بالتأكيد ـ أنت مثلى ـ عانيت كثيرًا من زحمة الشوارع، خاصة فى منتصف الأسبوع، حيث تتحول بعض شوارع القاهرة ومحاورها لـ”جراجات” كبيرة لا تتحرك، ربما تقضى ساعات طويلة داخل سيارتك، تأكل وتشرب وتجرى عشرات المكالمات التليفونية، وتتجاذب أطراف الحديث مع أقرب قائد سيارة مجاورة لك، وربما تنشأ بينكما صداقة.
مشاهد صعبة وقاسية عانى منها الجميع على مدار سنوات طويلة، بسبب الزيادة السكانية المستمرة، وزيادة المركبات فى الشوارع، مع سوء التخطيط للطرق قديمًا، مما تسبب فى هذه الأزمة.
وبحلول جادة، لا تعرف لغة المسكنات، قررت الجهات المعنية تحمل عبء الماضي، وإيجاد حلول سريعة وفعالة لأزمات الطرق والمرور، ووضع خطط تضمن الانتهاء من هذه الأزمة فى الوقت الحالى والمستقبلي.
الحلول بدأت بإنشاء عدد من الطرق والمحاور والكباري، التى كانت بمثابة الحل السحرى للقضاء على الزحام، ومنع الانتظار فى الإشارات وتقاطع الطرق، حيث باتت الحركة سريعة وسهلة، دون توقف أو انتظار.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما سارعت الجهات المعنية بتوسيع بعض الطرق، لا سيما الطريق الدائري، قلب القاهرة الذى يربط مدنها بعضها البعض، مما يساهم فى استيعاب أكبر عدد من السيارات والقضاء نهائيًا على الزحام.
وبدأ العد التنازلى لنقل الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة، مما يساهم فى القضاء على الزحام بالقاهرة، وسحب الكثافات إليها، مع العمل على سحب الكثافات المرورية لأطراف المدن، عن طريق نقل العديد من المصالح إليها مثل مديرية أمن الجيزة التى تم نقلها لصحراوى القاهرة الإسكندرية، والإدارة العامة للمرور ومرور الجيزة حيث تم نقلهما لطريق الواحات.
قريبًا.. ستقضى رحلتك فى سهولة ويسر، وبدلًا من الساعات سينتهى الأمر خلال دقائق، وستتجول ليلًا بالقاهرة الخديوية وميدان التحرير، تستمتع بالجمال، وكأنك فى قطعة من أوروبا.
تحية لكل يد تبنى وتعمر فى هذا الوطن، ولجهود صادقة ومخلصة تعمل ليل نهار من أجل حياة أفضل تليق بالمصريين.
بقلم محمود عبدالراضي