مصر: النهج التصعيدي سيقود منطقة الشرق الأوسط إلى المجهول

موقع مصرنا الإخباري:

مصر: النهج التصعيدي سيقود منطقة الشرق الأوسط إلى المجهول

 

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، اليوم السبت، إدانة مصر للعدوان الإسرائيلي على إيران وما يمثله من تصعيد خطير ومقلق بداية من فجر يوم 13 يونيو الجاري، الذي أدى إلى تصاعد حالة التوتر الإقليمي إلى حدود غير مسبوقة في الشرق الأوسط.

وأضاف “عبدالعاطي”، خلال كلمة أمام الجلسة الطارئة حول العدوان الإسرائيلي على إيران في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، أن مصر تعرب عن بالغ قلقها إزاء هذا العدوان الذي يمثل تصعيدًا إقليميًا سافرًا وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، بحسب بيان وزارة الخارجية المصرية.

وشددت مصر على ضرورة وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد إيران، التي تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط مستويات متزايدة من التوتر، وأهمية العمل بدون مواربة على خفض التوتر وصولًا إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة شاملة تسمح باستئناف المفاوضات.

وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي استبق نتائج مسار مفاوضات “مسقط” التفاوضي، الذي دشنته سلطنة عمان بغية التوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، وهي المفاوضات التي هدفت إلى تجنيب المنطقة الدخول في موجة جديدة من التصعيد والتفكك والصراع، إذ إن ذلك لن يخدم مصلحة أي دولة في الشرق الأوسط، بل ستتحمل عواقبه جميع دول المنطقة بدون استثناء.

وقال إن مصر تؤكد من هذا المنبر أنه لا حلول عسكرية لهذه الأزمة، كما تدين مصر الهجمات الإسرائيلية المستمرة على المنشآت النووية الإيرانية، التي تنتهك القانون الدولي الإنساني وقرارات الوكالة ومجلس الأمن ذات الصلة، وهي القرارات التي تستمر تل أبيب في ضربها بعرض الحائط مقابل تغاضي الدول الأوروبية والغربية عن هذه الممارسات استمرارًا لنهجها الانتقائي والمزدوج في المنطقة.

وتابع: “تؤكد مصر أن التعامل مع الملف النووي الإيراني يجب أن يتم في إطار مقاربة شاملة تعالج جميع الشواغل الأمنية ذات الصلة بعدم الانتشار النووي في المنطقة من خلال تنفيذ الهدف الذي طالبت به مصر إلى جانب إيران، وبدعم من الدول العربية والإسلامية كافة منذ عام 1974، والمتمثل في إقامة المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وتحقيق عالمية معاهدة عدم الانتشار خاصة منطقة الشرق الأوسط، في ظل رفض إسرائيل الانضمام للمعاهدة وإخضاع منشآتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم القرارات الدولية العديدة الصادرة في هذا الشأن”.

وقال إن هذا النهج التصعيدي سيقود المنطقة إلى المجهول وصراع أوسع في الإقليم ينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على الأمن والاستقرار الإقليميين، وبالتالي فمن الضروري وقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووي الإيراني.

وأكد أن مصر ستواصل جهودها الدبلوماسية بالتعاون مع أشقائها بالدول العربية والإسلامية لنزع فتيل الأزمة ومنع توسع بؤرة الصراع في المنطقة إلى مواجهة شاملة ستلقي بظلالها على المنطقة بأسرها. وتشدد مصر مجددًا على أهمية تنسيق التحركات العربية والإسلامية لتحقيق هذا الغرض انطلاقًا من قناعتنا الراسخة بأن السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة يتمثل في الدبلوماسية والحوار والالتزام بمبادئ حُسن الجوار وفقًا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *