لحظات قليلة فارقة بين وفاة شخص وإحياء العشرات في المقابل وذلك متوقف على “جرة قلم”، فتُعتبر وصايا التبرع بالأعضاء هى اسمى معاني وهب الحياة للآخرين بعد الموت وإعادة الأمل في أجساد أتعبها الألم واليأس، فاختيار التبرع بالأعضاء بدل التعفن بمثابة ولادة جديدة لأشخاص كانوا على وشك مفارقة الحياة.

يقول يوسف راضي صاحب مبادرة توثيق وصايا التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، إنه رأى بعينيه وفاة تلو الأخرى من العائلة والأصدقاء نتيجة احتياجهم لمن يتبرع لهم بأعضاء تسمح لهم بالعيش مرة أخرى ولكن لم يحالفهم الحظ وأدى إلى وفاة 3 أشخاص من العائلة وصديق آخر.

وبعدها قرر الذهاب إلى الشهر العقاري حتى يسجل وصيته للتبرع بكامل أعضائه بعد الوفاه لتكون ملزمة للجهات الرسمية، متابعاً: “نحن نعطي الدود أعضائنا رغم أنه بوسعنا أن نعطي بها فرصة ثانية للحياه لأشخاص آخرين، وصُدمت أنني أول شخص في مصر يقوم بذلك”.

وأضاف راضي أنه ينبغى أن يتم فتح باب التقدم بطلبات للرغبة فى زرع الأعضاء، ويتم وضع قوائم مختصة بذلك وتكون الأولوية فى الزرع لمن له أسبقية التقدم بطلبة للجنة العليا لزراعة الأعضاء، واستكمل أن التبرع من المتوفين حديثا يقضى تماما على عمليات السمسرة وتجارة الأعضاء.

وأشار راضي إلى أن الشخص المتبرع لاينبغي أن يفكر بنفسه فقط بل لابد أن يفكر بالأشخاص الذين سيهنئون بحياة آخرى بفضله.

وفي سياق متصل قالت سارة فؤاد أحد موثقي وصية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، إنها ترى التبرع بعضو واحد فقط ينقذ شخص من الوفاه فماذا إذا تبرعنا بكامل أعضائنا بعد الوفاه، كم شخص سيتم إنقاذه، فوهب الحياه للآخرين هو بذاته حياة لمانحها حتى وإن كان مُغطى بالتراب.

وأوضحت سارة أنها في بداية الأمرعرفت أنه يمكنها كتابة وصية للتبرع بأعضائها بعد الوفاة وعلى الفور توجهت للجنة العليا لزراعة الأعضاء والشهر العقاري كي تسجل وصيتها وتصبح ملزمة قانونًا، متابعة أنه كان صعب قبول الأمر من الأهل والأصدقاء الذين اعتبروها إنسانة يائسة تفكر بالموت رغم أنها لم تتعدى ال30 عام، مع حرصهم الدائم أنها تفكر في الحياة ولكن كانت سارة حريصة على أن تجعلهم هم من يفكرون بالغير والأشخاص الذين سيعشون مرة أخرى بسببها.

ومن جانبه قال خالد سمير دكتور أمراض القلب وأحد راغبي توثيق وصية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، إنه لابد أن تلك الأمر يُدرس ويكون موجود بجميع الكتب في كل المراحل التعليمية فهو يُعتبر كصدقة جارية للمتوفي بل تمحو كل خطاياه التي ارتكبها طيلة حياته.

وأشار خالد سمير إلى ضرورة وجود بنوك دم ووسائل تخزين للأعضاء البشرية كي يسهل الإنتفاع بها بالإضافة إلى حرص اللجنة العليا لزراعة الأعضاء وأيضًا الأطباء على السرعة في التوثيق وفتح الوصايا ونقل الأعضاء لأن عضو مثل القلب لابد أن يتم الإنتفاع به خلال دقائق من الوفاه كذلك القرنية.    

وأضاف دكتور خالد أنه لايوجد ماهو مخالف للشرع فيما يخص أمر التبرع بالأعضاء مستشهداً بآية (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).