موقع مصرنا الإخباري:
من الكوارث التى كان يطبقها بعض المسئولين فى المؤسسات شعار “الحسنة تخص والسيئة تعم”، وهى واحدة من الجمل الخطيرة القادمة من التراث الشعبى محملة بالظلم، هذه الجملة دمرت نفوسًا وحطمت هممًا، وذلك لأن السؤال البسيط الذى يطرح نفسه: كيف يشمل العقاب من أخطأ ومن لم يخطئ؟
ونحن لا نزال معًا نقرأ فى سورة “فاطر” ونتوقف مع قول الله سبحانه وتعالى “وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ”، جميعنا يعرف أنه لا يجوز أن يحمل إنسان ذنب إنسان آخر؟ ولكننا على أرض الواقع لا نطبق ما نعرفه، بل نأخذ بالذنب القاصى والدانى، المخطئ والمصيب.
إن أخذ المحسن بما فعل المخطئ أمر موجود فى البيوت الصغيرة وفى المؤسسات الكبيرة أيضًا، لذا لن أحدثكم عن الصعيد والثأر، وهذه الأمور التى تعرفونها جميعًا، فمفهوم القصاص هناك غريب لا علاقة له بقانون أو حتى عقل، ولكن أحدثكم عن الأمور البسيطة مثل أن “ينكد” أحدنا على أهل بيته لأن طفلا صغيرا أفسد شيئا.
إن مفهومنا عن العدل “مرتبك” يحتاج إلى إعادة ضبط، وأن نعرف أن الثواب والعقاب مرتبط بالعمل، لا يرتبط بقرابة ولا محسوبية، ولا برضا ولا بغضب.
ومن ناحية أخرى فإن العدل للنفس مهم وواجب أيضا، وذلك معناه ألا نرتكب حماقات من أجل الآخرين، حتى لو كانوا أقاربنا وأهلنا، لأننا فى النهاية سنتحمل الإثم وحدنا، فمن المعانى الأساسية لـ “لا تزر وازرة وزر أخرى” أن العدل – الذى ننشده جميعا – سيجعلنا نحمل ما ارتكبناه من أوزار وذنوب وحدنا، ولن يحمل أحد معنا شيئا، ولو طلبنا ذلك فلن يستجاب لنا، حتى أولئك الذين فعلنا الأخطاء من أجلهم لن نجدهم أيضا، إذن من باب أولى أن نحمى أنفسنا، ونلجأ إلى العدل فهو الوحيد الذى يصل بنا إلى بر الأمان.
بقلم
أحمد إبراهيم الشريف