزير الخارجية عبد الله آل خليفة خلال فترة عمله رئيسا لمركز حمد للتعايش السلمي.

وأنشئ هذا المركز بأمر ملكي من حاكم البحرين حمد بن عيسى عام 2018 ويتبع للديوان الملكي، ومن بين أعضائه إبراهيم النونو، أي رجل إسرائيل في البحرين.

وتمكن المركز خلال السنوات الماضية من توسيع عمله وهو الآن مشغول بالعديد من المشاريع الاستعمارية الكبرى، بما في ذلك تعديل مناهج التعليم البحريني وتوجيه المئات من الطلاب البحرينيين للدراسة في الأراضي المحتلة من خلال منحهم منح تعليمية، بالإضافة إلى ذلك إلى غيرها من المشاريع المخفية التي لم يتم تداولها علناً بعد.

وفق معطيات ساذجة، ومن باب رغبتها في الحفاظ على العرش، تراهن العائلة الحاكمة في البحرين على أنها قادرة على جر شعب البحرين إلى القبول بالاحتلال!! ومع ذلك فهو وهمي؛ والدليل على ذلك أنها فشلت، منذ احتلالها للبحرين عام 1783، في كسب ثقة المواطنين الأصليين أو في إقامة رأي سياسي مشترك معهم أو ثقة سياسية.

عملياً، يمثل هذا الرهان الساذج صدمة مزمنة ومتهورة لدى من اتخذوا قرار التطبيع، أقصد عائلة آل خليفة التي تعيش أزمة سياسية وأخلاقية!

وفي ضوء ذلك فإن معارضة التطبيع تصبح مطلبا عقلانيا وإنسانيا لأنه يعني رفض منطق الاحتلال بكافة أشكاله، خاصة تلك المقنعة بشعارات “التعايش والسلام”، بما في ذلك خطوة فتح السفارة الإسرائيلية في المنامة مؤخرا. .

واللافت أن العدو الإسرائيلي لا يخفي مشاريعه، فالعقلية الصهيونية تقوم بشكل صريح على الهيمنة الاستعمارية ومعاملة سائر الشعوب كعبيد، وفق منطقها التلمودي!

وعليه، يمكن التأكيد على أن “السفارة الإسرائيلية في المنامة” ستكون مركزًا لعمليات تهويد وهيمنة واسعة النطاق لن تؤثر فقط على هوية البحرين الثقافية والسياسية، بل على المنطقة بأكملها. ولا بد من الإشارة إلى أن السفارة الإسرائيلية تعتبر وكراً استخباراتياً وتجسسياً عالي الجودة يهدد أمن غرب آسيا والعالم أجمع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى