مصطفى فرغلى يكتب… التسامح يهزم التطرف في بلدنا

موقع مصرنا الإخباري:

من المؤكد أن التسامح من أهم الأعمال الأخلاقية، التي حثت عليها جميع الأديان السماوية، والإنسان المتسامح يستطيع أن يعيش في كل المجتمعات، لأن هذه الخصلة النبيلة، تجذب كل إنسان ولا يستطيع اي انسان ان يقاومها، الصحفي مصطفى فرغلي يكتب اليوم عن هذه الخصلة الأخلاقية الحميدة.
دون منازع سيظل المصرى يبهر العالم بقدرته على التعايش وحرصه على التسامح وقبول الآخر، مهما حاول المتطرفون والموجهون سياسيا وأصحاب الأجندات نشر التعصب والكراهية في المجتمع، وقصة زواج “محمد وديسريه” التي قلبت السوشيال ميديا رأسا على عقب نموذج على “التعايش السلمى وقبول الآخر”.

والتعايش أحد المرتكزات الراسخة في المجتمع المصرى منذ القدم، فالمصريون احتضنوا كل حضارات العالم القديم والجديد وما جاءهم زائر إلا واستقبلوه بترحاب، وما جاءهم معتد إلا وأغلقوا عليه الأرض، كما أن مبادئ الأديان السماوية التي يقدسها المصريون، تركز فى تعاملاتها على حفظ كرامة الإنسـان واحترام حقوقه وهذه السياسة مبنية على العدالة والمساواة.

وهذه المبادئ السامية جسدها على أرض الواقع محمد ابن قرية تطون إحدى قرى الفيوم، والذى سافر إلى إيطاليا للعمل وتحقيق مبلغ من المال يعود به إلى بلدته فيتزوج ويقيم مشروعا يبدأ به حياته، ولكنه بامتثاله مبدأ التعايش استطاع أن يعمل ويتزوج في بلاد الغربة، ليس هذا فقط، بل أقنع زوجته بالعودة معه لتعيش في ريف مصر، وإنه أمر لو تعلمون عظيم، فقد لا ترضاه مصرية نشأت وترعرعت في القاهرة، حيث الحرية والانفتاح والعمل، الأمر الذى لن تراه – كثيرا – في الريف، فحياة المرأة في الريف – في الأغلب – تتلخص في البيت والغيط والطبخ وتربية المواشى الخ، وهى حياة جميلة لكن ربما لا ترضى بها بنت مصر.

ولأن المصرى معروف ببساطته وحبه للحياة وتعايشه مع الآخرين أثر محمد على زوجته “ديسريه” أو أمينة الإيطالية، فجعل روحها خفيفة وبسيطة ودمها خفيف، فتقول هى عن نفسها أنا مصرية 100% وسعيدة بحياتى في ريف مصر وخدمة زوجى، و”خناقى” معه بالإيطالى، وبدبر الحياة معه كأى سيدة مصرية، وبحب المهرجانات والرقص، وباعرف “أزغرد” بالمصري.

وبدوره يعلمنا محمد “التعايش”، فيتحدث عن وقوف زوجته أمام أهلها وتمسكها به وبالزواج منه منذ كان عمرها 18 عاما، وأنهما كان يتحدثان كثيرا وكان يقدم لها الخدمات ويساعدها عندما تحتاجه حتى تزوج منها وسافرت معه إلى مصر، وحبها للحياة فى الريف وأن الزواج أثمر عن 4 أبناء خلال 15 سنة سعادة في مصر، وأنه تزوجها بـ”دبلة” من غير مهر ولا قايمة.

ما نطلبه من كل مصري سواء في مصر أو في خارجها أن يكون سفيرا لمصر على كل المستويات، فيسامح مسامحة المصريين رافعا شعار “الله محبة”، أن يعمل بكل جهد، أن ينزع من قلبه الغل والحقد و”أذية” الآخرين، أن يكون على خلق.

قصة محمد تعطى للشباب المصرى أكثر من درس، أهمها على الإطلاق الحب والإخلاص والتعايش مع الآخر.. التحلى بالأخلاق الذى يكسبك ثقة الآخرين.. الرضا بما قسمه الله لك.. عدم الإذعان للفشل.. المحاولة حتى الوصول للهدف.. عدم التمسك بتوافه الأمور.. إقناع الآخرين بما تريد بفضل حسن معاملاتك.. تحمل المسئولية.. التأقلم على الحياة ومواجهة الصعوبات بالابتسام والعمل لتسهيل كل صعب.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى