إسرائيل تتجاهل حكم محكمة العدل الدولية وتكثف حرب الإبادة الجماعية على غزة

موقع مصرنا الإخباري:

تمضي إسرائيل قدماً في حرب الإبادة الجماعية والمذابح والتطهير العرقي في قطاع غزة مع تزايد عدد القتلى نتيجة هجومها على الأراضي الفلسطينية المحاصرة.

وقتل أكثر من 27 ألف فلسطيني في غزة وأصيب عشرات الآلاف آخرين منذ أن شنت إسرائيل هجماتها الوحشية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وخلال الأسابيع الماضية، ركزت إسرائيل هجومها العسكري على خان يونس. وتدعي أن المدينة هي معقل حركة المقاومة الفلسطينية حماس. ويقول النظام إنه قتل 2000 من أعضاء حماس في خان يونس ودمر عددًا من الأنفاق المهمة التي تستخدمها شبكة المقاومة تحت الأرض.

إلا أن الحقائق والأرقام تشير إلى أن المدنيين سقطوا ضحايا للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المدينة.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد تم تدمير المستشفيين المتبقيين في خان يونس، وهما مستشفى الأمل وناصر. وقد تعرض كلا المرفقين للقصف بشكل متكرر من قبل الجيش الإسرائيلي.

وأعلن الصليب الأحمر الفلسطيني، الخميس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاصرت مخيم الأمل منذ 11 يوما. وأضافت أن هناك مداهمات متكررة لساحات المستشفى ومقر الجمعية، وإطلاق نار مباشر على المباني. وقالت المنظمة إن هذه الغارات هددت حياة الموظفين والنازحين.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 30 ألف شخص تقطعت بهم السبل دون طعام أو ماء أو حليب أطفال في المنطقة المحيطة بمستشفى ناصر.

تجاهل حكم محكمة العدل الدولية

وتشير مثل هذه التدابير المستهجنة إلى أن إسرائيل تغض الطرف عن الحكم الأخير الذي أصدرته المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة، والذي أمر النظام باتخاذ كافة التدابير التي في وسعه لمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

وصدر حكم محكمة العدل الدولية ردا على قضية كاملة قدمتها جنوب أفريقيا واتهمت النظام بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

وارتفع عدد القتلى في غزة بأكثر من 1000 منذ أن أصدرت محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي حكمها.

واستهدف جيش النظام بشكل متكرر المناطق السكنية ومواقع الأمم المتحدة والمستشفيات والمرافق الطبية في قطاع غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية. وبحسب القانون الدولي، تعتبر المستشفيات والمراكز الصحية أماكن محمية، والهجوم عليها يرقى إلى جريمة حرب.

إن إسرائيل، التي تمتعت لعقود من الإفلات من العقاب على جرائمها الفظيعة ضد الفلسطينيين، لم تظهر فقط تجاهلا صارخا للقانون الدولي، ولكن أيضا لحكم محكمة العدل الدولية.

وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الخميس توسيع الهجوم من خان يونس إلى مدينة رفح الجنوبية، وهي المنطقة التي كانت توصف ذات يوم بأنها “منطقة آمنة”.

ويعني هذا الإعلان إبادة جماعية أخرى للفلسطينيين. وذلك لأن رفح مكتظة بـ 1.9 مليون من سكان غزة الذين أجبروا على الفرار من منازلهم نتيجة للهجمات الإسرائيلية عبر القطاع. وتبقى رفح القريبة من الحدود المصرية، الملاذ الأخير لسكان غزة، وليس لديهم أي مكان آخر يذهبون إليه.

رفح “طنجرة ضغط”

ودقت الأمم المتحدة، الجمعة، ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني في رفح.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أريد أن أؤكد قلقنا العميق إزاء تصعيد الأعمال العدائية في خان يونس، والذي أدى إلى زيادة في عدد النازحين داخليا الذين لجأوا إلى رفح في الأيام الأخيرة”. وقالت الشؤون الإنسانية.

وأضاف ينس لايركه أن “آلاف الفلسطينيين واصلوا الفرار إلى الجنوب، الذي يستضيف بالفعل أكثر من نصف السكان البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة… رفح هي بمثابة طنجرة ضغط لليأس، ونحن نخشى مما سيأتي بعد ذلك”.

كانت خطة إسرائيل طوال الوقت تتمثل في طرد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة قسراً لإفساح المجال لسيطرتها المباشرة على المنطقة.

وبحسب وثيقة تم تسريبها بعد أسابيع من 7 تشرين الأول/أكتوبر، دعت وزارة الاستخبارات الإسرائيلية جيش النظام إلى إجلاء السكان المدنيين إلى سيناء.

وأيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراؤه من اليمين المتطرف الطرد الجماعي للفلسطينيين.

إسرائيل تحرق منازل غزة

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الخميس، أن جنودا يحرقون منازل الفلسطينيين في قطاع غزة بناء على أوامر مباشرة من قادتهم، لمنع الناس من العودة للعيش فيها.

إن إشعال النار في منازل المدنيين، لمجرد العقاب، محظور بموجب القانون الدولي.

وأظهر تحليل بي بي سي لصور الأقمار الصناعية أن ما بين 144 ألف إلى 170 ألف مبنى تضررت في قطاع غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية.

ووفقاً لتحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست ونشر في كانون الثاني/يناير، تم محو مساحات كاملة من قطاع غزة في بيت حانون وجباليا وحي الكرامة.

وذكر التقرير أيضا أن 350 مدرسة ونحو 170 مسجدا وكنيسة تضررت أو دمرت اعتبارا من أواخر ديسمبر.

وقد حظيت أجندة التطهير العرقي التي تنفذها إسرائيل في غزة بدعم بعض الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.

وزودت واشنطن إسرائيل بكمية هائلة من المساعدات العسكرية وعرقلت قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
كما تتواطأ دول غربية أخرى في حملة التطهير العرقي التي تقوم بها إسرائيل.

ومؤخراً، أوقف حلفاء إسرائيل الغربيون تمويلهم لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تعتبر شريان الحياة لأكثر من مليوني سكان غزة.

وجاءت هذه الخطوة في أعقاب مزاعم بأن بعض موظفي الأونروا متورطون في العملية العسكرية التي نفذتها حماس داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وسيؤثر تعليق التمويل على المساعدات المنقذة للحياة للمدنيين في غزة وهم يتصارعون مع المجاعة والمجاعة التي تلوح في الأفق وتفشي الأمراض في ظل القصف العشوائي الإسرائيلي المستمر.

ويبدو أن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وهي من بين الدول التي تبنت الخطوة ضد الأونروا، تسعى إلى صرف الانتباه عن قرار محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.

ويستمر الدعم للفلسطينيين ومقاومتهم ضد إسرائيل في النمو في غرب آسيا وخارجها مع استمرار إسرائيل في وحشيتها في غزة.

مما لا شك فيه أن دعم الغرب للهجوم الوحشي الذي يشنه النظام سوف يؤدي إلى تصعيد الحرب في المنطقة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى