موقع مصرنا الإخباري:
لا يختلف أحدنا على قيمة الإمام البخاري ، الذى رحل فى 1 سبتمبر عام 870 م، الموافق 1 شوال 256 هـ، ويمكن النظر إليه من أكثر من زاوية، فهو برأى أغلبية المسلمين فى العالم أهم علماء علم الحديث، وصاحب كتاب “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه” المعروف بصحيح البخارى، والذى يعد أهم وأوثق الصحاح الستة.
لكن أحب أن أنظر إلى الإمام البخارى من زاوية معينة هى “المخلص فى عمله” لقد بذل محمد بن إسماعيل البخارى الكثير من عمره من أجل أن يجمع حديث النبى، عليه الصلاة والسلام، حيث سعى فى البلدان وزار الدول والتقى الكثير من الناس، منهم الصادق الذى اطمأن لهم الإمام فأخذ منهم ونقل عنهم، ومنهم من لمح الإمام كذبهم فتركهم وما يدعون، كما كان البخارى دقيقا فى كل ذلك، وكان متدينا ورعا كريما، وفى ذلك تتفق كل الكتب التى ترجمت لسيرته.
لقد قضى الإمام البخارى عشرات السنين فى جمع الحديث، ويقال إنه جمع نحو 600 ألف حديث، وبعدما جمعها ظل 16 عاما متواصلة يعمل عليها وينقحها حتى وصل العدد إلى 7 آلاف و300 حديث، فما الذى جعله يحتمل كل كذلك، من رأيي أن البخارى انطلق من مبدأ أن هذا الموضوع هو مشروع عمره، لذا لم يبخل عليه أبدا بطاقة أو وقت.
نحن دائما ما ننظر إلى الإمام البخارى كقيمة دينية، فلماذا لا نعيد النظر اليه كقيمة إنسانية على العمل المتواصل لتحقيق الفكرة التي آمن بها.
بقلم
أحمد إبراهيم الشريف