موقع مصرنا الإخباري:
كشفت الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني نائب رئيس تحرير الأهرام، المتخصصة في الشأن الأفريقي، عن السيناريو المتوقع مستقبلا من قبل مصر والسودان حال استمرار التعنت الإثيوبي فيما يتعلق بنقاط الخلاف بمفاوضات سد النهضة، قائلة: “أعتقد أن القاهرة والخرطوم ستصعدان خلال الأيام المُقبلة دوليا وسوف تعملان على إيصال صورة أكثر وضوحا للمجتمع الدولي عما تقوم به أديس أبابا من مراوغات”.
وأضافت “الحسيني” في تصريحات لـ”صدى البلد”، أن الدولتين ستعملان أيضا بشكل مكثف في الداخل الأفريقي وتوضيح رؤيتهما لحل الأزمة لدول الاتحاد الأفريقي بما يحفظ حقوق الدول الثلاث ولا يتسبب في أية أضرار لـ شعوبهم مستقبلا، وكذلك فضح التعنت الإثيوبي وما سوف يحدث حال استمرار أديس أبابا في قراراتها أحادية الجانب المتعلقة بـ الملء الثاني والتشغيل للسد ومخاطر هذه القرارات على مناحي حياة في كلا البلدين.
ولفتت “الحسيني” إلى وجود أزمة حقيقية في المفاوضات رغم تأكيد القاهرة والخرطوم على اتباع الأطر السلمية في الحل والاستمرار في التفاوض، مشيرة إلى أن الأزمة سببها الموقف الإثيوبي “المتحجر” المختلف تماما عن التصريحات الدبلوماسية التي تطلقها خارجية أديس أبابا وتتحدث فيها عن الحل السلمي ومراعاتها لمصالح شعبي السودان ومصر.
وأكدت “الحسيني”، أن حديث الرئيس السيسي عن أن المفاوضات لن تستمر إلى ما لا نهاية يعني ثقة مصر في أن الجانب الأخر لا يرغب في الحل، كما أنها تعتمد المد والتطويل لكسب الوقت وتنفيذ عملية الملء الثاني في غفلة وهو ما يهدد بانفجار الوضع حال أقدمت أثيوبيا على هذا القرار الخطير.
واختتمت “الحسيني” حديثها قائلة: لابد من إشراك القوى الدولية وارغام أديس أبابا على التوصل لحل لأن تعنتها سوف يضع المنطقة كلها على حافة الانفجار ويهدد مصالح دول كبرى بما فيها الوسطاء الذين ترغب مصر في تدخلهم لحل الأزمة ومنهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لافتة إلى أن منطقة البحر الأحمر ممر ملاحي هام وتصعيد الاجواء سوف يؤثر بشكل كلي على حركة التجارة العالمية به.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن بلاد مصر مصرة على الاستمرار في التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، لكنها ليست ضد مصالح إثيوبيا.
وقال السيسي، خلال اجتماع موسع الثلاثاء مع ممثلين عن القوات المسلحة المصرية عقب انتهاء فعاليات الندوة التثقيفية الـ33 بمناسبة “يوم الشهيد”: “نهر النيل هو حياتنا وحياة أشقائنا في السودان”.
وأضاف: “سد النهضة حقق ميزة كبيرة جدا لأشقائنا في إثيوبيا، ونحن لا نرفض هذه الاستفادة، إحنا دائما كلامنا هادي ومفيش فيه انفعال ولا ادعاء ولا استعداء، ما يجمعنا على نهر النيل أكثر بكثير من أي سبب من أسباب الخلاف”.
وشدد: “نحن مصرون على أن نستمر في تفاوضنا، وتفاوضنا طبعا مش بلا نهاية.. لا، تفاوضنا إحنا بنتكلم على إن إحنا يجب أن يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة ويبقي الكل رابح”.
وبدأت إثيوبيا عملية بناء سد النهضة على مجرى نهر النيل الأزرق قرب الحدود الإثيوبية السودانية، في 2 أبريل 2011، ويثير هذا المشروع، الذي لم يتم إنجازه بعد، قلقا كبيرا لدى مصر والسودان، حيث يخشيان من أن يؤدي إلى تقليل كميات المياه المتدفقة إليهما من مرتفعات إثيوبيا.
وبدأت إثيوبيا بـملء خزان سد النهضة في يوليو 2020 عقب أمطار الصيف الماضي رغم مطالب من مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ملزم بشأن تشغيله.
ودعا الرئيس السيسي من الخرطوم يوم 6 مارس إلى اتفاق ملزم بحلول الصيف بشأن تشغيل سد النهضة، مشددا على رفض القاهرة محاولات فرض الأمر الواقع.