وجد باحثون في مستشفى “شاريتيه” ببرلين تفسيرًا لسبب استمرار تفشي كورونا في دور رعاية المسنين على الرغم من تلقي كبار السن تطعيمات كاملة من جرعتين، حيث إن الجهاز المناعي لكبار السن يتفاعل بشكل أقل كفاءة مع التطعيم، مقارنة بالشباب؛ لذلك من المهم بشكل خاص أن يتم تحصين طاقم التمريض والزائرين.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد الباحثون أهمية استمرار تطبيق تدابير النظافة والاختبارات، كما أوصى الخبراء بإعطاء كبار السن جرعة تطعيم إضافية على المدى المتوسط لتعزيز الحماية التي يوفرها التطعيم.
” وأظهرت الدراسة أن الاستجابة المناعية لدى كبار السن تتأخر بشكل كبير بعد التطعيم ولا تصل إلى مستوى الملقحين من الشباب”.
الاستجابة المناعية
وبهذا الصدد يقول الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة لـ”بوابة الأهرام”: من المعروف أن الاستجابة المناعية للقاحات بشكل عام تختلف عند كبار العمر، فهي أقل من الشباب، حتى لقاح الأنفلونزا أقل فعالية عند كبار السن، ذلك لأن لقاح الأنفلونزا يعمل عن طريق تهيئة الجهاز المناعي للجسم لاستجابة للفيروس في حالة مواجهته، لافتًا قد يعاني بعض كبار السن من ضعف في جهاز المناعة، وبالتالي ضعف الاستجابة المناعية للقاح.
بضعة أيام
وتتكون الاستجابة المناعية المكتسبة من الخلايا الليمفاوية التائية (التي تًنتج في الغدة الزعترية، وتحدد وتقتل مسببات الأمراض أو الخلايا المصابة)، الخلايا الليمفاوية البائية تُنتج في نخاع العظام، وهى المسئولة عن إنتاج الأجسام المناعية المضادة)، وتستغرق هذه الاستجابة بضعة أيام لكي تظهر، ولكن بمجرد حدوثها، ستتذكر العامل المسبب للمرض في المستقبل وتقاومه.
خطوط دفاعية
وتابع: تشمل الاستجابة المناعية الطبيعية في الإنسان خطوطًا دفاعية تتحفز بعد دخول أي ميكروب في أجسامنا، تتألف هذه الاستجابة من كرات الدم البيضاء، و تشمل الخلايا المتعادلة، التي تهاجم الميكروبات الغازية؛ وكريات الدم البيضاء حيث تسمى الخلايا الوحيدة التي تنبه الخلايا المناعية الأخرى إلى حدوث عدوى بالميكروبات الغازية ، فتتحرك الخلايا المناعية القاتلة، التي تعمل على الفتك بالميكروبات الغازية والخلايا المريضة، موضحًا أن هذه الخلايا الثلاث تقل كفاءتها بتقدم العمر بمرور السنين والأعوام.
شيخوخة الجهاز المناعي
وأوضح، يشيخ نظام المناعة لدى بعض المسنين، حيث إن الجهاز المناعي هو المنوط به محاربة الفيروسات بل كافة الميكروبات الغازية لأجسامنا، وشيخوخة جهاز المناعة لدينا لا تتزامن بالضرورة مع عمرنا الزمني، مثل أي جزء آخر من الجسم، يشيخ الجهاز المناعي بتقدم العمر، مما يجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بطائفة من الأمراض، على الجانب الآخر فمن الممكن أن يصاب شاب بشيخوخة الجهاز المناعي لأنماط حياتية خاطئة.
خلايا الذاكرة المناعية
وأشار بدران، إلى أن تقدم العمر يقلل الخلايا الليمفاوية الجديدة، وهى ما نحتاجه لمكافحة عدوى جديدة مثل كوفيد-19، وكذلك خلايا الذاكرة المناعية، التي تكافح العدوى بناء على خبرات العدوى السابقة لا تعمل بشكل جيد أيضًا مع تقدم العمر، مضيفًا بتقدم العمر تُنتج الاستجابة المناعية الطبيعية عددًا أكبر من الخلايا، ولكنها لا تعمل بشكل جيد، أما الاستجابة المناعية المكتسبة فتنتج عدداً أقل من الخلايا الليمفاوية البائية وعدداً أقل من الخلايا اللمفاوية التائية، تبدأ الغدة الزعترية، وهي الغدة الصماء المسئولة عن إنتاج الخلايا اللمفاوية التائية، في الانكماش عند سن العشرين، وعند سن السبعين، تبقى منها نسبة ثلاثة في المائة فقط ، مع قلة الاستجابة للعدوى بشكل عام، بل وقلة الاستجابة المناعية للقاحات بتقدم العمر، لذلك الشيخوخة تولد المزيد من الالتهابات في الدم والأنسجة، يعتبر كبار السن من أكثر الفئات اللاتي تتبع الإجراءات الوقائية وأخذ الاحتياطات اللازمة إلا أن الكثير منهم يصاب بـفيروس كوفيد-19.
المسنون والعاصفة الكيمائية
وأضاف بدران أن العديد من الدراسات على مرضى كورونا كوفيد- 19 الحالات الحرجة أشارت إلى حدوث عاصفة من مواد كيمائية تسمى السيتوكينات ، و إطلاق عاصفة من الستوكينات، تؤدي إلى صعوبة عملية الأكسدة (عملية تبادل الغازات) وزيادة معدلات فشل الأعضاء والوفيات، حيث تختلف كيمياء عاصفة السيتوكينات إلى حد ما حسب الجنس و العمر، فجد الرجال الأكبر سناً لديهم في المتوسط خلايا منتجة للسيتوكينات أكثر من النساء الأكبر سناً، أما النساء المسنات لديهن خلايا مناعية بائية وخلايا مناعية تائية أكثر و أفضل من الرجال المسنين.
المصدر بوابة الاهرام