الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى من المحاصيل الغذائية حلم كبير تنشده أى دولة تريد حماية شعبها من العوز والاحتياج، وأى دولة تريد أن لا يكون قوت يومها في أيدى غيرها، وهذا ما تصبوا إليه الدولة المصرية الآن وفق خطة قومية واستراتيجية واضحة حققت بالفعل إنجازات لا ينكرها إلا جاحد، وأهم هذه الإنجازات مواجهة أعداء الأرض والوطن من التعدى على الأراضى الزراعية والتى بلغت حالات التعدى إلى أكثر من مليون حالة تعدٍ عام 2012.
إلا أن الدولة تدخلت وبشكل قوى وحاسم لحماية البقعة الزراعية وليس هذا فحسب وإنما سعت وتسعى بقوة نحو تحقيق حلم الأمن الغئائى، رافعة شعار طعام المواطن أولا، ليتحقق بفضل الله وبفضل جهود القيادة السياسية العديد من الإنجازات التي وضعت مصر على طريق النهضة الزراعية، فأطلقت الدولة مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان ومشروعات الصوب الزراعية الكبرى ومشروع المليون رأس ماشية وإحياء مشروع البتلو، لتشهد الصادرات الزراعية طفرة غير مسبوقة أشادت بها كافة المؤسسات الدولية.
والعظيم حقا، أن الدولة استطاعت أن تحافظ على سمعة مصر التصديرية بعد نجاحها في فتح العديد من الأسواق الزراعية في كثير من الدول كنا نحلم أن يكون لدنيا أسواق بها، بل سعت الدولة إلى زيادة رقعة الأراضى الزراعية، فجاء مشروع المليون ونصف المليون فدان الذى تنفذه شركة الريف المصرى الجديد فى 8 مناطق بالصحراء الغربية، وكذلك مشروع الدلتا الجديدة لزراعة مليون فدان أراضى زراعية موازية للدلتا القديمة، وكذلك مشروعات الاستزراع السمكى التى أسهمت فى توفير الآلاف من فرص العمل وسد الفجوة الغذائية، وتوفير أسماك بجودة عالية، والحد من الاستيراد وزيادة التصدير.
وأعتقد أن أهم هذه المشروعات في طريقنا نحو الأمن الغذائى، هو مشروع الدلتا الجديدة، لأنه يهدف من الدرجة الأولى إلى مواجهة تحديات الزيادة السكانية وتقليل فاتورة استراد السلع الاستراتيجية، ويعمل على الاستغلال الأمثل لمصادر مياه الرى الجوفية، وتعويض ما فقد من أراضى زراعية خصبة بالوادى والدلتا.
وختاما، فإن هذا المشروعات بمثابة الحلم، وخاصة مشروع الدلتا الجديدة والتي يعد مشروعا عبقريا واستراتيجيا لقربه من الموانئ والمطارات والطرق والمدن الجديدة، إضافة إلى أنه يعمل بشكل واضح إلى تخفيف التكدس في محافظات الدلتا والوادى، والجميل أن هذه المشروعات تنفذ بشكل علمى ومدروس ووفق خطط استراتيجية وقومية وليس كما كان يحدث من قبل، حيث كانت توضع خطط مؤقتة ترتبط بالوزير أو المسئول صاحب الفكرة أو بمدة زمنية معينة لهدف معين ثم تموت الفكرة ويموت معها المشروع، أما الآن فنحن أمام خطة قومية تتكامل وتتكاتف من أجلها كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة لتحقيق للنهوض بالدولة ووضعها في مضاف الأمم وإن شاء الله حلم الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي حقيقة على أرض الواقع..
بقلم أحمد التايب