بيّن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، في تصريحات صحافية، المبادئ الرئيسية التي حكمت موقف القاهرة، بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، ومخطط الاحتلال بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وأكّد رشوان رفض مصر المطلق لسياسة التهجير القسري التي تقوم بها “إسرائيل” بحق أبناء غزة داخل القطاع، كما لمحاولات تهجيرهم نحو سيناء أو الدفع إليه عبر عداوانها وممارساتها. ولفت إلى أنّ الاحتلال حوّل القطاع إلى ميدان حرب، ولا سيّما في المناطق الشمالية، لدفع الفلسطينيين لمغادرة أراضيهم نحو ما أطلق عليه “المناطق الآمنة” في رفح، جنوبيّ القطاع، مبيناً أنها مناطق تفتقر إلى كافة الخدمات الضرورية للحياة من ماء وطعام ومأوى. وشدّد على أنّ القاهرة “لن تسمح بتمرير هذا المخطط مهما كانت النتائج، ولا أحد يستطيع فرض أمر واقع بالقوّة”، مشيراً إلى أنّ “الدولة المصرية تمتلك كافة الأدوات التي تمكنها من الحفاظ على أرضها وأمنها القومي”. وبرّر رشوان هذا الموقف طارحاً سببين: “الأوّل هو أن المخطط يمسّ بالأمن القومي والسيادة المصرية، والثاني لأنّه سيؤدي إلى تصفية كاملة للقضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها”. وأشار إلى أنّ القضية الفلسطينية تعدّ قضية أمن قومي مصري، وبناءً على ذلك فإنّ القيادة السياسية المصرية تتحرك تجاهها “بكل الجدية المتناسبة معها”. جهود مصرية من أجل العودة إلى الهدنة ودان رشوان سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ورفض الممارسات الإجرامية لـ”جيش” الاحتلال وقصفه وقتله وجرحه عشرات الآلاف من المدنيين بالقطاع، و70% منهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى استهدافه المتعمد البنية التحتية والمستشفيات والمدارس وأماكن الإيواء التابعة للأمم المتحدة، وقتله أطقم الإسعاف والصحفيين وموظفي الأونروا. وبشأن الهدنة الإنسانية في غزّة، التي انتهت قبل أيام، فقد أعرب عن أسف بلاده لكسر هذه الهدنة، التي تمّت بوساطة دول عربية، مشيراً إلى أنّ مصر تبذل جهداً حالياً من أجل العودة إلى الهدنة، تمهيداً للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلا النار. وأضاف أنّ القاهرة تعمل أيضاً على الإسراع بنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما يتناسب مع الاحتياجات الضرورية والعاجلة للفلسطينيين، لافتاً إلى أنّ مصر تفتح معبر رفح البري بـ “صورة دائمة للأفراد والبضائع، بينما تأتي الموقعات من الاحتلال”. وأشار رشوان إلى أنّ “إسرائيل” لا تزال تتحدى المجتمع الدولي كله بقصفها المتواصل على قطاع غزة، وفي شنّها عدواناً غير مسبوق على خان يونس، جنوبيّ القطاع، وتوسيع توغلات قواتها برياً. وقال إنّه في ظل التطورات المتسارعة للحرب الإسرائيلية على غزة، ونشوء مناطق توتر وصراع أخرى في المنطقة فإنّ بلاده ترى أنّ الأمن العالمي مرتبط بشكل وثيق بهذه التطورات، داعياً المجتمع الدولي إلى التخلي عن المعايير المزدوجة، والتحرك السريع والحاسم للوقف الفوري للعدوان على غزة، وتطبيق القانونين الدولي والإنساني على كل الجرائم التي يرتكبها “جيش” الاحتلال.
المصدر الميادين