موقع مصرنا الإخباري:
قام أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، بزيارته الثانية إلى الأراضي المحتلة منذ بداية هجمات النظام على غزة.
وبحسب تقارير إعلامية، أثار بلينكن مسألة “الهدنات الإنسانية” خلال اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه، صرح مسؤول أميركي آخر بأن وقف إطلاق النار المؤقت يجب أن يكون مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. كما صرح بنيامين نتنياهو بأنه لا يوافق على اقتراح بلينكن وسيواصل قصف وقتل أهل غزة.
والحقيقة أنه لا بد من القول إن الجيش الإسرائيلي في غزة يواجه تحديات تفوق توقعاته. الجيش الذي يدعي أنه رابع أقوى جيش وأكثره تكنولوجيا في العالم عالق في أقل من عشرة كيلومترات من التقدم والتعزيز في عمق غزة بعد أسبوع من العمليات البرية ويواجه مفاجآت جديدة كل يوم تقريبًا بينما يتكبد خسائر فادحة. .
وفي مثل هذه الظروف فإن وقف إطلاق النار المؤقت هو خيار قسري لنتنياهو ليتمكن من إعادة تنظيم الميدان والوضع النفسي لجيشه. لكن نتنياهو يحاول بيع هذه الحاجة إلى كافة الأطراف بمساعدة أميركا، وبسعر باهظ جداً. من المجتمع الدولي، الغاضب من الإبادة الجماعية لشعب غزة، إلى قوات حماس.
علاوة على ذلك، أشار بلينكن إلى إقامة دولة فلسطينية باعتبارها السبيل الوحيد لضمان أمن النظام الإسرائيلي. ومن الضروري الانتباه إلى بعض النقاط في هذا الصدد.
النقطة الأولى هي أن الأميركيين، الذين نسوا القضية الفلسطينية تماماً، يتحدثون الآن عن ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يمكن اعتباره أحد إنجازات انتفاضة الأقصى.
النقطة الثانية هي أن الأميركيين يكذبون ولا يسعون أبداً إلى إقامة دولة فلسطينية حقيقية. وكان من المفترض أن تصل اتفاقيات أوسلو التي مضى على وجودها ثلاثة عقود إلى هذا الحد، لكنها أعطت امتيازات لإسرائيل وقدمت وعوداً فارغة للفلسطينيين.
والنقطة الثالثة هي أنه حتى لو افترضنا أن مثل هذا الأمر سيصبح حقيقة – وهو أمر غير مرجح – فمن سيكون على استعداد للتنازل عن 70% من أراضيه للمحتلين والعيش معهم؟ إذا سُرقت سيارتك، هل أنت على استعداد لاستعادة عجلتين والتخلي عن اللصوص؟
إن الحكومة الفلسطينية المحتملة التي تشكل جزءًا من حل الدولتين لا يمكن إلا أن تبدو مثل السلطة الوطنية الفلسطينية ولن تكون أكثر من ذلك. كيان فاسد لا يفعل شيئاً سوى قمع المقاومين. وكما يقول المثل الإيراني: “شريك في السرقة ورفيق في السفر!”
أنتوني بلينكن
حرب إسرائيل على غزة