الحرب الأميركية على غزة والخلاف بين الحليفين

موقع مصرنا الإخباري:

يهدف هذا التحليل إلى تسليط الضوء على دور الولايات المتحدة في هذه الحرب وكشف ما تحاول الولايات المتحدة ترويجه حول الخلافات بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي للتعتيم على دورها ومسؤوليتها الكاملة عن جرائم هذه الحرب.

منذ اندلاع العدوان الصهيوني على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، أدلى غالبية مسؤولي الإدارة الأمريكية بتصريحات بشأن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ورسموا الخطوط العريضة لما تنوي إدارة الرئيس جو بايدن القيام به لحماية “إسرائيل” “وهو في “خطر وجودي”.

طوال ستة أشهر من العمليات العسكرية، التي تعرض خلالها قطاع غزة لغزو بري وجوي وبحري كامل بهدف القضاء على حركة حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، تركزت رواية الحرب على قضيتين أساسيتين: القضية الأميركية. الموقف الذي لم يتغير حتى الآن: دعم العملية العسكرية الصهيونية ومنع وقف إطلاق النار، بشرط إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.

ويتفرع هذان الموقفان الأساسيان إلى قضايا أهمها: قتل المدنيين الفلسطينيين واتهام “إسرائيل” بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحقهم، منع دخول المساعدات، استهداف المستشفيات، تهجير الفلسطينيين، حل الدولتين، الموقف في اليوم التالي، وإدارة «الحركات الإسرائيلية المتطرفة» التي تعتدي على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وغيرها من القضايا التي تقول الإدارة الأميركية إنه يجب معالجتها بما يرجّح خطاب الحرب لصالحها ويوجه عواقب الحرب. هذه الحرب بعيداً عنها، وأيضاً للحفاظ على إمكانية التواصل لاحقاً مع الفلسطينيين الذين يهدف الصهاينة لتمكينهم من إدارة شؤون القطاع بعد توقف العمليات العسكرية.

ويهدف هذا التحليل إلى تسليط الضوء على دور الولايات المتحدة في هذه الحرب وكشف ما تحاول الولايات المتحدة ترويجه حول الخلافات بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي للتعتيم على دورها ومسؤوليتها الكاملة عن جرائم هذه الحرب. ويعود تصوير الخلاف الشخصي بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تمسك الإدارة الأمريكية بـ”فرض السلام نهائيا” بحسب بايدن، وحماية المدنيين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، وفرض حل الدولتين. وغيرها من القضايا التي تثيرها الإدارة الأمريكية ضد الحكومة الصهيونية، والتي تزعم أنها وراء المشاحنات اللفظية بين الطرفين، وليس حقيقة أن الجدول الزمني المحدد لإنهاء حماس وحركات المقاومة في غزة لم يتطابق مع خطة الإدارة الأمريكية. التوقعات، إذ تنبأت بانتصار قوات الاحتلال في معركة سريعة.

التباين بين الإدارتين الأميركية و”الإسرائيلية” يعود إلى محاولة الطرفين إملاء ما يجب على الآخر فعله. وتريد الإدارة الأميركية الحالية تحقيق نصر عسكري سريع لاستغلاله في حشد التأييد في الانتخابات الرئاسية الجارية. ومنذ مرور أشهر دون أي تقدم حقيقي لقوات الاحتلال في القضاء على حركة حماس وتحرير أسراها، مع اقتراب موعد الانتخابات في 5 نوفمبر 2024، وتراجع أرقام الاستطلاعات لصالح الرئيس بايدن، بدأ الأخير بإثارة القضايا والتي يرجح أن تكون سبب تراجع شعبيته، وفي الوقت نفسه يكرر نفس القضايا المتعلقة بـ”حماية المدنيين”، ويثير جميع المسؤولين الأميركيين من الصف الأول تقريباً مسألة ضرورة حمايتهم من الاستهداف، وضرورة التفريق بينهم وبين مقاتلي المقاومة.

والحقيقة الصارخة هي أنه خلال زيارة الرئيس بايدن إلى فلسطين المحتلة في 18 أكتوبر 2023، لإظهار الدعم للصهاينة والمشاركة في مجلس الحرب الخاص بهم، خلال شهره الأول كقائد أعلى للعدوان على غزة، تم إرسال أطنان من وانهالت الذخائر الأمريكية على قطاع غزة مستهدفة المدنيين. ونفى الرئيس بايدن حينها مجزرة المستشفى المعمداني (17 أكتوبر 2023)، التي قُتل فيها مئات الفلسطينيين في هجوم إسرائيلي مباشر على المدنيين المتجمعين في باحة المستشفى، ونسبها بدلا من ذلك إلى الفصائل الفلسطينية.

وحينها لم يكن الجدول الزمني للانتخابات يضغط على الرئيس الأمريكي، وكان القرار الأمريكي بتصفية المقاومة في غزة في أوج قوته، وتتماشى مصلحته في تصعيد الاعتداءات على حماس وتهديد محور المقاومة مع تلك التي قام بها بنيامين نتنياهو في شن حملة عسكرية كبيرة على قطاع غزة، يخرج منها منتصراً ويهيمن على رئاسة الوزراء لسنوات عديدة، مما يجعله في مصاف قادة “إسرائيل” الكبار. ومع ذلك، فقد تم وضع حد لتطلعاته بسبب الصمود الأسطوري الذي حققه حركة حماس وبقية فصائل المقاومة.

مع عدم تحقيق قوات الاحتلال الإسرائيلي أي تقدم في الأهداف الأصلية للحرب؛ والتي تمثلت باستسلام حماس وتحرير الأسرى، أصبح من الضروري على نتنياهو إطالة أمد الحرب وتنفيذ «رؤية مختلفة» عن الرؤية الأميركية. وسترتكز الخطة الجديدة على إنهاء أي تواجد مادي لحركة حماس، سواء كان مدنيا أو عسكريا، حتى على حساب الموظفين المكلفين بتنظيم توزيع المساعدات، أو على حساب أعضاء البلديات المحلية الذين يقومون بأعمال روتينية، متهمين إياهم العمل مع حماس، مما يعني إمكانية استهداف جميع المدنيين تحت هذه الذريعة.

بالإضافة إلى استخدام القوة العسكرية المباشرة لفرض السيطرة، وإرهاق المؤسسات الغذائية والصحية في القطاع، والحصار، والقتل الوحشي اليومي من خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي للأحياء السكنية. وتهدف هذه “الرؤية” إلى معاقبة أهل القطاع على تمكين المقاومة والتمسك بعقلية المقاومة، مما يجعلهم يدفعون ثمناً باهظاً.

وقد تنجح في خلق حركة مناهضة للمقاومة، أو على الأقل تمكين شريحة فلسطينية أو قيادات فلسطينية من أخذ زمام المبادرة للسماح للاحتلال بوضع خطط للسيطرة على قطاع غزة، مع تهميش سلطات حماس القائمة.

ومن خلال ذلك يتوقع نتنياهو تحقيق بعض أهداف الحرب الأصلية بالقول إنه قضى على وجود حماس وجميع كتائبها في قطاع غزة، وهي الحجة التي يريد تنفيذها لتبرير اجتياحه لرفح القريبة من القطاع. الحدود مع مصر، حيث يتركز الفلسطينيون بسبب نزوحهم من الشمال. وينذر هذا النزوح بكوارث إنسانية ضخمة على أرواح البشر وممتلكاتهم، وهو الوضع الذي ترفضه إدارة بايدن تماماً، لتأثيره السلبي على الشأن الداخلي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

وفي الوقت نفسه، يعرف نتنياهو أن إطالة أمد الحرب وتجنب التوصل إلى صفقة ناجحة مع حماس لإطلاق سراح الأسرى من شأنه أن يخفف من أزماته السياسية والقضائية الشخصية التي كانت تلوح في الأفق قبل 7 أكتوبر. كما أن رؤية الإدارة الأميركية تخدم مصالحه.

وهكذا، من ناحية، تثير الإدارة الأمريكية قضايا ثانوية تضر بسمعتها، مثل “حماية المدنيين” ومواجهة المتطرفين الصهاينة داخل حكومة نتنياهو من أجل تعويض تراجع معدلات الدعم، بينما تستمر الولايات المتحدة من ناحية أخرى لتسليح “إسرائيل” التي تلقت أكثر من 300 طائرة ونحو 50 سفينة تحمل ذخائر ومعدات عسكرية تحتوي على نحو 35 ألف طن من أنظمة الأسلحة والذخيرة وأسلحة أخرى، بحسب صحيفة “يسرائيل هيوم”، في مثال واضح على الازدواجية الأمريكية.

في هذه الأثناء، يضرب نتنياهو على الوتر العاطفي في تقليص دعم اليهود الأميركيين لبايدن من خلال اتهامه بأنه ينوي التخلي عن «دولة إسرائيل»، فيما يتطلع إلى وصول منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب. اللافت أن لدى ترامب خيارات سياسية واضحة تدعم بشكل مطلق «إسرائيل» وتوجهات نتنياهو لحل الدولتين، وقدرته على فرض التطبيع من خلال التهديد بحرمان الحماية الأميركية من أنظمة وحكام الدول العربية والخليجية.

ولذلك، فإن “رؤية نتنياهو” بشأن مسارات الحرب طويلة الأمد، بهدف التهرب من المساءلة الداخلية والجدول الزمني الضيق للرئيس بايدن، أدت إلى تضارب مصالح شخصية بين الرجلين، في حين أن هناك حقيقة واحدة تجمعهما، وهي القضاء على حماس، مع تحميل الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي يحدث في غزة وبقية منطقة الشرق الأوسط.
قتل المدنيين

ومع سقوط أكثر من 40 ألف قتيل ومفقود و80 ألف جريح فلسطيني، وفشل الصهاينة في تحقيق هدفهم السياسي المعلن المتمثل في هزيمة حماس واستعادة أسراهم، فإن النتائج جاءت عكس ما كان يدور في ذهن الرئيس بايدن عندما سمح لآلة القتل الصهيونية بالهجوم. سفك دماء الفلسطينيين في الأشهر الأولى من التصعيد.

وواصل بايدن لعبته المفتوحة المتمثلة في تأجيج المشاعر تجاه المدنيين وتوجيه الجيش الأمريكي لبناء رصيف حتى تدخل المساعدات الغذائية إلى غزة بدلاً من وقف شحنات الأسلحة إلى “إسرائيل”، الأمر الذي سينهي الحرب تلقائيًا.

ومن أجل التلاعب بالرأي العام، نشرت صحف أمريكية وإسرائيلية خبر توقيع مذكرة ضمانات منتصف شهر مارس الماضي، من قبل وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية، والتي تتضمن شروط استخدامها بموجب مع القانون الدولي، وهو ما لم يكن من الممكن الإعلان عنه، فهو إجراء أميركي داخلي روتيني فيما يتعلق بالمساعدات والهبات الأميركية لجهات خارجية.

وتعطي هذه الخطوة الإشارة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية مشروعة، وهو ما يبرر هذه المواجهةاستمرار المجازر بحق الفلسطينيين بعد توقيع المذكرة، على نقاط توزيع المواد الغذائية، واستهداف المنازل والمباني السكنية، واقتحام المستشفيات، وآخرها اقتحام مستشفى الشفاء للمرة الثانية وإعدام مئات الأشخاص ادعى الناطق باسم جيش الاحتلال كانوا “المخربين”.

وذكرت الولايات المتحدة بحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” في 14 ديسمبر/كانون الأول 2023 عن مسؤولين أميركيين، أن “الولايات المتحدة لا تعتبر قتل المدنيين نتيجة عملية عسكرية في حد ذاتها انتهاكا لقانون النزاعات المسلحة، بل إنها تحكم على شرعية العمليات الإسرائيلية بناءً على ما إذا كانت ضرباتها متناسبة وتسعى إلى تحقيق هدف عسكري مشروع.

وإلى أن يثبت العكس، فإن جدية الإدارة الأمريكية في تهديداتها بحجب السلاح عن كيان الاحتلال نتيجة العدد الكبير من الضحايا المدنيين، ومعارضتها لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في حجب المساعدات الغذائية والتسبب في مجاعة ومعاناة واسعة النطاق للفلسطينيين ، وتعديلها لقرارها الأول بشن الحرب على غزة ومطالبة كيان الاحتلال بتنفيذ وقف مؤقت لإطلاق النار لتبادل الأسرى مع حماس، وقبل أن يمضي نتنياهو في قراره باجتياح رفح دون تنسيق كاف مع الأميركيين، وهو ما سيؤدي إلى ستتسبب واشنطن في ضرر إضافي لسمعة الولايات المتحدة بسبب سقوط ضحايا من المدنيين، وستستمر لعبة الشرطي الجيد والشرطي السيئ من قبل واشنطن.

وتحدثت شبكة “سي إن إن” قبل ثلاثة أشهر عن هذه المبررات للانتهاكات الصهيونية ضد المدنيين، وذكرت أن الإدارة الأمريكية “ليس لديها حاليا أي خطط لفرض شروط على المساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل، على الرغم من الدعوات المتزايدة من قبل المشرعين الديمقراطيين ومنظمات حقوق الإنسان لوقف تقديم الأسلحة”. ما لم تفعل إسرائيل المزيد لحماية المدنيين في غزة. ويتوقع البيت الأبيض بالفعل أن يستخدم الحلفاء والشركاء المعدات الأمريكية الصنع، بما يتوافق مع مبادئ القانون الإنساني الدولي. وتقوم إسرائيل بدمج محامين عسكريين مع وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي، حيث يحددون مسبقًا ما إذا كانت الضربة ستكون “متناسبة وقانونية”. ويعتقد بايدن في نهاية المطاف أن استراتيجية الضغط بهدوء على إسرائيل لتغيير تكتيكاتها هي أكثر فعالية من التهديد بحجب الأسلحة. نصحت الولايات المتحدة إسرائيل بعدم فتح جبهة أخرى في الحرب من خلال شن هجوم واسع النطاق على حزب الله، لكنها لم تهدد بقطع المساعدات إذا فعلت ذلك.
خاتمة

من يتابع أحداث التبادل “الأمريكي الإسرائيلي” خلال الأشهر الماضية يدرك مسؤولية الولايات المتحدة عن كل ما يحدث في قطاع غزة، بدءاً من القرار الأمريكي المباشر بشن الحرب وحشد الأساطيل في البحر الأبيض المتوسط والأحمر. البحر دعما لكيان الاحتلال وحمايته من الاستهداف في حالة ضعفه، وتسليحه بكل الذخيرة المطلوبة، واستخدام حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، كل ذلك لتحقيق هدف القضاء على حماس.

علاوة على ذلك، انتهت عشرات الزيارات التي قام بها الرئيس بايدن ومسؤولون في المؤسسة السياسية والعسكرية الأمريكية إلى فلسطين المحتلة، إلى جانب زيارات القادة الأوروبيين، لتنسيق عمليات الإمداد، وتحقيق أهداف سياسية وعسكرية، وتقديم الدعم المعنوي والتعزية للضحايا، وانتهت. ومع ظهور التناقض بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حدث كل ذلك نتيجة للصمود والمقاومة الأسطورية التي أبداها أهل غزة.

لقد ألقت “إسرائيل” على غزة قنابل تعادل قوتها التدميرية الإجمالية أربع قنابل نووية، بهدف إجبار الفلسطينيين على الاستسلام والاستسلام، لكن ذلك لم يحدث.

مثل كل حرب تخوضها الولايات المتحدة، تتقدم الدعاية الأميركية لتغطي لهيبها بشعارات براقة مثل «حماية المدنيين» والالتزام بالقانون الدولي، فيما تمنح الإدارة الأميركية قوات الاحتلال هامشاً كبيراً في عملياتها العسكرية البرية والبحرية. والجوية، حيث تمدها بشكل مستمر بأحدث الأسلحة والمعدات والمساعدات اللوجستية والفنية للبحث عن الأسرى، وتدمير الأنفاق، كما تقدم لهم المشورة العسكرية. كل هذا يحدث حيث شارك بايدن ووزير خارجيته ووزير الحرب في جلسات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي أكثر من خمس مرات ليتمكن الكيان من تحقيق إنجاز سريع وحاسم في القضاء على حماس.

لكن صمود الشعب الفلسطيني، وهزيمة الآلة العسكرية “الإسرائيلية” أمام المقاومة، وبسالتهم، واستعدادهم العسكري والإعلامي والاستخباراتي المبهر لمعركة طوفان الأقصى، قلبت الأمور. رأساً على عقب، وكشفت عن تواطؤ أميركي مباشر في حرب غزة وفي قتل المدنيين. هناك بالفعل اختلاف في أجندة بايدن ونتنياهو، فالأول يريد نصراً سريعاً خلال فترة قصيرة والثاني يريد تحقيق نصر سريع في فترة زمنية قصيرةوالثاني يريد حرباً طويلة مع الإفلات من العقاب، وتحقيق إنجاز احتلال غزة والسيطرة على التهديدات الأمنية الصادرة عنها.

لكن الولايات المتحدة هي المسؤول الرئيسي، فهي قررت شن الحرب على حماس بشكل مباشر، وهيأت لها المعدات، بما في ذلك نشر الأساطيل وتهديد كل من يدعم غزة.

إن استمرار القتل الوحشي للفلسطينيين، خاصة مع توقع إطلاق عملية عسكرية في منطقة رفح المكتظة بالسكان بسبب تهجير أكثر من مليون ونصف المليون نسمة إلى هناك من شمال قطاع غزة، يحمل في طياته خطر توسيع نطاق الحصار. الحرب الإقليمية تؤثر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

إن لعبة الكيل بمكيالين الأمريكية المستمرة، والتي تحاول واشنطن من خلالها التنصل من مسؤولية قتل المدنيين وتجويعهم، ستنتهي بالضرورة بفشل كبير متوقع، بسبب صمود أهل غزة ومقاومتهم، والتضحيات التي يقدمها القطاع. محور المقاومة وموقفه الحكيم في فتح جبهات داعمة.

وهذا الواقع سيحمل في نهاية المطاف الولايات المتحدة مسؤولية شن هذه الحرب بكل تشعباتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والقضائية، باعتبارها القرار بقتل وجرح أكثر من مائة ألف فلسطيني دون جدوى ودون محاكمة. وكان الثمن السياسي المقابل خاصا به منذ البداية

وفي 14 ديسمبر/كانون الأول، عبرت مجلة “نيوزويك” عن ذلك بقولها، إن “إسرائيل”، بعد شهرين من الحرب، قالت إنها قتلت 20% من تقديرات ما قبل الحرب لعدد مقاتلي حماس، موضحة ذلك كحالة كلاسيكية لكسب المعركة. وخسارة الحرب، واصفاً الهجوم “الإسرائيلي” على غزة بأنه هجوم على المدنيين.

وكما يتساءل مسؤول في الجيش الإسرائيلي: “لماذا تبيع لنا واشنطن قنابل تزن ألفي رطل إذا كانت قلقة بشأن استخدامنا لها؟”

فلسطين
غزة
قطاع غزة
الولايات المتحدة
إسرائيل
الإبادة الجماعية في غزة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى