وسط تصاعد التوترات.. أقمار التجسس الإسرائيلية تسقط في الفضاء
وسط العدوان الدائر على قطاع غزة، واحتمالية أن تقوم إسرائيل بتوسيع نطاقات صراعها في الشرق الأوسط، فقدت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، منذ فبراير الماضي، ثلاثة من أقمارها الصناعية السبعة من طراز Horizon، والتي انتهت صلاحيتها واحترقت في الغلاف الجوي.
ورغم أن هناك عددًا كبيرًا من الأقمار الصناعية الإسرائيلية التي تسمح بمراقبة دقيقة للمواقع المُستهدفة في إيران واليمن وغيرهما، يلفت موقع “والا” العبري إلى أن هناك خطرًا على ما يصفه بـ “تفوق الاستخبارات الإسرائيلية في سماء الشرق الأوسط”.
وكان برنامج أقمار التجسس الإسرائيلية، قد عمل في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، كبديل لرحلات الاستطلاع التي مُنع سلاح الجو الإسرائيلي من القيام بها عقب اتفاق السلام مع مصر.
ووفقًا لمواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، هناك أربعة أقمار تصوير عملياتية، وهو الترتيب الأصلي للقوات المصممة لمشروع استخباراتي مهم، والذي فاز بجائزة الأمن الإسرائيلية مرتين، في عام 1996 و2022.
أقمار الاستخبارات
بعد 22 عامًا، تم إخراج أقدم قمر صناعي للتجسس للجيش الإسرائيلي “Ofek-5” من الخدمة -وكان أحد أول أقمار التصوير الفوتوغرافي للدولة العبرية- ليحترق في الغلاف الجوي، وهو ليس الوحيد، وفقًا لتقرير وكالة “ناسا”؛ لكن يبدو أنه الأهم في منظومة الاستخبارات العسكرية.
ومثل أقمار التصوير الأخرى التي تديرها شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، تم بناء “Ofek-5” في مصنع الفضاء التابع لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية في الضفة الغربية المُحتلة، وتم تجهيزه بتلسكوب فضائي جيد جدًا في وقته مُقارنة بحجمه.
وكان إطلاقه قد جاء بعد أزمة حادة في برنامج الأقمار الصناعية، الذي قادته وزارة الدفاع الإسرائيلية، بعد فشل إطلاق “Ofek-4” عام 1998 بسبب عطل، وسقوطه في مياه البحر الأبيض المتوسط، ما أحدث ضررًا ليس فقط بقدرة إسرائيل لجمع المعلومات الاستخبارية عن الأهداف البعيدة، ولكن أيضًا أضرار اقتصادية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
وقبل ذلك، تم إطلاق قمر صناعي واحد فقط بنجاح، وهو “Ofek-3” في عام 1995، وذلك بعد إخفاقين مكلفين أيضًا.
ولفت “والا” إلى أن “Ofek-5” تمكن رغم وزنه الصغير -حوالي 300 كيلوجرام مقابل حوالي 10 أطنان لأقمار التجسس الأمريكية والروسية في ذلك الوقت- من تقديم صور عالية الدقة نسبيًا.
ومنذ ذلك الحين، دار القمر الصناعي حول الأرض حوالي 120 ألف مرة، ليزود النظام الأمني الإسرائيلي بكميات هائلة من الصور من إيران والعراق وليبيا وسوريا ولبنان، ويلتقط الصور في سماء المنطقة كل 90 دقيقة.
أهداف بعيدة
يشير “والا” إلى أنه “على مر السنين، أطلق النظام الدفاعي الإسرائيلي المزيد من الأقمار الصناعية المتقدمة، ولكن وجود “Ofek-5” أدى إلى تحسين وتيرة عمل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ومراقبة أهداف بعيدة تهم الجيش الإسرائيلي.
ويلفت الموقع إلى أن تحسين عمل الأقمار الصناعية المستخدمة في جمع المعلومات الاستخبارية “أمر بالغ الأهمية منذ اندلاع الحرب، والتي هاجمت خلالها القوات الجوية سوريا والعراق وإيران واليمن”.
وبحسب مواقع الرصد، فقد انتهت صلاحية قمرين صناعيين إضافيين للجيش الإسرائيلي هذا الشهر، هما “Ofek-10” المزود برادار من إنتاج شركة “إلتا” لصناعة الطيران، وقد أكمل عشر سنوات من النشاط في الفضاء، بعد إطلاقه في عام 2014، و”Ofek-11″المزود بتلسكوب “إلبيت”، الذي أكمل ثماني سنوات، وحقق نجاحًا كبيرًا مُقارنة بنسخته الأولية، حيث تعرض القمر الصناعي لأضرار أثناء الإطلاق.
المصدر: القاهرة الإخبارية