أحمد إبراهيم الشريف يكتب… قطار الليل إلى لشبونة.. رحلة العثور على الذات

موقع مصرنا الإخباري:

هل قرأت، من قبل كتابا، ثم اكتشفت أن كلماته معبرة تماما عن أفكارك، أن الكاتب قال كل ما وددت أنت قوله، هذا ما حدث فى فيلم “قطار الليل إلى لشبونة”، وهو مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه من تأليف الكاتب باسكال مرسييه.

يحكى الفيلم عن “ريموند جريجوريوس” مدرس يعمل فى مدرسة سويسرية، يعيش وحيدا، حتى علاقته بتلاميذه يحرص أن تكون غير عميقة، ولكن ذلك لم يمنعه عندما رأى فتاة “برتغالية” تهم بالانتحار من أعلى كوبرى، أن يسعى لينقذها، وعندما تركته ونسيت معطفها فى غرفة الدرس وجد فيه كتابا، هذا الكتاب ألفه طبيب برتغالى متوفى شارك فى المقاومة ضد ديكتاتورية “سالازار” فى سبعينيات القرن الماضى، فرحل المدرس خلف الكتاب إلى لشبونة فى البرتغال، وهناك راح يبحث خلف شخصية الكاتب، وأثناء الرحلة اكتشف نفسه.

أنا عادة أحب الأفلام المعبرة عن الثقافات المختلفة التى لا أعرف عنها الكثير، خاصة تلك التى تتحدث عن مناحى تاريخية تكشف طرق الحياة فى هذه البلاد، والبرتغال بالنسبة إلىَّ ليست مجرد دولة، إنه نموذج لـ الماضى القوى، ففى لحظة ما من زمن العصور الوسطى، كانت البرتغال تحكم العالم تقريبا، كانت تسيطر على البحار والمحيطات، ولكن ذلك تراجع كثيرا مع الوقت، ومن وجهة نظرى أن ذلك حدث لأن الكهنوتية ظلت مسيطرة بشكل كبير على الأفكار هناك.
المهم أن الفيلم يمثل نافذة أنظر منها إلى البرتغال فى سبعينيات القرن الماضى وما حدث بعدها، فالشخصيات المتعددة فى الفيلم هى نماذج للحياة يلتقيها الإنسان فى أى مجتمع، هناك من يساعد وهناك من يرفض، هناك من يؤمن بالقضية وهناك من يدافع عنها فقط بسبب إحساسه بالخجل.

الأجمل فى الفيلم أنه يقول لك إن الوقت لم ينته بعد، مهما بدا لك أنك قد تأخرت فى إعادة النظر إلى حياتك، فإن ذلك ليس حقيقة، أمامك كل الوقت لتكتشف أن حياتك تهم أحدهم وأنك لست إنسانا مملا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى