موقع مصرنا الإخباري: ظهر طوفان من المحتوى ليروي قصة انتصار الرواية الفلسطينية، حيث تفوقت الوسوم المؤيدة للفلسطينيين على تلك المرتبطة بـ “إسرائيل”. ولكن لا يزال هناك وفرة من الأسئلة المحيطة بفعالية الوعي دون تغيير قابل للتنفيذ.
لقد أطلقت أحداث الأشهر القليلة الماضية في ضوء الإبادة الجماعية في غزة سيلًا من المعضلات السياسية والإعلامية والأخلاقية. وتدور إحدى أبرز هذه المعضلات حول التناقضات في التعاطف والمناصرة بين الواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، والتناقضات والتلميحات التي تلقي بظلالها على الانتشار العالمي للقضية الفلسطينية وحقائقها.
لا شك أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي لعب دوراً لا يقدر بثمن في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية وتسليط الضوء على الإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني. لقد وفرت هذه المنصات للناس في مختلف أنحاء الغرب رابطاً مباشراً بالفلسطينيين أنفسهم والوضع على الأرض، متجاوزة إلى حد ما الرقابة التقليدية.
وقد سمح هذا للفلسطينيين باستعادة إنسانيتهم في مواجهة رواية إعلامية تقليدية تهدف إلى نزع الصفة الإنسانية عنهم. لقد تعاملت العديد من وسائل الإعلام التقليدية مع القضية الفلسطينية منذ فترة طويلة، حتى قبل عملية طوفان الأقصى، بالتضليل والأكاذيب ومحاولات التقليل من قيمة الحياة البشرية.
لقد حملت هذه المنصات تدفقاً هائلاً من المحتوى الذي يعكس حقيقة الأحداث الهائلة التي شهدتها الأشهر الأخيرة، ونشرته في جميع أنحاء العالم بكامل الكثافة والزخم. وكان من أبرز جوانب هذا الوصف وصف الحرب على نطاق واسع بالإبادة الجماعية وتعزيز هذا الوصف باستمرار.
وخلال الحرب، ساهمت هذه المنصات في حشد الرأي العام العالمي ضد الاحتلال الإسرائيلي. لقد انتقلوا من مجرد تحدي الرواية الإسرائيلية الغربية المضللة – وهي الساحة التي قاتل فيها المدافعون عن القضية الفلسطينية تاريخياً – إلى أن أصبحوا مساحة حيث يتم تعزيز رواية “الصالحين” – وكل المشاعر والأدلة والحقائق التي تصاحبها.
ظهرت طوفان من المحتوى لسرد قصة انتصار الرواية الفلسطينية، حيث تفوقت الوسوم المؤيدة للفلسطينيين على تلك المرتبطة بـ “إسرائيل”. وشهد العالم حملات دورية ودعوات لمعاقبة المشاهير الذين لديهم عدد كبير من المتابعين وفشلوا في التعبير بنشاط عن دعمهم لفلسطين.
هذا تأثير بالغ الأهمية ومؤثر، وخاصة على الأجيال الشابة. ومع ذلك، وعلى الرغم من أهميته، فإن سؤالاً مهمًا طغى على كل هذه الإيجابيات، وعززته الإبادة الجماعية المستمرة وتحولها إلى حدث يومي عابر بكل أهوالها. يتعلق هذا السؤال بمدى كفاية الوسوم والحملات والتدخلات من قبل المشاهير في الدفاع عن القضية.
ومن هنا تبرز حقيقة أكثر إحراجاً ومؤلمة أخلاقياً: فقد أصبح عدد كبير من المستخدمين غير مبالين بالمحتوى الدموي المؤلم بسبب التدفق الهائل للمعلومات والصور والوصول غير المحدود إلى هذا المحتوى.
إن المستوى الهائل والاستثنائي من الوصول والمشاركة الذي حققته المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في وقت مبكر من الإبادة الجماعية مقارنة بالوصول المتضائل للمذابح الأكثر دموية التي تلت ذلك هو دليل على كيفية تطبيع الوضع. ويتضح ذلك أيضًا من خلال التفوق على مثل هذه الموضوعات عبر الإنترنت من خلال العطلات والأحداث الرياضية وحتى الانتخابات.
لماذا يقتصر المناصرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
هذا سؤال معقد للغاية، والإجابة الشاملة عليه تتطلب توسيع البحث عبر مختلف المجالات، من السياسة إلى علم الاجتماع، وحتى علم النفس. ومع ذلك، ظهرت العديد من المؤشرات على مدار أشهر الحرب الإبادة الجماعية، وكشفت عن الأسباب الحقيقية لهذا الواقع. على سبيل المثال:
– التأثير السلبي للنجومية المبالغ فيها أو المتضخمة على المنصات، حيث يرتبط التأثير والنتائج بمقاييس مثل شعبية المحتوى (المشاهدات والإعجابات والمتابعين، إلخ)، والتي لا تغير في النهاية الحقائق على الأرض.
– التبسيط المفرط والانخراط العفوي في نظام استهلاكي بحت، مرتبط بوحدات ومعايير قياس، مما يدفع المستخدمين بعيدًا عن التفكير الأوسع حول المنفعة الاستراتيجية والرؤية.
– طبيعة الذاكرة القصيرة داخل حدود العالم الافتراضي – “الموضة” بشكل أساسي – عند معالجة القضايا الخطيرة، مقارنة بالمصادر التقليدية للمعلومات، وكيف يتشكل وعي هذا الجيل، بما في ذلك مستوى المشاركة والاستعداد للمشاركة.
– ظاهرة التمرير أو التصفح، وهي واحدة من أكثر المؤشرات خطورة وأهمية، وربما تستحق مراجعة وتحليل مستفيضين.
يتم تصنيف مقاطع الفيديو التي تعرض مشاهد صادمة لأطفال مقطوعي الرؤوس، على سبيل المثال، على أنهاإن الرقابة على المحتوى تعتبر من الأمور التي لا يجب أن يطلع عليها المشاهدون، لأنها تتضمن محتوى حساساً أو متطرفاً، ويجب تحذير المشاهدين منه قبل مشاهدته، ولذلك تلجأ بعض المنصات إلى حذف مثل هذا المحتوى بشكل مباشر، وقد كشفت الحرب الغربية على غزة عن احتجاجات ضد مثل هذه الرقابة، مطالبة بمنع انتشار هذا المحتوى أو وصوله إلى الجمهور. ورغم أن هذا قد يبدو منطقياً ومنسجماً مع كرامة الإنسان، إلا أنه يتجاهل الجريمة في جوهرها.
وقد تحركت هذه المطالبات لحذف مقاطع فيديو لجثث مشوهة ورؤوس مقطوعة، لكنها لم تتحرك لوقف قصف المدنيين بقنابل تزن طناً، وهي بالمناسبة مستوردة من الغرب نفسه. والاعتراض هنا موجه نحو تصوير الجريمة، دون التطرق إلى جذور الفعل، بحجة أن المحتوى نفسه يخضع للمراجعة والتصفية قبل عرضه على شاشات التلفزيون مثلاً.
ففي التلفزيون نادراً ما ترى طفلاً مقطوع الرأس، لكنك سترى نفس المشهد على منصات مثل X أو أي منصة تواصل اجتماعي أخرى. وتتكرر هذه المشاهد يوماً بعد يوم، وتصبح عادية وروتينية، ولم تعد صادمة لكثيرين اعتادوا عليها.
عند تحليل موقف الجمهور وسلوك الجماهير خارج غزة، نواجه تباينًا كبيرًا بين النشاط الفعلي والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي. ففي حين تعج هذه المنصات بالمحتوى الوثائقي والدعم للقضية الفلسطينية، فإن الحركة على الأرض – سواء كانت سياسية أو قانونية أو حتى إعلامية – تظل بعيدة عن تحقيق تأثير متناسب مع حجم وشدة ووحشية الأحداث، وخاصة في العالم العربي. وقد تتطلب هذه الفجوة دراسات تفكيكية موسعة لفهم دوافعها وتفاعلاتها.
من ناحية، هناك أولئك الذين يفقدون قيمة الصدمة لديهم، لمجرد أن المشهد يستمر ويصبح فظاعة مألوفة بدلاً من جريمة مروعة. هذا التبلد يقلل من رد الفعل العاطفي الذي قد تثيره الصدمة الأولية، يليه عمل ملموس في أعقابها. وهذا ما يعتمد عليه كل مدعي محق لتسليط الضوء على الظلم الذي تعرض له. لا يحتاج المظلومون إلى موقف عاطفي فقط، مثل التعاطف أو التعبير عن الندم أو الإدانة، بل إن أول وأفضل ما ينتظرونه هو العمل الفعّال الذي يغيّر واقع معاناتهم بعد إقناع الآخرين بشرعية قضيتهم وانتهاك حقوقهم.
على النقيض من ذلك، هناك ظاهرة “التمرير المتواصل للأخبار”، والتي تنطوي على قضاء وقت مفرط في استيعاب طوفان من الأخبار، وخاصة الأخبار السلبية، على منصات التواصل الاجتماعي. وقد يتجلى هذا في الاستهلاك المفرط لمقاطع الفيديو القصيرة لفترات طويلة دون انقطاع. تم صياغة المصطلح في عام 2020 أثناء جائحة كوفيد-19، لكنه اكتسب أهمية استثنائية الآن بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة والمحتوى الذي تولده.
بدأت قصة التمرير المتواصل للأخبار مع مارك زوكربيرج وفيسبوك وتستمر اليوم مع عشرات المنصات المتخصصة التي تهيمن عليها مقاطع الفيديو القصيرة المتدفقة باستمرار والمصممة لتحديث كل تفاصيل أي قضية تهم المستخدمين أو حتى أولئك الذين لا يهمهم الأمر.
لقد سمحت هذه الظاهرة الجديدة نسبيًا في عالم وسائل الإعلام لجيل Z بحفر مساحة فريدة لأنفسهم على هذه المنصات، مما جعلهم الجمهور الأكثر نشاطًا في التعامل مع القضايا الجادة. وذلك لأنهم الجيل الأكثر انسجامًا مع طبيعة التكنولوجيا الجديدة، والتي لم تعد جديدة تمامًا، نظرًا لمرور ما يقرب من عقدين من الزمان منذ ظهور Facebook.
أصبح التمرير أو قضاء ساعات دون تفكير كثيرًا أمرًا شائعًا لدرجة أن الجيل الجديد تخلى عن العديد من الممارسات القديمة في السعي وراء النقرة التالية أو المحتوى الذي تحتويه. وقد ظهرت بينهم ظاهرة نفسية جديدة، تُعرف باسم “الخوف من تفويت الأمر” (FOMO)، حيث يصبح المستخدمون مقيدين بهواتفهم لدرجة أنهم قد يكونون مقيدين بحبل أو محبوسين في مكانهم، ويتحققون باستمرار من أي تحديثات قد تكون حدثت خلال الدقائق أو حتى الثواني الماضية.
الصدمة غير المباشرة في العالم الجديد
إذا ما فحصنا كيف تعمل الخوارزميات ــ وخاصة كيف تستغل السلوك البشري الفطري بشراهة لضمان وقت الشاشة وعوائد ربح أعلى، وخاصة فيما يتصل بالمشاهد المروعة التي بثتها الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة ــ فسوف نجد أنفسنا نتعامل مع حالة ذهنية تعرف باسم “إدراك التهديد”.
وقد يبدأ مستخدم الإنترنت بتصفح حساباته، وعرض منشورات مثل حفلة صديق أو رحلة عائلية لجار. وفجأة تظهر مشاهد من المذبحة في مخيم الشاطئ للاجئين.
ومع التعرض المتكرر أو التفاعل مع هذه المقاطع، يتم إعادة توجيه الانتباه نحو البحث عن المزيد منها. ثم تدرك الخوارزميات اهتمامنا وتستمر في عرض المزيد علينا.
على سبيل المثال، يعرض بعض الناس أنفسهم بشكل متكرر لمحتوى مؤلم من الحرب على غزة لأنه يمكن أن يثير الغضب، مما يساعدهم على تعزيز وجهات نظرهم والانخراط بشكل أعمق. ويعتقد البعض أن مشاهدة الأخبار والصور العنيفة تضعهم في موقف حرج.إن الإدمان على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي يدفع الجهاز العصبي لديهم إلى وضع القتال أو الهروب، حيث يربط الدماغ البشري بين معاناة الناس وقتلهم والخطر.
ويربط آخرون الإدمان على التمرير والتمرير بالتحيز السلبي، والخوف من تفويت الفرصة، ومحاولات السيطرة على عدم اليقين. وبالتالي، تقدم منصات التواصل الاجتماعي للمشاهدين محتوى من المرجح أن يتفاعلوا معه، مما يخلق غرفة صدى متحيزة تجاه اهتماماتهم ووجهات نظرهم. وهذا بدوره يولد خط أنابيب مفتوحًا للمحتوى يتدفق أكثر كلما تفاعل المشاهدون.
بالإضافة إلى الخوارزميات، لعبت ميزة التصميم المعروفة باسم “التمرير اللانهائي” دورًا محوريًا في إدامة هذا السلوك. تسمح هذه الميزة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالتمرير إلى ما لا نهاية، مع تحميل الخوارزمية باستمرار لمحتوى جديد وإنشاء تدفق لا نهاية له من المعلومات.
هذا هو بالضبط ما يحدث مع غزة. بالنسبة لأي شخص يستخدم منصات التواصل الاجتماعي، أصبح من المستحيل تقريبًا تسجيل الدخول إلى حساباته وتصفح الأخبار دون مواجهة مشاهد أو مقاطع من غزة. لقد عززت هذه الأدوات غير البريئة مشاعر الخدر والتقاعس، والتي لا تنبع دائمًا من اللامبالاة ولكنها قد تنتج أيضًا عن التعاطف. وبشكل أكثر تحديدًا، قد تكون هذه الظاهرة نتيجة لما يسميه علماء النفس “الضيق التعاطفي” – الشعور بالضيق عندما يتعرض الآخرون للأذى، إلى جانب الشعور بالعجز عن مساعدتهم.
ركز الأطباء والخبراء لفترة طويلة على فحص الصدمات غير المباشرة والمتأثرين بها، وخاصة الجنود والصحافيين والمعالجين النفسيين الذين يتعاملون عن كثب مع الحالات والمرضى.
ومع ذلك، في عصر الاتصالات السريعة، وخاصة بسبب منصات وسائل التواصل الاجتماعي، تركزت المناقشة حول الصدمات غير المباشرة بشكل متزايد على المشاهد أو المتلقي الذي يقضي قدرًا كبيرًا من الوقت في تصفح المحتوى على هواتفه المحمولة.
والسبب الرئيسي وراء ذلك هو عدم القدرة على التحكم في هذا المحتوى أو إدارته. حتى عندما يقرر المستخدم تخطي مادة معينة، فإنها تظهر بسرعة في شكل مختلف أو من حساب آخر. ونتيجة لهذا، وبسبب الحجم الهائل من التدفقات المتواصلة لآلة القتل الإسرائيلية عبر مئات الحسابات على منصات مختلفة، فإن المشاهد المروعة تجد طريقها حتماً إلى المشاهد، حتى لو كان ينوي تجنبها. ويرجع هذا جزئياً إلى الفظائع المستمرة والتوافر الهائل للمحتوى الرسومي المليء بالدماء والجثث. وبالتالي أصبح التعرض للأخبار السلبية مصدراً لـ “الصدمة غير المباشرة”، التي تؤثر على الناس حتى لو لم يتعرضوا بشكل مباشر للأحداث المؤلمة.
الانتقال إلى المناصرة النشطة
كل هذا يؤدي إلى استنتاج مهم: ضرورة الانتقال من مجرد رفع الوعي حول حقائق الصراع، ونشر الرواية العادلة، ومحاربة الأكاذيب والقصص المشوهة، إلى تحقيق مناصرة فعالة ونشطة تدفع إلى العمل والتغيير والتأثير في العالم الحقيقي.
وهكذا، يصبح النشاط الاجتماعي والشعبي والقانوني ضرورياً كمسار يكمل ما يقدمه العالم الافتراضي، ويخلق في نهاية المطاف مجتمعاً عالمياً يفي بواجبه الأخلاقي من خلال المشاركة المباشرة في الاحتجاجات والمظاهرات، كما نرى في المجتمعات الغربية بين الطلاب أو المهمشين. ولأسباب مختلفة، وجدت هذه المجموعات، من خلال شعورها الطبيعي بالمسؤولية، أنه من الضروري أن تنخرط وتتحرك للضغط أو ممارسة أي شكل من أشكال التأثير. ولأن هذا النشاط المؤيد لفلسطين يعتمد على المعلومات التي يوفرها العالم الافتراضي، فإنه يمتلك القدرة على خلق مجموعات أكثر تنظيماً وتوجهاً سياسياً، بالنظر إلى إمكانيات التخصص والتوثيق والتنسيق والتكامل.
لا شك أن العالم الافتراضي مليء بالثغرات التي يمكن للنظام الغربي استغلالها لقمع أي نشاط يتعارض مع مصالحه السياسية. فإلى جانب حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن “حرب حضارية”، حيث يتصدر كيانه حرب “الحضارة الغربية” على غزة وقوى المقاومة التي تدعمها، لا بد من دمج أساليب وتقنيات المواجهة، التقليدية والجديدة، في منظومة مقاومة واعية ومتناغمة. ولا بد أن تتحرك هذه البنية بشكل منهجي لامتصاص الخدر الذي قد يسببه التعاطف الافتراضي وتحويله إلى صحوة حقيقية لا تعبر فقط بل وتؤدي أيضاً إلى العمل والتأثير في العالم الحقيقي.
وهنا يكمن دور النخب في توجيه وتفعيل العمل الميداني من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة. فالواقع السياسي يتشكل على الأرض وليس على الإنترنت، رغم أن الأخير مهم في توليد المشاعر والمعتقدات والآراء وتأكيدها من خلال الحقائق والأدلة. والانتقال من العالم الافتراضي إلى الواقعي ضروري لتحويل التعاطف إلى عمل، وفلسطين تستحق الكثير من العمل.
الولايات المتحدة
فلسطين المحتلة
فيسبوك
عملية طوفان الأقصى
فلسطين وإسرائيل
المقاومة وغزة