موقع مصرنا الإخباري:
هل يمكن القول إن “التحفيل” صار ثقافة وأن التقليل من الآخر صار مصدر قوة؟ نعم حدث ذلك، سيخرج علينا أحدهم ليقول وما الجديد فى ذلك، دائما ما كان التحفيل موجودا، ودائما ما كان المنتصر يقيم حفلة على المهزوم، ولكن فى رأيى هناك تغيرات خطيرة حدثت فى ذلك الموضوع.
أنا أتبنى مفهوما للثقافة يقوم على أساس أنها “طريق الحياة الواعية” أى أن نفعل ما نفعله بشكل مقصود، فالتحفيل موجود وقديم، ولكن الجديد هو القصدية، من قبل كان التحفيل لا يحمل فى داخله قصد الأذية، كان مقصده الرئيسى تعبير الفائز عن فرحته، أما الآن فقد صار قصده الأساسى الشماتة فى المهزوم وإظهاره بمظهر الفاشل.
كلامى ليس مقصورا على مباريات كرة القدم، وما يحدث فى الاحتفالات التى تصحبها، بل الأمر أكبر من ذلك، فقد تحرك التحفيل من مباريات كرة القدم إلى البيت والشارع والعمل، وصار إخفاق أحدنا فرصة ليعلن الآخرين “شماتتهم”، سيقول لى أحدهم إن الشماتة معروفة منذ قديم، سأقول له نعم ولكن إعلانها بهذه الصورة هو الجديد فى الأمر.
بالطبع حدث ذلك بسبب السوشيال ميديا وتوابعها، التى جعلت التحفيل ثقافة، وجعلت الإهانة قدرة، وجعلت الفضح نباهة، فلم نعد نحفل بغيرنا فى شيء، وصارت قوتنا مستمدة من ضعفهم وفوزنا قائم على هزيمتهم، وحياتنا أساسها موتهم.
كل ما نعيشه يحتاج مراجعة، نحتاج أن نضبط أنفسنا، وأن نحدد مؤشراتنا، وأن نحتفل ونفرح لا أن نحفل ونشمت، هل هذا صعب؟